قلعة دمشق من أهم المواقع الأثرية وأضخمها، إضافة إلى أعمال ترميم وتنقيب عدة تصدت لها المديرية العامة للآثار والمتاحف من قبل بعثات وطنية وفرنسية وإيطالية، فقد شهدت أخيرا اكتشافات أثرية غاية في الأهمية، كل ذلك وسط منغصات ومعوقات، تعتلي أعمال التنقيب والترميم فيها.
المهندس أدمون العجي، مدير مشروع قلعة دمشق، أشار إلى أنه تم الكشف في الزاوية الجنوبية الشرقية، عن بقايا لقواعد البرج الأكبر، برج الزاوية الجنوبية - الشرقية، منذ الفترة السلجوقية التي قد تعود إلى فترات أقدم من الحقبة السلجوقية، وهي فترة الحصن التي تحدث عنها بعض الرحالة والمؤرخين.
وربما من خلال التنقيبات التي سنقوم بها لاحقا، يمكن تأريخ هذه القاعدة الحجرية الضخمة، إلى الحقبة الأموية، التي يوجد غموض كبير يحيط بالمباني التي كانت مشيدة في تلك الفترة.
محاريب أثرية
وبناء على ذلك، باشرت البعثات الوطنية بأعمال التنقيب، الأمر الذي أدى إلى الكشف عن محرابين، ربما يعودان إلى فترتين موغلتين في القدم. المحراب الأول المتموضع في الجدار الخارجي الشمالي للقاعة الأيوبية، ربما يعود إلى نفس فترة إنشاء القاعة، أي إلى بداية القرن الثالث عشر.
أما المحراب الآخر الذي عثر عليه في نهاية الساحة، من الجهة الغربية، الموضع تماما في المدخل الشمالي الحالي، فعلى الأرجح لم تنته الدراسات حول تاريخه، وربما يعود إلى الفترة السلجوقية، أي التي سبقت إنشاء البدنة الشمالية الكبرى، التي تصل باتجاه القاعة الأيوبية، وهو اكتشاف في غاية الأهمية، يؤكد ما أوردته المصادر التاريخية حول وجود العديد من المساجد في قلعة دمشق إبان الفترة السلجوقية للقلعة.
هذان الكشفان مهمان جدا، وسيتم إبرازهما ضمن محور الحركة، أو الزيارة المؤدي إلى القاعة الشمالية.
مخطط توجيهي لمستقبل القلعة
وأشار مدير المشروع إلى أن الرؤية المستقبلية للقلعة ستنحصر في أنشطة ثقافية وسياحية، تؤمن دعما للوارد القومي، وتحفظ حرمة وأهمية المواقع الأثرية.
هذه الرؤية الواضحة ستتبلور نتيجة للدراسات، وكذلك بناء على رسم المخطط التوجيهي، الذي سيرسم مستقبل قلعة دمشق، ويضع نهجا ثابتا، تنجز من خلاله جميع الأعمال في مطلع العام 2009، وذلك بالتنسيق مع محافظة دمشق ووزارة السياحة والمديرية العامة للآثار والمتاحف وأيضا إشراك المؤسسات الأهلية التي تعنى بموضوع الآثار وبعض المؤسسات العلمية كجامعة دمشق للوصول إلى مخطط توجيهي يحظى بتأييد معظم الجهات المعنية.
وعن موعد افتتاح قلعة دمشق أمام المواطنين السوريين، قال العجي: الأعمال لم تنجز بالكامل، حيث كان أمامنا افتتاح مسلك مجاني، بين الباب الغربي والباب الشرقي، وقد اضطررنا منذ منتصف العام 2007 إلى إغلاق هذا المسار، نتيجة قيامنا بأعمال المداخلات التأهيلية على المباني الواقعة على هذا المحور، لنغلقه مرة أخرى ونتوقع في نهاية العام 2008 افتتاح هذه المسار جزئيا، اعتبارا من المدخل الشرقي باتجاه المدخل الشمالي الحالي، حيث ستكون المباني الواقعة على هذا المحور مهيأة لاستقبال الزوار بشكل آمن وسليم.
2015 موعد افتتاح القلعة
العجي أشار إلى أن الدراسات الاجتماعية والاقتصادية التي أنجزت حددت سيناريوهات عدة لاستخدام القلعة، سيناريو قصير وينتهي خلال 3 سنوات (2008 – 2009 - 2010) والذي سيقضي بفتح جزئي لبعض المواقع ضمن القلعة، وسيناريو طويل الأمد سيحدد بدقة من خلال المخطط التوجيهي الذي يتم رسمه حاليا.
وأوضح أن السيناريو الكامل سيقضي بفتح القلعة بشكل كامل وهذا يعتمد على التمويل الذي تحتاج إليه جميع المنشآت الموجودة في القلعة، وعلى أبعد تصور يمكن أن ينتهي العمل وتوضع القلعة بجميع مبانيها خلال عام 2015 قيد الاستخدام بشكل كامل من دون أي اعتراضات على بعض المواقع.
معوقات فنية
وعن المعوقات التي تواجه العمل، أشار إلى أن المديرية العامة للآثار تمتلك كوادر فنية جيدة، ولكن الكم العددي ليس بالقدر الكافي، فنحن نقوم بأعمال مداخلات على المواقع الأثرية، ومن الصعوبة بمكان أن تقوم بذلك بكادر بسيط لا يتجاوز عددهم 2 - 3 فنيين، فهناك ضرورة ملحة لوجود أضعاف العدد الموجود في الموقع للتمكن من الإشراف والتنفيذ لجميع المداخلات الواجب إنجازها، وهذه هي المشكلة الكبيرة التي يعاني منها الموقع.
صفحة شؤون سورية في ملف ( pdf )