بيروت – عمر حبنجر
الأمن في الشمال كان العنوان الابرز في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد أمس عصرا ليكرس ما تقرر في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع مساء الخميس، وفور عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من زيارته الاولى عربيا الى سورية.
قررت الحكومة احالة جريمة طرابلس الى المجلس العدلي وكذلك قررت الطلب من مجلس الأمن التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب من اغسطس 2008 الى اغسطس 2009.
وتحدث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الجلسة واطلع الحكومة على نتائج زيارته الى دمشق.
واشار وزير الاعلام طارق متري في ختام الجلسة الى ان قرار تبادل السفارات بين لبنان وسورية سيصدر بمرسوم في الجلسة المقبلة.
وشدد المجتمعون على ضرورة التضامن والوقوف بجانب الجيش لمواجهة الإرهاب. وقبل انعقاد الحكومة حرص الرئيس فؤاد السنيورة على نفي صدور تعيينات عسكرية او امنية عن اجتماع مجلس الوزراء، خصوصا ما يتعلق بقائد الجيش، وقد صدر هذا النفي بعد لقائه الرئيس سليمان قبيل انعقاد مجلس الدفاع الاعلى في بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمال والاقتصاد، والذي تمخض عن مقررات امنية احيطت بالسرية. ويرجح ان يكون هناك قائد جديد للجيش اللبناني بعد اجتماع مجلس الوزراء الخميس المقبل، على أبعد تقدير. وسيغادر الرئيس السنيورة اليوم الى القاهرة للبحث في امور تتعلق بالكهرباء والغاز المصريين.
في غضون ذلك تواصلت القراءات في القمة اللبنانية – السورية، حيث كان هناك اجماع على أولوية الاسراع في التنفيذ، مع التحفظ على عدم تحديد موعد لفتح السفارات، وهو ما طالب به النائب سعد الحريري. وعلى الموقف الرافض لترسيم الحدود في مزارع شعبا، وهو ما توقف عنده النائب وليد جنبلاط.
وبدا واضحا ان بند العلاقات الديبلوماسية وضع على نار حامية، اما سائد البنود الاخرى، لاسيما ترسيم الحدود وملف المفقودين فقد احيلت الى اللجان المشتركة، التي يعتبرها اللبنانيون تاريخيا، مقبرة المشاريع.
بري يستنكر ما يجري في طرابلس
رئيس مجلس النواب نبيه بري علق على الوضع في طرابلس بالقول: إن الاستنكار لم يعد يجدي والحكومة مطالبة بمعالجة امنية، واقتصادية ومعيشية للوضع من طرابلس الى عكار.
واضاف: من الملح في هذا المجال القيام «بهجوم انمائي». وشدد على الالتفاف حول الجيش وصيانة وحدته واعتباره الملاذ الوحيد للبنانيين.
فرنجية: القمة لم تخرجنا من الماضي
النائب سمير فرنجية طالب الحكومة بقرار حاسم يجعل من طرابلس مدينة منزوعة السلاح، كونها ليست على الحدود في مواجهة العدو الاسرائيلي، والكلام عن سلاح المقاومة لا ينطبق عليها، مشددا على ان يتولى الجيش حسم الأمر، والا يكون جيشا بالتراضي.
وعن القمة اللبنانية – السورية قال فرنجية انها لم تخرجنا من الماضي بدليل تكليف نصري خوري الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري بتلاوة البيان، ورأى انها زيارة اقرب الى مفاوضة اكثر مما هي زيارة للمصالحة.
بطرس حرب: انتظرنا نتائج أفضل
النائب بطرس حرب، قال من جهته، ان اللبنانيين كانوا يعولون على نتائج افضل للزيارة، خصوصا على مستوى ملف المفقودين او المعتقلين في سورية، معتبرا ان احالة هذا الملف على اللجان المشتركة لا تشكل حلا، كما كنا ننتظر عودة الرئيس سليمان وبيده قرار سوري بالموافقة على ترسيم الحدود انطلاقا من مزارع شبعا، وليس تأجيل هذا الموضوع، معتبرا ان عدم الموافقة على ترسيم الحدود يعني عدم الموافقة على تحرير المزارع، وان هذا يقدم الدليل على ان مصلحة سورية في هذه المسألة لا تلتقي مع مصلحة لبنان.
الحريري: مجلس التعاون مختلف
رئيس تكتل المستقبل النائب سعد الحريري وردا على سؤال حول تشبيه الوزير فوزي صلوخ المجلس الأعلى اللبناني - السوري بمجلس التعاون الخليجي. قال: ليت معالي الوزير لم يتسرع بهذه المقارنة، خاصة انه لم يكن هناك أي انتشار عسكري لأي دولة خليجية. ودعا الحريري الى دراسة الاتفاقات والعلاقات اللبنانية – السورية. وطالب الحريري سورية بالاسراع فورا في البدء بعملية الترسيم من الجنوب الى الشمال. الحريري رحب بالاعلان عن التبادل الديبلوماسي. وأضاف: وان كنا نعتبر انه يبقى ناقصا من غير تحديد موعد محدد وثابت، وقال ان الأكثرية ستطرح موضوع العلاقات الديبلوماسية على أول جلسة لمجلس الوزراء لقطع الطريق على أي ذريعة في التأخير.
النائب وليد جنبلاط دعا سورية من جهته الى ارسال وثائق للأمم المتحدة تثبت لبنانية المزارع.
تطور نوعي في العلاقات مع سورية
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفي خطاب متلفز بمناسبة الذكرى الثانية للانتصار بوجه العدوان الاسرائيلي عام 2006 دعا الى الاسراع في اطلاق طاولة الحوار، مقترحا اضافة بندين حول المعالجة الاقتصادية، وإعادة البناء الوطني انطلاقا من اتفاق الطائف.
وقال: ما جرى في دمشق يجب التأسيس عليه، ولا شك في ان هذه الزيارة تبشر بمرحلة جديدة وتؤشر الى تطور نوعي في العلاقات بين لبنان وسورية، متمنيا ألا يقوم أحد بعرقلة هذه المساعي أو تعقيدها.
وعن الحوار شدد على انعقاده في أقرب وقت ممكن. وقال نصرّ أكثر من غيرنا على وجوب بحث وحسم الاستراتيجية الدفاعية لنعرف جميعا كيف سندافع عن بلدنا في ظل التحديات الراهنة، كما يجب الاخذ بعين الاعتبار الدعوات المحقة الصادرة عن بعض القوى السياسية الى وجوب تمثيل قوى رئيسية وأساسية في هذا الحوار الوطني المصيري.
الصفحة في ملف ( pdf )