مع ارتفاع حصيلة الاعتداء المزدوج الذي هز اسطنبول مساء أمس الاول الى 17 قتيلا مع وفاة جريح في المستشفى، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول، دخلت تركيا منعطفا سياسيا ، باجتماع قضاة المحكمة الدستورية التركية للبت في الدعوى المقدمة لحل الحزب الحاكم بتهمة ممارسة نشاطات مناهضة للعلمانية تزامنا مع نظر المحكمة في قضية المتهمين بالانتماء الى تنظيم الدولة السرية أرغناتون بدعوى الانقلاب على حكومة رجب طيب أردوغان ويهدد صدور قرار بحظر حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي باثارة اضطرابات سياسية في البلاد على خلفية احتمال تنظيم انتخابات مبكرة.
وذكرت وكالة الاناضول للانباء ان القضاة الـ11 الذين عقدوا اجتماعهم سيواصلون مداولاتهم يوميا حتى التوصل الى قرار.
ويطالب الادعاء العام بحل حزب العدالة والتنمية وبمنع نحو 71 من قادته بينهم أردوغان وعبد الله غول رئيس الجمهورية من ممارسة نشاطات سياسية لمدة خمس سنوات.
ويرى المراقبون السياسيون ان هناك ثلاثة احتمالات لطبيعة الحكم المتوقع صدوره يتمثل أولها بحظر الحزب الحاكم ومنع بعض قيادييه البارزين مثل رئيس الجمهورية عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من ممارسة العمل السياسي والثاني معاقبة الحزب من خلال منع وصول المخصصات المالية المقررة له من الدولة بشكل كامل أو جزئي والأخير رفض الدعوة.
ويسود الاعتقاد بانه في حال تم حل الحزب فستنظم انتخابات تشريعية مبكرة.
وندد الحزب الحاكم بما اعتبره «انقلابا قضائيا»، مؤكدا انه وضع حلول بديلة منها امكانية تشكيل حزب جديد لاحتضان نوابه الذين يفوق عددهم 300 والذين سيتحولون الى مستقلين في حال تم حل الحزب.
وبالعودة الى التفجيرات التي اوقعت نحو 154 جريحا، اشارت صحف عدة بأصابع الاتهام الى متمردي حزب العمال الكردستاني، لكن السلطات اعتبرت انه من المبكر جدا حسم ذلك.
وقرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلغاء اجتماع لمجلس الوزراء والتوجه الى اسطنبول، كما ذكرت شبكات تلفزة.
وكتبت صحيفة «حرييت» الواسعة الانتشار «ان حزب العمال الكردستاني يقتل مدنيين»، مؤكدة ان هذه الهجمات الدامية هي من عمل الحزب الكردستاني ولا شك الذي تراجعت قوته بفعل الهجمات التي يشنها الجيش التركي في تركيا وفي شمال العراق حيث لجأ مئات المتمردين.
من جهتها، عنونت صحيفة «وطن» التي اتهمت ايضا حزب العمال الكردستاني: بأنهم «جبناء».
وقالت شبكة «ان تي ڤي» التلفزيونية الاخبارية ايضا ان الشرطة ترجح فرضية ان يكون حزب العمال الكردستاني وراء الاعتداءات.
غير ان انفصاليا كرديا بارزا انكر أن حزب العمال الكردستاني هو من قام بالتفجيرالمزدوج الذي وقع في مدينة اسطنبول التركية مساء الأحد.
وقال زبير إيدار العضو السابق في البرلمان التركي والذي أصبح حاليا رئيس الجناح السياسى في حزب العمال الكردستاني لوكالة «فرات» للأنباء والمقربة من المتمردين الأكراد «انه حادث غامض هذا الحادث ليست له علاقة بكفاح الأكراد من أجل الحرية، لا يمكن أن يربطوا ذلك بحزب العمال الكردستاني».