القاهرة ـ صفوت وهبة
ادى حادث تصادم قطارين في الساعة السابعة والربع صباح امس في مدينة قليوب بدلتا النيل شمالي القاهرة الى سقوط نحو 75 قتيلا واكثر من 150 جريحا معيداً الى الاذهان حادث الحريق الذي شب في قطار للركاب بالقاهرة عام 2002 في اسوأ كوارث القطارات بمصر والتي كان سبقها مقتل 75 شخصا باصطدام قطارين ايضا عام 1995.
في التفاصيل تحولت منطقة الحادث الى غرفة عمليات وذلك لانتشال الجثث من بين حطام القطارات وشارك المواطنون مع طاقم من الاطباء الذين توافدوا مع اكثر من 50 سيارة اسعاف في انتشال جثث الضحايا.
وتم نقل جثتين الى مستشفى ناصر وثلاث الى قليوب وواحدة الى مستشفى قليوب العام وجثتين الى معهد ناصر والباقي الى شبين القناطر ومستشفى النيل، ويبحث خبراء المعمل الجنائي عن هوية 9 جثث مجهولة، كما تم نقل المصابين الى عدة مستشفيات لاسعافهم.
وقد وصل الى مكان الحادث عدد كبير من اوناش هيئة السكة الحديد المختصة بحوادث القطارات حيث قامت برفع عربات القطار المحطمة من على قضبان السكك الحديدية بموقع الحادث الذي يقع على بعد خطوات من مزلقان قليوب. وقال شهود عيان ان القطار رقم 808 القادم من المنصورة الى القاهرة كان تجاوز السرعة المقررة وكسر الاشارات الضوئية مما اسفر عن وقوع الحادث، فيما ذكر بعض المسؤولين بالهيئة ان الحادث وقع بسبب اغلاق جهاز التحكم الآلي في القطار.
وقد اسفر الحادث عن تحطم حوالي اربع عربات للقطارين وخروج القطارين عن القضبان. من جهته، اكد المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الذي انتقل الى مكان الحادث، انه تم اخطار النيابة العامة لاصدار تصاريح دفن ضحايا الحادث، مضيفا ان الحادث وقع بسبب تجاوز القطار رقم 808 المنصورة ـ القاهرة الاشارات الضوئية ليصطدم بالقطار رقم 344 السريع بنها ـ القاهرة عند محطة قليوب والذي كان متوقفا بالمحطة.
وقالت مصادر امنية ان قوة الاصطدام ادت الى اندلاع النيران في الجرار «القاطرة» للقطار القادم من المنصورة وانقلاب عربتين من القطار الآخر واندلاع النيران فيهما، وهو ما ساهم في زيادة الخسائر البشرية وادى الحادث لتوقف حركة القطارات تماما بين القاهرة والاسكندرية، وتمت الاستعانة بالقوات المسلحة لرفع آثار وحطام القطارين.
وصرح مصدر مسؤول بهيئة السكك الحديدية بأن حركة القطارات على خط بنها القاهرة لم تتوقف نتيجة الحادث حيث تم تحويل القطارات الى خط ايتاي المناشي.
ووصل م.محمد لطفي منصور وزير النقل الى مكان حادث تصادم القطارين. وقال انه تم تشكيل لجنة فنية للتأكد من ملابسات وظروف الحادث، موضحا انه لا يمكن معرفة سبب الحادث في الوقت الحالي، الا بعد انتهاء اللجنة من تقريرها. واضاف منصور ان الوزارة بصدد اعداد خطة شاملة لتطوير هيئة السكك الحديدية التي تخسر سنويا اكثر من مليار جنيه.
واشارالى ان السكك الحديدية تحتاج حاليا الى 8 مليارات جنيه لتطويرها، وانه قد تم تقديم تقرير بهذا الشأن لمجلس الوزراء ومجلس الشعب وابديا تعاونهما التام لتطوير هذا القطاع.
واشار وزير النقل الى ان المواطن سيشعر بعد عامين بالتحسن الملموس في قطاع السكك الحديدية.
من جانبه اكد رئيس الوزراء المصري د. احمد نظيف ضرورة اعطاء الاولوية القصوى لانقاذ المصابين وانتشال جثث الضحايا.
واوضح المتحدث باسم مجلس الوزراء د.مجدي راضي ان نظيف شدد على ضرورة اعطاء الاولوية لعلاج المصابين وتقديم الرعاية اللازمة لهم وان تتكفل وزارة الصحة بكافة التكاليف.
واشارالى ان وزارة الصحة اعدت كشوفاً باسماء الضحايا الذين تم التعرف عليهم واماكن تواجدهم، منوها بأن رئيس الوزراء وجه تعليمات بتقديم مساعدات مالية فورية لاسر المتوفين واقرار مساعدات عاجلة للمصابين.
<2>