قالت وزارة الداخلية الجزائرية امس ان تفجيرا انتحاريا استهدف مدرسة تدريب الدرك الوطني امس في مدينة «يسر» بولاية بومرداس شرقي العاصمة الجزائرية مما اسفر عن مقتل 43 شخصا واصابة 43 اخرين.
وقال بيان للداخلية: التفجير تزامن مع تقدم العشرات من الناجحين في شهادة الثانوية العامة لاجراء مسابقة الالتحاق بالمدرسة وذكر شهود عيان ان العملية تمت بواسطة سيارة محملة بالمتفجرات استهدفت باب المدرسة حيث يصطف العديد من الراغبين في الالتحاق بصفوف عناصر الدرك الوطني.
ولعل ما حدث من اعتداء ارهابي امس في حق طلبة ابرياء يؤكد ان الجماعات المسلحة التي تنتمي لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» اصبحت تستهدف بالاساس كل ما يمت بصلة لأهم اجهزة الدولة الامنية لانه وفي ظرف ثلاثة أسابيع فقط تمكنت سيارات الانتحاريين من اختراق الحواجز الأمنية بمقرات الدرك والشرطة والجيش في قلب المدن بمنطقة القبائل ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم.
وقال شاهد عيان كان في حافلة نقل تربط وهران بتيزي وزو، «عندما سمعنا الانفجار هرب كل المسافرين من الحافلة، ووجدتني أسير فوق الجثث».
فيما اعتبر المحلل السياسي عبد العالي رزاقي أن «استهداف مدرسة تخرج كبار الإطارات العسكرية في المؤسسة العسكرية له دلالات كثيرة، لكن يبقى أن الجماعات الإرهابية التي تعاني من الحصار الأمني واللوجستي، تبحث عن صدى إعلامي دولي في ظل الضربات التي تلقاها التنظيم مؤخرا عندما فقد 12 من قياداته في جبال منطقة القبائل».
سهولة التخفي
من جانبه قال وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني أن ضحايا التفجير الإنتحاري، معظمهم مدنيون، وأوضح زرهوني في تصريح للصحافيين في مكان الحادث أن دركيا واحدا لقي مصرعه في التفجير وقال الوزير الجزائري إن هذا التفجير يدل على «اليأس» الذي أصاب الجماعات المسلحة التي تقف وراء مثل هذه العمليات وذلك بسبب «فقدانها للدعم الشعبي»، وأضاف «إنهم محبطون ويائسون».
وأشار إلى أن تنفيذ هذه الجماعات لمثل هذه العمليات بمناطق مثل بومرداس وتيزي وزو والبويرة شرق الجزائر يرجع أساسا إلى «سهولة» التخفي والهروب إلى الجبال والغابات التي تكسو المنطقة، ودعا زرهوني إلى «اليقظة الدائمة» لمواجهة مثل هذه العمليات.
ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن العملية، ودعا وزير الداخلية الجزائري «الإرهابيين» إلى إلقاء السلاح، متوعدا بمواصلة محاربة الجماعات المسلحة، وقال زرهوني خلال زيارته لموقع الهجوم الانتحاري إن «الهجمات الإرهابية الأخيرة دليل على ضعف تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال أو ما أصبح يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
كمين لإسلاميين
ويأتي التفجير بعد مقتل 11 عنصرا من قوات الأمن الجزائرية، بينهم 8 شرطيين و3 عسكريين، مع مدنيين آخرين، نتيجة كمين نصبته مجموعة إسلامية مسلحة الأحد في سكيكدة شرقا.
وقالت صحيفتا «لوكوتيديان دوران» و«ليبرتيه» و«لكسبرسيون» الجزائريتان إن الهجوم، وهو من اعنف الاعتداءات خلال الاسابيع الماضية، اوقع ايضا حوالي 10 جرحى في صفوف قوات الامن، واضافت ان 4 اسلاميين قتلوا في الاشتباك وان بين الضحايا ضابطا في الجيش برتبة رائد يدعى محمد رحموني (47 سنة).
وكانت قوات الامن تقوم بدورية في قافلة من ثلاث آليات في منطقة واد زقار الجبلية قرب سكيكدة (350 كلم شرق الجزائر العاصمة).
وانفجرت عبوة ناسفة لدى مرور القافلة وتلاها اشتباك عنيف بين قوات الامن والاسلاميين وفجرت عبوة ثانية لدى وصول التعزيزات العسكرية الاولى لمساعدة قوات الشرطة القضائية التي كانت في القافلة، وافادت «لكسبرسيون» بان الشرطيين قتلوا ونهبت اسلحتهم وبزاتهم، وقتل القائد العسكري في المنطقة العقيد عبد القادر يمني الخميس في كمين في نفس المنطقة.
وذكرت الصحف ان اسلاميين مسلحين كانت قوات الامن تطاردهم في منطقة القبائل يحاولون فتح ثغرة والانتشار في ولاية سكيكدة المجاورة.