لندن - عاصم علي
قال قائد القوات البريطانية في العراق الذي انتهت مهمته إن تحسن الوضع الامني في مدينة البصرة بشكل مطرد سيسمح لبريطانيا بتنفيذ خططها لمواصلة خفض قواتها هناك العام القادم.
واضاف الميجر جنرال بارني وايت سبانر الذي عاد الى لندن هذا الاسبوع بعد ان قاد القوات البريطانية في البصرة البالغ قوامها 4100 جندي لمدة 6 أشهر ان الامن تحسن الآن إلى درجة أن الجنود يمكنهم التوقف في شوارع المدينة وتناول الكباب.
وأبلغ وايت سبانر مراسلين عسكريين في مقابلة الاربعاء الماضي ان «التغيير في البصرة ملحوظ جدا... مع تحسن الوضع في العراق بشكل مطرد فان هذا سيسمح بتخفيضات للقوات».
وقال: «الاوضاع الان تبدو وكأن التغيير الجوهري للمهمة سيكون بالامكان أن يحدث العام القادم».
وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون البرلمان الشهر الماضي ان «تغييرا جوهريا» لمهمة القوات البريطانية في العراق سيحدث اوائل 2009 بما يسمح بمواصلة خفض اعداد الجنود.
رغم انه لم يحدد حجم أي خفض للقوات او إطارا زمنيا.
وكانت بريطانيا تعتزم خفض عدد جنودها إلى 2500 بحلول بداية هذا العام لكن تجدد العنف في البصرة اواخر العام الماضي أدى إلى تأجيل تلك الخطط.
وأبدت الولايات المتحدة ايضا تبرما من انسحاب سريع للقوات البريطانية.
ولمح مسؤولون عسكريون الى ان بريطانيا قد تخفض عدد قواتها إلى أقل من 1000 جندي في النصف الاول من العام القادم رغم انه لم يتم حتى الآن اتخاذ أي قرارات.
وسيسمح هذا الخفض للجيش بالتركيز على العمليات في افغانستان حيث يتمركز 8000 جندي بريطاني في مواجهة مقاومة شديدة من مقاتلي حركة طالبان.
ونقل الميجر وايت سبانر «أخبارا سارة» عن طفرة مالية وعقارية في مناطق البصرة يقف وراءها مستثمرون كويتيون. وقال الميجور إن أسعار المنازل في البصرة تضاعفت في غضون شهور ليس بسبب البصراويين والعراقيين فحسب، إنما نتيجة استثمارات رجال أعمال كويتيين فيها.
وبحسب هذا القائد العسكري البريطاني في جنوب العراق، فإن مطاعم جديدة شرعت تفتح أبوابها للزبائن على كورنيش المدينة، في حين تضاعف سعر أحد منازلها المطلة على النهر ثلاث مرات ليصل إلى مئة وثمانين ألف دولار.
كما بدأ مهجرون سنة ومسيحيون بالعودة الى المدينة التي أسهمت الاستثمارات الكويتية وغيرها في تحسين مستوى الأسعار فيها، وفقا للجنرال البريطاني.
ويشدد سبانر على أن هذه الطفرة الاقتصادية تنسحب أيضا على مرفأ أم قصر ومطار البصرة الدولية، إذ بات يستقبل الأخير ثلاثين رحلة مدنية يوميا، في حين تخطط 20 شركة نفط دولية للاستثمار في المنطقة.