اتفقت واشنطن وتل ابيب امس على وجود صعوبة في التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين بنهاية العام الحالي لكنهما افترقا على تحديد السبب الذي ردته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى النشاط الاستيطاني للدولة العبرية.
وفي سابع زيارة لها للمنطقة هذا العام في مسعى للتوصل إلى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين بحلول يناير المقبل قالت رايس إن الجانبين «اقتربا بعض الشيء» في محادثاتهما المغلقة رغم الشكوك الشعبية العميقة بشأن فرص انهاء الصراع المستمر منذ نحو 6 عقود.
وجددت وزيرة الخارجية الأميركية خلال مؤتمر صحافي مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليڤني انتقاداتها التي توجهها منذ فترة طويلة للبناء الاستيطاني.
وبعكس الإحصاءات قالت ليڤني إن النشاط الاستيطاني الاسرائيلي تقلص «بشكل كبير للغاية» لاسيما في مناطق شرقي الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية وتصفه بأنه ضرورة أمنية بينما يعتبره الفلسطينيون استيلاء على اراض.
وأضافت ليڤني: «عملية السلام لا تتأثر ولا ينبغي لها أن تتأثر بأي نوع من الأنشطة الاستيطانية».
وحذرت من السماح بما وصفته بأنه «جلبة» بإخراج مفاوضات السلام عن مسارها.
وحثت ليڤني الفلسطينيين على عدم استخدام البناء الاستيطاني «كمبرر» لتجنب المفاوضات لكنها اضافت أنها تتفهم «خيبة أملهم» في بعض الأحيان.
لكن لا يعتقد عدد يذكر من المحللين أن بإمكان رايس التي اجتمعت مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قبل لقائها مع ليڤني تحقيق انفراجة كبيرة.
ولاحقا عقدت رايس كما هو مقرر اجتماعا ثلاثيا مع ليڤني ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع اللذين يقودان فريقي المفاوضات قبل أن تجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
وتعثر احراز تقدم باتجاه توقيع اتفاق سلام بسبب العنف والتوسع الاستيطاني الاسرائيلي وعدم اليقين السياسي في اسرائيل الناجم عن فضيحة فساد أجبرت أولمرت على إعلان خطط للتنحي.
وينظر إلى ليڤني على نطاق واسع على أنها تتصدر المرشحين في السباق على زعامة حزب كديما لخلافة أولمرت الذي اضرت به مزاعم الفساد.
وقال أولمرت إنه سيستقيل بعد اختيار خليفته.
غير أن من الممكن أن يبقى أولمرت لشهور كرئيس وزراء لتصريف الأعمال إلى أن تتشكل حكومة جديدة رغم أن الكثيرين في إسرائيل لا يشكون في أنه سيكون قادرا في ظل هذا الوضع على التوصل إلى اتفاق سلام.