بيروت – عمر حبنجر
فرض التفجير الارهابي الذي استهدف حافلة للركاب في مدينة طرابلس أمس، الواقع الأمني في لبنان على جدول اعمال زيارة الرئيس ميشال سليمان الى دمشق، الى جانب ما يعنيه من هدية شؤم لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة في اليوم الأول لممارستها السلطة بعد الحصول على ثقة مجلس النواب.
وقد اتجهت الأنظار توا الى تنظيم «فتح الإسلام» الذي اقتلعه الجيش اللبناني من مخيم «النهر البارد» استنادا لبيان صدر عن هذا التنظيم بعيد انتخاب الرئيس ميشال سليمان، وقد استتبع ذلك تفجير عبوة في مركز مراقبة للجيش على الحدود الشمالية مع سورية، ما ادى الى مقتل مجند، ومنذ اسبوعين وعشية عيد الجيش هاجم مجهولان موقعا للجيش في الهرمل.
اليوم المأساوي حصد 15 شهيدا من الجيش والمدنيين و55 جريحا كانوا يتحلقون حول حافلة ركاب للانتقال الى مراكز عملهم عند الساعة السابعة و45 دقيقة صباحا.
بيان قيادة الجيش
وأصدرت قيادة الجيش بيانا أوليا قالت فيه: انه عند الساعة 7.45 من صباح امس وفي محلة التل، شارع المصارف في طرابلس، انفجرت عبوة ناسفة موضوعة داخل حقيبة عند نقطة توقف لباصات يقصدها العسكريون للانتقال الى مراكز عملهم، مما ادى في حصيلة اولية الى استشهاد تسعة عسكريين ومدنيين اثنين، واصابة نحو 30 جريحا بين عسكري ومدني، تم نقلهم الى المستشفيات القريبة للمعالجة، فيما فرضت قوى الجيش طوقا أمنيا حول المكان وباشرت التحقيق في الحادث.
ان قيادة الجيش اذ تشير الى ان هذا الانفجار الارهابي يستهدف بشكل مباشر الجيش ومسيرة السلم الأهلي في البلاد، تلفت الى ان ما حصل، يصب في خانة الاستغلال الواضح من قبل الارهاب لتداعيات السجالات السياسية الحادة التي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، مع ما جاء في بعضها من تنكر واغفال لتضحيات المؤسسة العسكرية، ولدورها في حماية الاستقرار العام، وضمان وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين ابنائه.
وحضر الى طرابلس وزير الداخلية زياد بارود والمدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، الذي نقل عنه ان الجيش احتجز شخصا رهن التحقيق.
واكد بارود على التضامن مع كل الشهداء والجرحى، وقال ان هذا العمل الارهابي يعني كل اللبنانيين الذين دعاهم للتضامن.
وقال: الإرهاب يضرب كل اللبنانيين، وامتنع عن الانتقال الى مسرح الجريمة، حفاظا على الادلة واشار الى تنسيق تام بين الجيش والامن الداخلي.
وفي هذا الوقت عُقد اجتماع لنواب طرابلس في منزل النائب سمير الجسر، وتمت تلاوة بيان يدعو مجلس الوزراء للانعقاد الفوري في جلسة تبحث المحافظة على وضع الامن في طرابلس، كما دعا اهالي طرابلس الى التضامن ضد وجه الارهاب.
واعرب الرئيس ميشال سليمان عن اسفه الشديد للتفجير والضحايا الذين سقطوا نتيجته واجرى اتصالات بالجهات المعنية طالبا تكثيف التحقيقات.
يستهدفون منع تصحيح العلاقة مع سورية
وتقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ «العزاء من قيادة الجيش وذوي الضحايا العسكريين والمدنيين جراء التفجير الارهابي الذي استهدف لبنان والجيش في عاصمة الشمال طرابلس الشهباء»، وتمنى «الشفاء لجرحى المجزرة الدموية التي ترتبت عن الانفجار الارهابي المجرم الذي استهدف لبنان انطلاقا من طرابلس».
ولاحظ ان «توقيت هذه العملية الارهابية مع موعد زيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لدمشق انما يستهدف منع تصحيح العلاقة اللبنانية – السورية وتحريرها من كل ما يشوبها».
وقال الرئيس فؤاد السنيورة في احتفال شبابي، ان الجريمة الآثمة اتت لكي تقول للبنانيين ان المجرمين المتربصين ببلدنا يريدون استمرار التوتر.
واضاف: لن اكتفي بالتعزية بل اجدد العزم والعزيمة والقول ان لبنان لن يركع ولن يخاف ولن يستسلم للمجرمين والارهابيين. ولن يؤثر هؤلاء على انطلاقة حكومتنا.
جنبلاط: دعم غير مشروط للجيش
بدوره علق رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط على التفجير الذي طال مدينة طرابلس، واصفا اياه بـ «الاعتداء الخطير الذي يفترض ان يدفع الحكومة لاعطاء الجيش اللبناني مطلق الصلاحيات لجمع السلاح من كل الاطراف».
ورأى جنبلاط ان «هذا الانفجار يؤكد أن أي دعم للتيارات الظلامية من اي جهة محلية أو خارجية يؤدي حتما إلى استنساخ التجربة العراقية في لبنان، ونحن في غنى عن مجالس الصحوة وغير الصحوة، لان الجيش هو الوحيد المخول بضبط الامن، وهذه المهمة تتطلب الدعم غير المشروط من كل القوى السياسية، مما يجنب طرابلس ان تكون «أوسيتيا جنوبية جديدة».
وشدد جنبلاط على «ضرورة رفع الغطاء عن كل التنظيمات المسلحة واتاحة المجال للجيش بقرار سياسي حاسم لضبط الامن دون هوادة، لان هذا الانفجار اليوم قد يشكل مدخلا لضرب الاستقرار في تجربة من الممكن أن تكون اخطر من معركة نهر البارد».
ودعا جنبلاط «كل القوى السياسية للوقوف صفا واحدا خلف الدولة والجيش والاجهزة الامنية للتصدي لهذه الاعمال الارهابية ولحماية طرابلس والشمال واعادة تثبيت السلم الاهلي فيها حماية لاهلها وابنائها من مخاطر كبرى تحدق بها.
وليكن هذا الانفجار بمنزلة انذار لكل القوى، انه لا امن بالتراضي وانه من الضروري الاقلاع عن مهاجمة الجيش او انتقاده لاي سبب كان، لانه يقوم بتضحيات كبرى في سبيل تكريس السلم الاهلي واتوجه الى قائد الجيش بالانابة بأحر التعازي لسقوط شهداء ابرار من الجيش الذي عمد بالدم في محطات متلاحقة في مسيرة حماية لبنان».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )