قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أمس انه يعتقد ان على روسيا ان تتوقع «بعض العواقب» بسبب هجماتها على جورجيا.
وقال غيتس في مؤتمر صحافي في الپنتاغون ان «الايام والاشهر المقبلة ستحدد المسار المستقبلي للعلاقات الاميركية الروسية».
واضاف «ولكن رأيي الشخصي هو انه يجب ان تكون هناك بعض العواقب بسبب التحركات التي قامت بها روسيا ضد دولة ذات سيادة».
واستبعد غيتس بشدة احتمال استخدام القوة العسكرية الاميركية في النزاع بين روسيا وجورجيا.
وقال غيتس في مؤتمر صحافي في الپنتاغون «لا ارى اي احتمال لاستخدام الولايات المتحدة القوة العسكرية في هذا الوضع» كما شدد على ان الولايات المتحدة لا تريد العودة الى الحرب الباردة مع روسيا.
وقال للصحافيين «ذلك بالتاكيد ليس ما نريد، نمارس ضبط النفس بدرجة كبيرة في هذا الصدد».
من جهته اعتبر وزير الخارجية الروسى سيرجى لاڤروڤ أن القيادة الأميركية أساءت على مايبدو تقدير صلف وتهور الرئيس الجورجى «ميخائيل ساكشفيلى».
وذكرت وكالة الأنباء الروسية «انترفاكس» أن لافروف كرر مرة أخرى أمس اعتقاده بأن القيادة الجورجية الراهنة ما هي إلا «مشروع أميركى خاص».
وأشار لاڤروڤ إلى أن بلاده سألت أميركا عندما بدأت تنفذ برنامج تدريب وتجهيز للجيش الجورجى عما إذا كانت تعبأ بأن تدريب هذا الجيش على هذا النحو قد يستخدم فى محاولة لحل الصراعات فى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن طريق القوة.
وتابع - فى مقابلة إذاعية محلية - «إن روسيا كانت مطمئنة إلى أن الأميركيين لن يسمحوا لجورجيا بالاقدام على إجراء من هذا النوع».
ولفت إلى «أن روسيا أعربت عن قلقها للشركاء الأميركيين حيال عدد من مختلف الأحداث التى شهدها الإقليمان الانفصاليان اللذان أعلنا الحكم الذاتى خلال الأعوام الماضية كل مرة على حدة».
وقال إن موسكو تلقت تطمينات بأن واشنطن تعمل مع تبيليسى كى لا تقدم القيادة الجورجية على تلك المغامرات، وكان آخر حديث حول هذه القضية قبل شهر تقريبا عندما عادت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية من تبيليسى. هذا واعلن رئيسا جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في موسكو خلال مؤتمر صحافي مشترك امس تصميم الجمهوريتين على نيل استقلالهما.
وقال رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي ان «تطلع شعب اوسيتيا الجنوبية الى الاستقلال لم يتبدل. نسعى الى الاستقلال بما يتوافق تماما مع قواعد القانون الدولي».
وصرح الرئيس الابخازي سيرغي باغباش «فيما يتصل باستقلالنا لن توقفنا اي قوة. الهدف تم تحديده وسنسير نحو هذه الغاية معا».
وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدڤيديڤ الذي استقبل القائدين الانفصاليين في الكرملين صرح سابقا ان روسيا ستدعم وستضمن اي قرار تتخذه ابخازيا واوسيتيا الجنوبية حول وضعهما.
واستبعد باغباش وكوكويتي اي احتمال للتفاوض مع تبيليسي حول وضعهما.
واعلنت الجمهوريتان الانفصاليتان استقلالهما من طرف واحد غداة انهيار الاتحاد السوفييتي واستقلتا بحكم الامر الواقع عن جورجيا التي فقدت السيطرة عليهما، وهما تطالبان منذ ذلك الحين المجتمع الدولي بالاعتراف بهما.
وفي الكرملين، وقع زعيما المنطقتين الانفصاليتين خطة سلام من ست نقاط تفاوض عليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تراس بلاده الاتحاد الاوروبي مع روسيا وجورجيا.
من جانبه قال ميدڤيديڤ ان روسيا «ستدعم» و«ستضمن» اي قرار تتخذه جمهوريتا اوسيتيا الجنوبية وابخازيا بشأن مستقبلهما كما ذكرت وكالات الانباء الروسية.
وقال ميدڤيديڤ مخاطبا الزعيمين الانفصاليين «لقد دافعتم عن ارضكم، الحقيقة الى جانبكم، لهذا انتصرتم بمساعدة كتيبة حفظ السلام الروسية المعززة».
واضاف «بصفتي رئيسا للاتحاد الروسي فانا اعتمد على الموقف البناء لشركائنا. او انهم لا يعرفون الا ان يرسلوا اسلحة الى جورجيا»، في تلميح واضح الى الولايات المتحدة.
ميدڤيديڤ يهاتف ساركوزي
وفي وقت سابق ذكر الكرملين في بيان ان ميدڤيديڤ حث فرنسا التي تتوسط في نزاع موسكو مع جورجيا على تشجيع الاخيرة على توقيع اتفاق ملزم بعدم مهاجمة اقليمي اوسيتيا وابخازيا.
واوضح البيان ان ميدڤيديڤ ابلغ موقفه الى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في اتصال اجراه معه ليل امس الاول.
يشار الى ان الرئيس الفرنسي شارك في وضع المبادئ الرئيسية لوقف اطلاق النار في الصراع بين جورجيا واقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي.
وقال البيان «اشار ميدڤيديڤ الى ان أهم شيء لضمان عملية مستدامة لتطبيع الموقف في المنطقة هو اتفاق عدم الهجوم» تلتزم به جورجيا تجاه الاقليمين الانفصاليين.
وقال ديبلوماسيون اوروبيون ان القرار من غير المرجح ان يشمل تفاصيل دقيقة حول عدد القوات وأين ستتمركز.