عمر حبنجر
داود رمال
هدى العبود
وسط تعاظم التهديدات الاسرائيلية للبنان، ينعقد مجلس النواب اللبناني لاقرار تقسيمات ادارية متصلة بقانون الانتخابات، لا تعتبرها الاكثرية النيابية متكاملة، بل ستؤول الى قانون انتخابات مبتور.
فيما تتسلح المعارضة باتفاق الدوحة الذي اقر هذه التقسيمات وترك الاصلاحات الانتخابية المرتبطة بها الى وقت لاحق.
إلغاء إجازة ضابطين كبيرين
على صعيد التهديدات الاسرائيلية التي اكد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير جديتها في بيروت امس، ذكرت تقارير من القدس الى بيروت امس، ان اسرائيل استدعت اثنين من اصل ثلاثة ضباط كبار كانوا في اجازة تعليمية في بريطانيا.
وان المستوى العسكري الاسرائيلي بدأ يطالب بتشكيل حكومة «طوارئ وطنية» لدعم الخطوات العسكرية، للرد على تحديات حزب الله.
وتزعم التقارير ان حزب الله يخطط للرد على اغتيال عماد مغنية، وانه انجز استعدادات واسعة على هذا الصعيد.
وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اعلن عدم استهانته بالتهديدات الاسرائيلية، لكنه تعهد بتدمير فرق باراك فور ارسالها، ومعها اسرائيل.
هذه التطورات المتسارعة عززت فرضية تعيين قائد جديد للجيش اللبناني في جلسة مجلس الوزراء المقررة بعد غد، وبلا تردد.
الجلسة النيابية تواجه تحديات
اما على صعيد جلسة اليوم النيابية، فقد قررت قوى 14 آذار، بعد مشاورات كثيفة بين قياداتها، الطلب من رئاسة مجلس النواب جمع التقسيمات الانتخابية والاصلاحية تمهيدا لاقرارها في مشروع قانون واحد، مع تأكيد هذه القوى التزامها النهائي بما اتفق عليه في الدوحة من حيث اعتماد القضاء دائرة انتخابية.
بري: لبنان دائرة واحدة
وفي المقابل، اكد الرئيس نبيه بري لصحيفة «الاخبار» انه مصر على طرح مشروع التقسيمات على الهيئة العامة اليوم التي لها القرار الاخير، مستبعدا ان يعارض فريق 14 آذار الاقتراح لانه جزء من اقتراح الدوحة.
وقال بري: كان من المفترض ان تقر هذه التقسيمات بعد انتخاب رئيس الجمهورية فورا، لكن النائب سعد الحريري طلب يومها تأجيل ذلك اسبوعا واحدا، ولا اعرف لماذا يعارضون؟ وان فعلوا ذلك وتراجعوا يجب ان يستعدوا لمشروع بديل يقوم على اعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة.
ونقل عن الرئيس بري ان النقاش سيكون مفتوحا، والهيئة العامة هي التي ستتخذ القرار في نهاية المطاف.
حزب الله: تأخير التقسيمات يعكس النوايا
الى ذلك اعتبر مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عزالدين ان اي تأخير باقرار قانون الانتخابات يشير الى نوايا غير حسنة وطالب بضرورة الاسراع باقرار هذا القانون وانهاء الخطوة الثالثة من اتفاق الدوحة.
وقال: ان اي ربط لقانون التقسيمات الادارية سواء بالاصلاحات او بالقانون الذي يرعى ويضمن حسن سير الانتخابات هو ربط في غير محله لان المجلس النيابي يستطيع ان يقوم بدوره ويبقى ما تم التوافق عليه في الدوحة وبذلك تنتهي هذه الحكومة من بنود الاتفاق لتنطلق الى النهوض بحكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع وبتحديد الاولويات على قاعدة الالتفات الى الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي تهم المواطن.
غير ان مصادر الاكثرية تحدثت لـ «الأنباء» عن احتمال «تطيير» النصاب القانوني للجلسة في حال اصرت المعارضة على طرح مشروع التقسيمات الذي يحمل اسم نائب حزب الله عن بيروت امين شري.
بدوره النائب وليد جنبلاط علق على التهديدات الاسرائيلية بالقول: ان الوعيد الاسرائيلي يصب في اطار التهديد المباشر للقرار 1701 وهو يعكس سياسة اسرائيل المتحدية لارادة المجتمع الدولي.
واضاف في مقالته الاسبوعية لجريدة «اللبنانية» الناطقة بلسان حزبه، إذا ما اعتدت اسرائيل مرة أخرى على لبنان فستكون الدولة برمتها في المواجهة، وكما لم يخضع الشعب اللبناني سابقا للعدوان فإنه لن يخضع الآن.
