قال الرئيس السوري بشار الأسد امس إن سورية على استعداد لمناقشة مسألة نشر شبكة صواريخ «اسكندر» الدفاعية على أراضيها غير أنها لم تتلق حتى اليوم عرضا روسيا رسميا بذلك.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي أن الأسد الذي وصل امس إلى روسيا في زيارة رسمية تستغرق يومين قال في مقابلة مع صحيفة «كومرسانت» عشية سفره إلى موسكو «موقفنا هو أننا على استعداد للتعاون مع روسيا في أي مشروع قد يعزز أمنها وأعتقد أن على روسيا حقا أن تفكر في الرد المناسب عندما تجد نفسها في دائرة مغلقة».
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت الاثنين الماضي أن روسيا تخطط لنشر صواريخ اسكندر أرض - أرض في سورية وفي مدينة كالينينغراد على بحر البلطيق في رد على شبكة الصواريخ الدفاعية الأميركية في وسط أوروبا، والمساعدات العسكرية الإسرائيلية - الأميركية إلى جورجيا.
وعما إذا كانت سورية ستوافق على دراسة عرض الدفاع الجوي الروسي قال الأسد «من حيث المبدأ، نعم. لم نفكر في المسألة بعد».
وأشار الأسد إلى أن مسألة نشر صواريخ اسكندر الدفاعية كانت قد طرحته روسيا قبل عدة سنوات.
عزل روسيا
وحول النزاع الأخير بين روسيا وجورجيا حول الجمهورية الانفصالية في أوسيتيا الجنوبية قال الرئيس السوري «في هذه المسألة ندعم روسيا بالكامل. الحرب التي شنتها جورجيا هي أوج المحاولات لمحاصرة وعزل روسيا».
وكانت جورجيا شنت في 8 الجاري هجوما بريا وجويا على أوسيتيا الجنوبية في محاولة لاستعادة السيطرة على الجمهورية الانفصالية ما دفع روسيا إلى إرسال مئات الدبابات وآلاف الجنود إلى المنطقة.
وأعلنت روسيا في 12 الجاري انتهاء عملية «إجبار جورجيا على السلام».
وقال الأسد للصحيفة «نعارض جميع هذه المحاولات ونعتقد أنها استمرار لسياسة أميركا في الحرب الباردة. ما تريده روسيا هو الدفاع عن مصالحها الشرعية».
وأضاف الرئيس السوري أن روسيا تواجه وضعا مماثلا للوضع الذي واجهته سورية سابقا قائلا «جورجيا بدأت بالأزمة لكن الغرب يلوم روسيا. هناك معلومات مضللة في كل مكان وتشويه للوقائع ومحاولات دولية لعزل روسيا».
وحول ما إذا كانت روسيا ستتحول إلى «دولة مارقة» قال «حل المشاكل المهمة في وسط آسيا والقوقاز وأوروبا مستحيل من دون روسيا. أعتقد أنه بعد أزمة جورجيا، باتت روسيا أقوى بكثير».
وأضاف «من المهم أن تتخذ روسيا موقف القوة العظمى وبعدها ستفشل جميع محاولات عزلها».
العلاقات العسكرية
وحول العلاقات العسكرية المشتركة قال الرئيس السوري انه سيستخدم زيارته لروسيا في توسيع العلاقات العسكرية مع موسكو.
واضاف الاسد ان صراع روسيا مع جورجيا والذي تقول فيه موسكو ان جورجيا استخدمت معدات زودتها بها اسرائيل أكد على الحاجة لان تعزز روسيا وسورية تعاونهما العسكري.
وقال الرئيس السوري «بالطبع التعاون العسكري والفني هو القضية الأساسية ومشتريات الأسلحة مسألة بالغة الاهمية».
وتابع «أعتقد اننا يجب ان نسرع بذلك. وعلاوة على ذلك فان الغرب وإسرائيل يواصلان الضغط على روسيا».
وقال الجيش الروسي هذا الأسبوع ان إسرائيل قدمت عربات عسكرية ومتفجرات لجورجيا وساعدت في تدريب جيشها.
وتقول إسرائيل انها لا تقدم أسلحة لدول أخرى كحكومة لكن شركات خاصة تبرم صفقات لبيع معدات وتقديم تدريب بموافقة وزارة الدفاع.
وقال الاسد ان دور اسرائيل سيشجع دولا اخرى مثل سورية على تعزيز تعاونها مع روسيا.
واضاف الاسد لصحيفة كوميرسانت «أعتقد انه في روسيا وفي العالم يدرك الجميع الآن الدور الذي تلعبه اسرائيل ومستشاروها العسكريون في الازمة الجورجية».
وقال «واذا كان يوجد في روسيا من قبل أشخاص يعتقدون ان هذه القوات يمكن ان تكون صديقة فإنني أعتقد الآن انه لا أحد يفكر بهذه الطريقة الآن».