بيروت - عمر حبنجر
فشلت الجولة الحادية عشرة للجنة صياغة البيان الوزاري في تظهير هذا البيان امس، انما ارتأت ابقاءه في «غرفة العتمة» الى اليوم علّ الجولة الثانية عشرة تنجح حيث فشلت سابقاتها.
كثيرون توقعوا انجاز البيان في جلسة امس، و على رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لاحظ امس ان الجميع مع التشويه وفي مقدمتهم الرئيس ميشال سليمان، لكنه شدد على انه لا تراجع عن امر اسمه مقاومة، مشيرا الى صيغة عرضها على الجميع تحفظ حق المقاومة من جهة وتلزم الدولة بالقرارات الدولية من جهة اخرى، لكنه بقي هناك من لم ير الغمام المؤشر على المطر بعد، وهذا البعض المتشائم يذكر ان انتخاب رئيس الجمهورية استغرق 20 جولة انتخابية.
وزير الاعلام طارق متري خرج في نهاية الجلسة ليعلن باختصار تأجيل الجلسة الى الخامسة من بعد ظهر اليوم.
وقال متري لقد ظهرت نصوص جديدة حاولت ان تعبر عن الاتفاق حول المسائل العالقة لكننا بحاجة الى المزيد من المشاورات ونحن نسير في اتجاه الاتفاق على صيغة مقبولة من الجميع ولهذا سنعاود الاجتماع عند الخامسة من عصر اليوم.
أوساط القصر الجمهوري متفائلة
وكان الرئيس ميشال سليمان محور الاتصالات التي ركزت على وقف موجة التصعيد السياسي تمهيدا لولادة البيان الوزاري، وقد زار قصر بعبدا امس ثلاثة من وزراء اللجنة هم نسيب لحود، جبران باسيل ومحمد فنيش كما زاره المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل.
وفُهِمَ من زوار الرئيس سليمان ان التجاذب حول الفقرة الخاصة بالمقاومة، لايزال قائما بين توجهين متناقضين داخل اللجنة اذ تتمسك المعارضة بادراج الفقرة الواردة في البيان الوزاري السابق مع اضافة الالتزام بالقرار 1701 فيما تتمسك الغالبية الوزارية بالفقرة الواردة بخطاب القسم لرئيس الجمهورية وفيها «ان نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة واستمرارها كان في التفاف الشعب حولها وفي احتضان الدولة كيانا وجيشا لها ونجاحها في اخراج المحتل يعود الى بسالة رجالها وعظمة شهدائها الا ان بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال ومواصلة العدو الاسرائيلي اعتداءاته يحتم علينا استراتيجية دفاعية تحمي الوطن بالاستفادة من طاقات المقاومة».
حل وسط
لكن زوار الرئيس تحدثوا عن مناخ سياسي معقول يفترض ان تقابله حلحلة في عمل اللجنة الوزارية.
وذكر معارضون ان الرئيس ميشال سليمان يستعد لتقديم صيغة معينة لفقرة المقاومة لكن أي تأكيد رئاسي لذلك لم يصدر.
وفي معلومات لـ«الأنباء» ان العمل يجري على حل وسط يحفظ حق الجميع ولا يموت معه الذئب ولا تفنى الغنم، ويقوم على فعل كان بحيث يورد البيان فقرة تنوه بدور التحرير العظيم الذي كان للمقاومة قبل ان تنتقل الى التأكيد على وجوب ان تؤول اعباء التحرير وحماية السيادة للدولة، وضمن استراتيجية تعتمد الافادة من طاقات الحزب.
الاحتفال بعيد الجيش
وتفاءل قريبون من الاكثرية بحل قريب لهذه المعضلة، والارجح ان يولد البيان الوزاري اليوم او غدا على الابعد، كي يتسنى للرؤساء الثلاثة المشاركة بالاحتفال السنوي بعيد الجيش يوم الجمعة الاول من اغسطس في المدرسة الحربية في الفياضية.
وشارك رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري في حركة الاتصالات التي نشطت منذ يومين، وقد التقى اول من امس اعضاء اللجنة نسيب لحود، محمد شطح ووائل ابوفاعور.
وقد تناولت الجولة الحادية عشرة للجنة الوزارية امس النقاط الخلافية المتبقية امامها وعددها خمس محصورة في الشق السياسي من مقدمة البيان، وهي: المقاومة وسلاح حزب الله، والسلاح الفلسطيني والتوطين وقضية مؤتمر باريس 3 وتخصيص الاتصالات، والموضوع الاخير كان محور لقاء بين الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الاتصالات جبران باسيل.
تباينات اضافية
وتقول «اذاعة النور» ان التباين الحاصل يتركز على مقررات مؤتمر باريس 3، وموضوع السلاح الفلسطيني والتوطين، وخصخصة قطاع الاتصالات اضافة الى موضوع المقاومة وملف المفقودين.
وبحسب مصادر اللجنة لاذاعة النور ان وزراء المعارضة متفائلون بقرب الخروج بنتيجة ايجابية، فيما التشاؤم يسيطر على وزراء الموالاة بهذا الخصوص، علما بأن الوزير يوسف تقلا توقع انجاز البيان في الجولة الحادية عشرة امس.
الصفحة في ملف ( pdf )