من جهة أخرى، وضع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير زيارته الى لبنان في اطار دعم اتفاق الدوحة اللبناني والتمهيد لزيارة الرئيس الفرنسي الى سورية، رابطا تطوير العلاقات الفرنسية - السورية بموقف سورية من لبنان.
كوشنير، قال في مطار بيروت في موتمر صحافي سبق مغادرته الى دمشق ان زيارة فرنسا الصديقة للبنان هي للاستطلاع، اضافة الى التحضير لزيارة الرئيس نيكولا ساركوزي الى سورية.
واعرب الوزير الفرنسي عن قلق بلاده للوضع في طرابلس في اشارة إلى الاعتداء الارهابي الذي اوقع عددا كبيرا من الضحايا.
متطرقا الى اشارات سلبية بناء لما تقدمه مجموعة ما، لاسيما في طرابلس.
واكد ضرورة التحضير للانتخابات النيابية في ابريل المقبل.
آملا ان تسمح زيارة الرئيس ساركوزي الى دمشق بتعزيز العلاقات بين سورية ولبنان، واصفا اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بالخطوة التاريخية.
ساركوزي كان استهل لقاءاته، بالرئيس ميـــشال سليمان في بعبدا، ثم التـــقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي فالرئيس بري في عين التينة، والذي اثار معه التهديدات الاسرائيلية وملف مزارع شبعا.
كوشنير دعا من قصر بعبدا الى أخذ التهديدات على محمل الجد، «سواء التهديدات الاسرائيلية او تهديدات السيد حسن نصر الله ملاحظا ان المنطقة قابلة للاشتغال».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا اجرت اتصالات بإسرائيل حول التهديدات قال: بالطبع أجريت اتصالات بهذا الخصوص مع الاسرائيليين، لانني لا اتوقف عن الكلام مع الاطراف في المنطقة كافة، وأنا سأتوجه الى إسرائيل الاسبوع المقبل بعد زيارتي لسورية، من الواجب ان نأخذ دوما التهديدات على محمل الجد سواء التهديدات الاسرائيلية او تهديدات السيد حسن نصرالله ففي بلد مثل هذا البلد وفي منطقة مثل هذه، من الضروري التنبه بشكل كبير.
ومن ثم غادر كوشنير بعد ظهر امس متوجها الى دمشق في زيارة تستمر عدة ساعات للتحضير لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي ستجري في الثالث والرابع من سبتمبر المقبل.
والتقى كوشنير الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم حيث عقد مؤتمر صحافي قال فيه المعلم: مع الأسف لم تتقدم مفاوضات السلام السورية - الإسرائيلية غير المباشرة بما فيه الكفاية لتصبح مباشرة، وأضاف المعلم في مؤتمر صحافي عقده في دمشق مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير، نشعر أن الطرفين جادان في حل المسائل القائمة التي هي موضع نقاش وأبرزها تحديد خط الرابع من يونيو 1967.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الفرنسي ردا على سؤال لـ «الأنباء» حول الآلية التي يمكن أن تضغط بها فرنسا على إسرائيل لدفع عملية السلام على المسار السوري - الإسرائيلي من أجل الوصول إلى سلام عادل وشامل: لا شيء أسهل من أن يحاول أحد التدخل في عملية السلام ضد إرادة الأطراف المعنية، هناك عملية سلام جارية حاليا بشكل جيد بين سورية وإسرائيل عبر تركية وأود أن أهنئ الأطراف على ذلك.
وكشف كوشنير: هناك عملية جارية عبر مصر بين إسرائيل وحماس، ونحن لعبنا أيضا دورنا في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وذلك في إطار مؤتمر باريس الذي كنا قد نظمناه، ونحن نستمر مع بلير ومع اللجنة الرباعية ونحن نضطلع بمتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر باريس عن طريق تخصيص الأموال وتنفيذ المشاريع ولكن لسوء الحظ لم نصل بعد إلى الدولة الفلسطينية التي نأمل في وجودها يوما ما.
وعن العلاقات السورية - الفرنسية والملفات التي بحثها مع الرئيس الأسد قال الوزير كوشنير: الرئيسان سيتحدثان بطبيعة الحال عن الوضع في لبنان، سورية ولبنان بلدان ذا سيادة وهما من سيتخذان القرارات، وسيبحث الرئيسان في مسألة السلام في الشرق الأوسط والعلاقات الثقافية والاقتصادية بين البلدين.
وقال: سيتم افتتاح ثانوية شارل ديغول في دمشق خلال زيارة الرئيس ساركوزي إلى دمشق.
وأشاد كوشينر بدور سورية في استقبال أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ عراقي. ووصف الوزير السوري المباحثات مع كوشنير بالمثمرة والبناءة.
الصفحة في ملف ( pdf )