بيروت - اتحاد درويش
تمحور النقاش الذي ساهم في تأخير صدور البيان الوزاري، حول التوصل الى حلول مقبولة من الجميع لنقاط الخلاف وانحصرت في كيفية مقاربة موضوع المقاومة وسلاحها.
وكان واضحا من المداولات داخل لجنة صياغة البيان المذكور عمق الخلاف بين الفرقاء اللبنانيين الممثلين داخل اللجنة، وهو خلاف يقوم على موقفين متباعدين، موقف قوى 14 آذار التي تسجل ادانتها لهذا السلاح برفضها ايراد بند المقاومة في البيان الوزاري بحجة تكريسه شرعا وقانونا، وقوى 8 آذار تصر على ذكر كلمة مقاومة لحق مشروع لاستكمال التحرير واستعادة ما تبقى من ارض محتلة.
فلماذا اصر حزب الله على ادراج بند المقاومة في البيان الوزاري؟ وماذا عن القلق الذي تعكسه مواقف بعض الاطراف؟ يقول مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الحاج حسن عزالدين ان المقاومة بفعلها وعملها وشرعيتها لا يؤثر في وجودها وعدمه بيان وزاري لان الارادة العامة للشعب اللبناني تثق بها، واوضح ان البيان الوزاري لن يخلو من حق المقاومة ومشروعيتها ولا يجوز ان تشكل عقدة اساسية في البيان لانه سيتم التوصل الى صيغة تكون فيها المقاومة موجودة.
واستغرب عز الدين في حديث لـ«الأنباء» ان تكون هناك حكومة اسمها حكومة وحدة وطنية ولا تكون المقاومة حاضرة بقوة في بيانها الوزاري.
وعن الصيغة التي يراها حزب الله مناسبة لخروج البيان من حال المراوحة قال انه لابد ان يتضمن الاشارة الى الاحتلال الاسرائيلي والى اعتداءاته وخروقاته المستمرة والى الاشارة الى اقرار الاستراتيجية الدفاعية، واكد ان البيان لا يجوز ان يخلو من رسالة واضحة الى العدو الاسرائيلي التي تقول ان هناك مقاومة وهناك احتلال.
وعن النتائج المتوقعة من الحوار في القصر الجمهوري حول المسائل الخلافية قال: هناك اطر اساسية هي مصدر توافق للجميع منها خطاب القسم لرئيس الجمهورية وما تحدث به في زيارته الى فرنسا، وتاليا عند استقبال الاسرى المحررين، فضلا عن اتفاق الدوحة وكلها تشكل ارضية حقيقية للنقاش حول المسائل الخلافية، ورأى انه لا ينبغي للجنة الوزارية ان تصادر دور رئيس الجمهورية في الدعوة لطاولة حوار لمناقشة سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية، ولفت الى ان المقاومة هي التي بادرت الى الدعوة للجلوس على طاولة الحوار لمناقشة القضايا المختلف عليها.
وفيما إذا كانت الاستراتيجية الدفاعية تعني نزع سلاح المقاومة وحصر حق حماية لبنان بيد الدولة رأى عز الدين أن هذا السلاح يخدم مصلحة لبنان ومصلحة المقاومة وهو الأمر الذي ندعو اليه ونستعجله في اقرار الاستراتيجية الدفاعية، اما عن تبعات أو ما يترتب على هذا السلاح بعد ان جرى استخدامه داخليا واصرار فريق 14 آذار على عدم التساهل في هذا الموضوع، فيرى عز الدين ان من يتحدث في هذا الموضوع فانه يحاول التعويض عن خسائره السياسية وغير السياسية ورهاناته على الادارة الاميركية وغيرها، لافتا الى ان موضوع سلاح حزب الله ستتم مناقشته على طاولة الحوار في القصر الجمهوري.
واضاف: اننا اليوم امام صفحة جديدة في تاريخ لبنان وهي صفحة وفاقية يجب ان يسودها التفاهم والبناء وان الحكومة تمتلك من القدرات والامكانيات لمعالجة المشكلات والاختلافات التي يمكن ان تحدث.
وتوقف عند اجواء الفرح التي سادت لبنان على المستوى الشعبي والرسمي خلال عودة الاسرى المحررين واستعادة رفات الشهداء وقال: هناك من يريد ان يعكر صفو واجواء الفرح التي عبرت عن الشعور بالنصر والاعتزاز بهذه المقاومة التي تمكنت من ان تعيد ما قارب المستحيل، مثل سمير القنطار الذي كان من المستحيل ان يخرج من سجون الاحتلال هذا يعني ان هذه المقاومة وجهودها سواء في العمل العسكري او التفاوض انجزت صفقة هائلة شملت رفات لشهداء عرب ومن كل الجنسيات الذين استشهدوا لاجل القضية الفلسطينية.
وعن انعكاسات صفقة الأسرى وما ان استطاعت ازالة المتاريس السياسية القائمة بين المعارضة والموالاة، أكد أن هذه الصفقة للتبادل ساهمت بشكل كبير في لم الشمل وتجاوزت الكثير من المسائل على المستوى الداخلي وان العرس الوطني الذي شهده لبنان والاحتفالات التي قامت في كل المناطق، حتى في مناطق التوتر يعني ان اللبنانيين تجاووا ما حدث في السابع من مايو الماضي.
واضاف: ان صفـقة تبادل الاسرى ورفات الشهداء اعادت دورا اساسيا للبنان في الخريطة الدولية على مستوى لبنان، واعطته قوة اضافية في موقعه ودوره، واعادت الطريق والامل الى القضــية الفلسطينية ايضا، فضلا عن انها قد اذلت اسرائيل، ورأينا كيف ارتجفت يد بيريز وهو يوقع على الصفقة وكل ذلك له دلالاته الكبيرة.
وردا على سؤال حول وثيقة قوى الرابع عشر من آذار التي اعتبرت انه لا يمكن التعايش مع سلاح حزب الله ويجب اخراجه من المعادلة الداخلية اجاب: ان هذا الكلام ليس جديدا وهو كلام قديم وسلاح حزب الله ليس للداخل بل هو موجه ضد العدو الاسرائيلي وهو لحماية لبنان والدفاع عنه، من هنا جرى طرح الاستراتيجية الدفاعية للنقاش والحوار حولها.
واضاف ان من يجعل من سلاح حزب الله ذريعة في استخداماته الداخلية يضمر السوء لهذا السلاح الذي اثبت صوابية منطقه وجدواه في مواجهة العدو.
وبعد ان تم تكليف الشيخ حسن عزالدين بملف العلاقات العربية وقال في هذا الاطار لـ «الأنباء» ان حزب الله يقوم مع كل دورة تنظيمية باجراء تقييم للمرحلة الجديدة وآخر المستجدات والظروف السياسية القائمة، وبناء على هذا التقييم والعمل الدؤوب للعلاقات الدولية في هذا المجال واوضح انه تبين لنا ان المرحلة تقتضي المزيد من التخصصية لمواكبة المهام الجديدة التي فرضتها الانتصارات والمواجهات مع العدو الاسرائيلي مما اقتضى ان يكون هناك ملف بذاته يتعاطى مع العالم العربي فكان ان تم استحداث ملف العلاقات العربية.
وعن المهمة الجديدة الموكلة اليه وطبيعتها قال: ان مهمة هذا الملف هي نسج المزيد من العلاقات سواء مع الدول التي لنا علاقة معها او ما يستجد من دول يمكن اقامة علاقات معها، فضلا عن ان هذه العلاقة تشمل السفارات والممثليات والمنظمات العربية والاقليمية والجامعة العربية والعلاقات الشعبية، اي مع القوى السياسية والاحزاب العربية المنتشرة في انحاء العالم العربي، اضافة الى قوى المجتمع الاهلي والمدني والجمعيات والمنظمات التي تهتم بمواضيع كحقوق الانسان وغيرها، وايضا النقابات والاتحادات وكل ما يعبر عن المجتمع بقواه الاهلية والشعبية والسياسية، ولفت الى ان من ضمن هذه القوى السياسية المؤتمرالقومي العربي، المؤتمرالقومي الاسلامي، مؤتمرالاحزاب العربية والتي من خلال هذه المؤسسات يمكن اقامة علاقات وتواصل مع العالم العربي.
وقال: ان الغاية من استحداث ملف العلاقات العربية هوالتواصل لابقاء صورةالمقاومة ونشرها على حقيقتها للتعرف على هذا السلوك في مقاومة الاحتلال ومواجهة المشاريع الاميركية التي تريد تفتيت المنطقة ونهب ثرواتها.
الصفحة في ملف ( pdf )