قال مسؤول كبير في مجلس الامن الجورجي امس ان روسيا غزت جورجيا وان البلدين «اقتربا كثيرا» من الحرب اذا لم يكونا في حرب بالفعل.
وقال كاخا مايا: «اذا لم تكن هذه حرب فنحن قريبون جدا منها. الروس غزوا جورجيا ونحن نتعرض للهجوم».
وقال امين سر مجلس الامن الوطني الجورجي لوكالة فرانس برس ان جورجيا وروسيا ستصبحان «في حالة حرب» اذا ما تأكد دخول قوات ومعدات عسكرية روسية الى اوسيتيا الجنوبية.
بدوره قال ميخائيل ساكاشفيلي رئيس جورجيا لشبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الاميركية ان روسيا تخوض حربا ضد بلاده، وقال في الحديث التلفزيوني: «روسيا تحاربنا في اراضينا».
واطلقت جورجيا نداء الى المجتمع الدولي ناشدته فيه وقف «العدوان العسكري المباشر» الذي تشنه روسيا على اراضيها، كما اعلن وزير الخارجية الجورجي لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي».
في هذه الاثناء كانت عشرات الدبابات والشاحنات العسكرية الروسية المحملة بالمعدات والجنود تعبر جمهورية اوسيتيا الشمالية الروسية متوجهة نحو اوسيتيا الجنوبية وفقا لما افادت به وكالة فرانس برس ووكالات الانباء الروسية.
واحصت فرانس برس وفقا لشهود نحو 50 دبابة ثقيلة فضلا عن شاحنات تقل جنودا ومعدات عسكرية تتوجه الى اوسيتيا الجنوبية.
الاجتياح الروسي اتى عقب اعلان رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين امس ان الاعمال «العدوانية» التي تقوم بها جورجيا في اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي ستقابل «برد» من موسكو.
وفي وقت لاحق من مساء أمس أعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ان جورجيا سيطرت بشكل شبه كامل على منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية بما فيها العاصمة تسخينفالي، مشيرا الى سقوط 30 جورجيا في المعارك.
وقال ساكاشفيلي في كلمة تلفزيونية ان القوات الجورجية «تسيطر على كامل اراضي اوسيتيا الجنوبية باستثناء دجافا» البلدة الواقعة شمال العاصمة تسخينفالي.
واكد «اننا نسيطر تماما على تسخينفالي».
واضاف «للاسف قتل ثلاثون شخصا معظمهم عسكريون».
هذا واعلنت جورجيا انها ستسحب 1000 جندي موجودين في العراق من اجل نشرهم في اوسيتيا الجنوبية.
وأعلن مسؤول في الپنتاغون أمس ان جورجيا طلبت من العسكريين الاميركيين تقديم طائرات لنقل القوات الجورجية المنتشرة في العراق الى جورجيا.
وقال هذا المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه «طلبوا تقديم دعم جوي لاجلاء قسم من قواتهم».
وأوضح ان الطلب الذي وصل الى وزارة الخارجية قيد البحث ولم يتخذ قرار بشأنه بعد. هذا ودعت الولايات المتحدة الأميركية روسيا إلى سحب قواتها القتالية من جورجيا ووقف الغارات الجوية. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في بيان أمس « نناشد روسيا وقف الهجمات على جورجيا بالطائرات والصواريخ واحترام وحدة أراضي جورجيا وسحب قواتها البرية من الأراضي الجورجية». وفي رد سريع على تصريحات رايس أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدڤيديڤ أن بلاده ستتخذ إجراءات «لحماية مواطنيها المزدوجين قيد الحصار بواسطة القوات الجورجية».
بدورها اعلنت المتحدثة باسم حكومة اوسيتيا الجنوبية ايرينا غاغلوييفا مساء أمس ان القوات المسلحة التابعة لهذه المنطقة الانفصالية في جورجيا «تسيطر» على عاصمتها تسخينفالي، بحسب ما افادت وكالة انترفاكس الروسية.
وأعلن رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي أمس مقتل1400 شخص في الهجوم الذي شنته جورجيا على منطقتها الانفصالية هذه، وفق ما نقلت وكالة انترفاكس الروسية.
وقال كوكويتي «قتل ما يزيد على 1400 شخص» مضيفا «سيتم التحقق من هذه المعلومات لكن هذا هو العدد التقريبي استنادا الى معلومات من اقرباء الضحايا».
وكان اعلن في وقت سابق مقتل مئات الاشخاص في تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية وحدها.
من جهة اخرى، اعلن الجهاز الاعلامي في المديرية الروسية لمسائل الهجرة ان الالاف من سكان اوسيتيا الجنوبية فروا الى روسيا نتيجة تفاقم التوتر في المنطقة.
وأوضحت المديرية بحسب وكالة انترفاكس ان «معظمهم يسكنون عند اقربائهم في اوسيتيا الشمالية».
من جهتها، اعلنت قيادة قوات حفظ السلام الروسية في اوسيتيا الجنوبية ان «معارك ضارية» دارت مساء أمس بين هذه القوات و«الوحدات العسكرية الجورجية» جنوب تسخينفالي عاصمة هذه المنطقة الانفصالية في جورجيا، على ما افادت وكالة ريا - نوفوستي.
ونقلت وكالة انترفاكس عن متحدث باسم قيادة هذه القوات الروسية ان 12 جنديا من قوات حفظ السلام الروسية قتلوا واصيب 150 آخرون بجروح بنيران القوات الجورجية أمس في تسخينفالي. وكانت الحصيلة السابقة اشارت الى مقتل عشرة عسكريين روس. وقال بوتين في تصريحات أدلى بها في العاصمة الصينية بكين التي يزورها لحضور الاولمبياد: «القيادة الجورجية لجأت الى اعمال عدوانية للغاية في اوسيتيا الجنوبية، في الواقع هي بدأت الحرب مستخدمة اسلحة ثقيلة ومدفعية».
وأضاف خلال اجتماع مع نور سلطان نزارباييف رئيس قازاخستان دون ان يعطي تفاصيل «هناك اصابات حتى بين قوات حفظ السلام الروسية. هذا محزن جدا وسيتطلب ردا». وبدوره اكد الرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ ان روسيا لن تدع مقتل «مواطنيها» في اوسيتيا الجنوبية يمر «دون عقاب»، مؤكدا انها ستدافع عن الرعايا الروس «حيثما وجدوا».
وبلغ عدد القتلى الروس بحسب وزارة الدفاع الروسية اكثر من 10 في عداد قوات حفظ السلام في تسخينفالي وقعوا اثناء الهجوم الجورجي على هذه الجمهورية الانفصالية.
وقال الكولونيل ايغور كوناشنكوف المتحدث باسم قيادة قوات المشاة الروسية «تعرضت مواقع تابعة لقوات حفظ السلام لنيران القوات الجورجية ونتيجة لذلك قتل اكثر من عشرة جنود واصيب حوالي 30 بجروح».
وافاد كوناشنكوف لوكالة ريا نوفوستي بان قوات تابعة للجيش الروسي الثامن والخمسين وصلت قرب تسخينفالي «لمساعدة جنود قوات حفظ السلام الروس». وفي وقت سابق اعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية تشوتا اوتياكفيلي لوكالة فرانس برس ان عاصمة اوسيتيا الجنوبية تسخينفالي باتت «بالكامل تحت السيطرة الجورجية». وبعد ظهر امس بدأت هذه السيطرة بالتلاشي حيث اعلن المتحدث لوكالة فرانس برس ان قوات بلاده «فقدت السيطرة على جزء» من تسخينفالي. وقال المتحدث ان «القوات الروسية تقصف تسخينفالي. لقد فقدنا السيطرة على جزء من المدينة».
وبالموازاة اكد رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوار كوكويتي ان قواته تستعيد تدريجيا سيطرتها على العاصمة.
ونقلت انترفاكس عن كوكويتي قوله ان «الكتيبة الرابعة في جيش اوسيتيا الجنوبية» بدأت بدفع القوات الجورجية الى خارج جنوب المدينة، واضاف ان مئات السكان المدنيين قتلوا في تسخينفالي خلال الهجوم الجورجي، وقال كوكويتي انه تم تدمير 4 دبابات جورجية في احدى ساحات المدينة.
واكدت وكالة انترفاكس الروسية في وقت سابق دخول قوات جورجيا تسخينفالي ومحاصرتها وذكرت ان معركة حامية دارت في الجزء الجنوبي من تسخينفالي بين الانفصاليين والقوات الجورجية.
وبررت جورجيا محاصرة قواتها لتسخينفالي بقول رئيس وزرائها لادو غورجينيدزي ان السلطات الجورجية اتخذت تلك الاجراءات «لمنع استمرار تسلل المرتزقة (من روسيا)» الى جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية.
وقال رئيس الوزراء الجورجي ان «انفصاليين فتحوا النار ردا على مبادرة السلام التي قدمها رئيس جورجيا». وتابع ان «مرتزقة تسللوا الى اراضي جورجيا واضطررنا لاتخاذ اجراءات مناسبة لحفظ السلام في المنطقة».
ميدانيا، ذكرت وكالة انترفاكس أن قوات حفظ السلام الروسية في اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي أعلنت اصابة 3 من أفرادها وإلحاق أضرار بمقرها خلال عمليات قصف قامت بها قوات جورجيا لمدينة تسخينفالي العاصمة المحاصرة للاقليـــم. ونقلت انترفاكس عن متحدث باسم قوات حفظ السلام قوله: «شنت قوات جورجية عند الفجر عدة غارات على مقر قوات حفظ السلام الروسية مما أسفر عن اصابة 3 من أفراد القوة وإلحاق أضرار بمبنى المقر وتحطم عدد من النوافذ والابواب». وقال قائد قوات حفظ السلام الروسية في اقليم أوسيتيا الجنوبية لانترفاكس عبر الهاتف من تسخينفالي «نتيجة للقصف الذي استمر ساعات عدة وبمدفعية ثقيلة دمرت المدينة من الناحية العملية».
واضاف ان أضرارا جسيمة لحقت بالمدينة بعد يوم واحد من القصف الجورجي لها، من جانبه قال ممثل اوسيتيا الجنوبية في موسكو ديميتري ميدوييف ان التدخل العسكري اصبح ضروريا «لوقف الحرب» و«وقف العدوان» الجورجي على هذه المنطقة الجورجية الانفصالية كما نقلت عنه انترفاكس.
وبدورهم اتهم الانفصاليون جورجيا بمواصلة اطلاق النار مؤكدين انهم ملتزمون بوقف اطلاق النار.
ووعد سيرغي باغابش رئيس جمهورية ابخازيا الانفصالية الجورجية، بتقديم الدعم لنظيره الاوسيتي الجنوبي. وقالت وكالة انترفاكس ان نحو الف من المتطوعين الابخاز توجهوا ليلا الى اوسيتيا الجنوبية.
واعلن رئيس جمهورية اوسيتيا الشمالية تيموراز مامسوروف ان «مئات المتطوعين» يتوجهون الى اوسيتيا الجنوبية المجاورة. وقال «لا يمكننا ان نمنعهم» من القيام بذلك، وردا على الهجوم الجورجي خرقت 3 طائرات روسية نفاثة أجواء جورجيا و«أسقطت قنابل» على موقعين جنوبي اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي حيث يدور القتال.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )