بيروت
عدنان الراشد
عمر حبنجر
داود رمال
كان ثمة من راهنوا على غرق عهد الرئيس ميشال سليمان في مستنقع من سبقه، قياسا على تشابه الظروف وتقارب المعطيات، لا بل ان بعض المتشوقين للمجد، الحالمين بتغييرات في الحسبان الانتخابي، او خارج اي حسبان، اقنعوا انفسهم ومن حولهم، من اصحاب الرغبات السلطوية، بأن رئاسة ميشال سليمان انتقالية، مؤقتة، وبالتالي فان عليهم ألا يعتقدوا انهم خسروا المعركة الرئاسية، انما هي جولة، في أسوأ الاحوال!
لكن هذا البعض، لم يدرك انه سيواجه الرجل الذي بنى سمعته على الشجاعة، والتواضع، والذي يمثل الفرصة المثلى لاعادة احياء الديموقراطية اللبنانية المتوازنة، وبلورة الخطاب السياسي اللبناني المشترك، القادر وحده، على حماية السلم الاهلي، ووحدة البلد، التي لن يغلبها بوجوده غلاب.
فالرئيس سليمان، ابن بلاد جبيل، التي تشكل احدى واحات التعايش الوطني، العديدة في لبنان، سليل محيط سياسي مفطور على الايمان بلبنان الواحد الموحد، المتنوع ضمن اطار الوحدة، المتعدد ضمن نطاق الجمع لا القسمة، وان شغفه الوطني، حمله على التفكير المبكر، بالتوجه السياسي، قبل فترة انتقاله من «اليرزة» الى بعبدا، كما يقول في مجالسه، وهذا ما اكدته حركة اصدقائه الجبيليين التنظيمية، فالرجل لن يكون في بعبدا مجرد عابر سبيل، او موظف برتبة رئيس جمهورية، ينتهي دوره بانتهاء ولايته، فهو ضابط ميدان في الاساس، والعودة الى الميدان الى الشعب، الى الارض، كما يردد احيانا دأبه الدائم.
سئل حكيم، اي الرجال افضل؟
فأجاب: الرجل الذي ان حاورته وجدته حكيما وان اغضبته كان حليما، واذا وعد وفى، واذا شكي اليه كان رحيما.
واللبنانيون واثقون ان لدى رئيسهم التوفيقي الكثير من هذه الخصال، وربما بفضل هذا نجح حتى الآن في تفكيك حلقات سلسلة القيود السياسية التي عرقلت انتخابه في الوقت الدستوري الملائم، وبعد انتخابه بدأت دوامة تشكيل الحكومة المعنونة بالوحدة الوطنية، ولو لم يضرب الارض برجله ذات يوم لكانت الحكومة، حتى الآن، في الدوامة، وكذا الحال في مسألة البيان الوزاري الذي انجزته مسودته بالامس.
انه لبنان بديموقراطيته الخاصة، وتركيبته الفريدة، فقد انتخب رئيسا توافقيا بدون سياسة توافقية وشكل حكومة وحدة وطنية، بغياب الوحدة الوطنية الصحيحة، لكنه وجد ويجد المخرج دائما، بالتسويات المبنية على التنازلات عند الحشر.
وفي لقاء لـ «الأنباء» مع الرئيس سليمان، وهو الاول له مع صحيفة عربية، منذ انتخابه رئيسا، طمأن القلقين على التعقيدات التي رافقت صياغة مسودة البيان الوزاري، بأن امور البيان الوزاري ستنظم في النهاية، كما انتظمت امور تشكيل الحكومة، وهكذا حصل بالفعل، وان البلد سيبقى موحدا بتعدديته الطائفية والمذهبية، التي هي في النتيجة مصدر قوته وثباته.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )