Note: English translation is not 100% accurate
صبر واشنطن بدأ ينفد في العراق وقرارات صعبة تنتظر حكومة المالكي
الاثنين
2006/10/23
المصدر : الصحافة العالمية
عدد المشاهدات 1242
پول ريتشتر
صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد نتيجة الاوضاع الامنية والسياسية السيئة في العراق، حيث تتواصل اعمال العنف، خاصة الطائفي منه ويقتل يوميا العشرات كما تزايد اعداد القتلى الاميركان، في الوقت الذي يقترب فيه موعد الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي.
وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على تقلد الحكومة العراقية الجديدة مقاليد الحكم بدأ المسؤولون الأميركيون يعربون عن نفاد صبرهم إزاء الوضع في بغداد، مصرين على ضرورة التقدم بخطوات أسرع للوفاء بالأجندة المطروحة.
ويعتبر الهدف الأسمى للولايات المتحدة في العراق هو مساعدة النظام الذي يقوده رئيس الحكومة نوري المالكي ليضع حداً للعنف الطائفي المستشري في البلاد، وتعزيز حكومته الهشة، فضلاً عن تطوير الاقتصاد العراقي وتحقيق المصالحة الوطنية.
وقد أشاد أحد المسؤولين الأميركيين ـ رفض الكشف عن هويته ـ في حديث أدلى به مؤخراً بحكومة نوري المالكي، لكنه أكد أنه مازال أمامها الكثير لتقوم به، قائلاً «على الحكومة أن تقرن القول بالعمل، وأن تبدأ في التحرك على الميدان والاعتماد على قدرتها الذاتية».
ورغم الثقة التي تضعها الإدارة الأميركية في حكومة المالكي، إلا أن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى «نفاد الصبر الذي بدأ يزعجهم».
من ناحيته جدد الرئيس بوش ثقته في الحكومة العراقية الجديدة متعهداً في خطابه بمواصلة مساندته لها «طالما استمرت الحكومة الجديدة في اتخاذ القرارات الضرورية من أجل عراق موحد وديموقراطي ينعم بالسلام».
يذكر أن المسؤولين الأميركيين كانوا يأملون أن تستطيع الحكومة الجديدة التوصل إلى نوع من التوافق أو الإجماع بين الشيعة والسُّنة والأكراد وتمهيد الطريق لإرساء السلام والاستقرار، إلا أنه الى اليوم تتنازع الحكومة صراعات محتدمة بين مكوناتها المختلفة، فضلاً عن تردي الوضع الأمني واستمرار العنف الطائفي.
وفي سعيهم الحثيث للحد من العنف المتفاقم أعلن المسؤولون الأميركيون والعراقيون عزمهم قطع الطريق على تدفق الأسلحة والمتفجرات إلى بغداد من خلال حفر مجموعة من الخنادق تحيط بالعاصمة وتمتد على مسافة ستين ميلاً.
وحسب تصريح وزير الخارجية ستقام نقاط تفتيش في المعابر الأساسية المؤدية إلى العاصمة في محاولة للحد من تسرب الأسلحة إلى العناصر المسلحة.
وعلى أي حال لم تتطور الأجهزة الأمنية العراقية، حتى الآن، على النحو المرغوب، ومازالت تنتظر حكومة المالكي قرارات صعبة يتوقع أن تثير جدلاً واسعاً في الشارع العراقي.
ولعل من العناصر الأساسية التي يعول عليها المالكي تحقيق المصالحة بين الطوائف المختلفة في العراق.
وقد عقدت في هذا الإطار لجان مشتركة ونظمت اجتماعات ضمت مختلف الانشطة، لكن برنامج المصالحة الذي اقترحه المالكي مازال يراوح مكانه دون إحراز تقدم كبير حتى بعد مرور عدة أشهر على تنصيب حكومته.
ويقر المسؤول الأميركي الذي رفض الكشف عن اسمه بأنه «بدون التوصل إلى اتفاق للمصالحة، وبدون طرح صفقة متكاملة تتعامل بشكل حازم وشامل مع الميليشيات المسلحة فإنه لن يتحقق هناك أي سلام، ولن يعم الاستقرار أبداً».
وبالإضافة إلى الاستحقاقات الأمنية التي تأمل واشنطن أن يتمكن نوري المالكي من تطبيقها من خلال وقف الصراع الطائفي، فإنها تريد أيضاً من الحكومة العراقية إيلاء الجانب الاقتصادي ما يستحقه من عناية عبر سن ما يلزم من قوانين وتشريعات لإعادة هيكلة شركات النفط التابعة للدولة وفتح المجال للاستثمار في القطاع النفطي.
عن «لوس أنجليس تايمز»
اقرأ أيضاً