بيروت – عمر حبنجر
اجتاز الجيش اللبناني بتعيين العماد جان قهوجي مطب المداخلات السياسية بامتياز، وتخطى مع المعالجة القضائية الخالصة لقضية اطلاق النار على المروحية العسكرية واستشهاد الضابط سامر حنا بتسليم حزب الله لاحد عناصره على انه مطلق النار، الكثير من التجاذبات والمشادات والانقسامات في الآراء السياسية بين مفسر ومبرر ورافض لما حصل بالمطلق.
وتخللت جلسة مجلس الوزراء اتصالات ومشاورات شملت البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتأمين الاجماع للعماد قهوجي في مجلس الوزراء بوصفه الضابط الميداني الذي حصل على افضل العلامات والشهادات في عملية «المفاضلة» التي اجريت بين الضباط الموارنة الاوائل في الجيش لكن يبدو ان لكل اعتباراته التي لم ير التخلي عنها.
فالبطريرك صفير يرتاح للتعامل مع مدير المخابرات الذي هو على معرفة قديمة به، وقد تعامل مع المسألة من موقع ان علاقته الجيدة بالرئيس سليمان تسمح له بأن يطلب منه الاستجابة الى رغبته هذه، لكنه ادرك مؤخرا ان اسهم العميد خوري لدى القوى السياسية الاخرى ليست كما يجب، فأعلن امام زواره انه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
وحتى قبيل ساعات من انعقاد مجلس الوزراء، استمرت المحاولات مع البطريرك صفير، فزاره وزير الدفاع الياس المر ثم وزير الداخلية زياد بارود وابلغه ان الرئيس سليمان يرى بعين القائد المحترف ان العماد قهوجي هو الاكثر اهلية لقيادة الجيش في هذه المرحلة، هنا وافق صفير، طارحا في المقابل تعيين العميد خوري مديرا للامن العام من اجل اعادة هذا الموقع الى الطائفة المارونية، فأجيب بأن هذا الموضوع ليس مطروحا، وان اخذ هذا الموقع من الشيعة يتطلب الكثير من التحضيرات، وطرح عليه تعيينه مديرا عاما للجمارك، لكن العميد خوري لم يتحمس، فكان القرار بتعيينه سفيرا من خارج الملاك تمهيدا لتعيينه في باريس او الڤاتيكان مكان السفير ناجي ابوعاصي الذي اصبح مديرا عاما للقصر الجمهوري.
ولوحظ ان الرئيس سليمان حرص على اصطحاب العميد خوري معه بالطوافة اثناء وداع رئيس السلطة الفلسطينية في مطار بيروت، وخلال هذه الرحلة الى المطار ومنه حسمت مسألة تعيينه سفيرا، وبعودة الرئيس الى القصر الجمهوري استدعى العميد قهوجي وابلغه تعيينه قائدا للجيش.
بالنسبة لجنبلاط الذي تحفظ وزراؤه على تعيين قهوجي، فقد اوضحت مصادره انه مستاء من عدم التشاور معه بهذا التعيين.
والراهن ان عدم حماسة جنبلاط للعماد قهوجي مرتبطة بانقطاع العلاقة بينهما، رغم ان قهوجي من بلدة بعدران المجاورة للمختارة مقر وليد جنبلاط.
والحقيقة تقول مصادر على معرفة بالطرفين ان العميد قهوجي الذي اصبح عمادا اعتبارا من ظهر امس، هو في الاساس من بلدة بعدران، الا انه ولد في بلدة عين ابل الجنوبية المجاورة لرميش، مسقط رأس الجنرال فرانسوا الحاج الذي اغتيل بسيارة ملغومة في بعبدا، وترعرع بين بيروت وصربا (جونية)، حيث محل اقامته الدائمة، ولم يكن يتردد على بلدته الاساسية بعدران، وبالتالي على المختارة كأقاربه الآخرين.
اما عن موقف القوات اللبنانية منه، فمرده الى الاحداث التي وقعت بين الجيش بقيادة العماد عون والقوات اللبنانية، خصوصا في منطقة عين الرمانة، حيث لازال القواتيون يعتبرونه وديعة العماد ميشال عون في الجيش.
وكان اللافت تحفظ وزير التنمية ابراهيم شمس الدين على اختيار العماد قهوجي الى جانب وزراء جنبلاط وجعجع، وبسؤال جهات معنية أوضحت ان شمس الدين، وقف بتحفظه هذا الى جانب وجهة نظر جنبلاط، الذي كان المساهم الاساسي في اختياره للحكومة.
قضية المروحية
علي اي حال الاهتمام بتعيين قائد الجيش الجديد، لم يشغل الناس عن متابعة ارتدادات اطلاق النار على مروحية الجيش وقتل احد الضباط في اقليم التفاح، رغم تسليم الحزب لأحد عناصره على انه مطلق النار الوحيد.
الجيش هو المؤسسة الحامية
وزير الداخلية زياد بارود شدد في حديث له امس على ان الجيش اللبناني أثبت انه المؤسسة الحامية، وهو من يعطي البلد الاستقرار.
وفي موضوع اطلاق النار على المروحية العسكرية وقتل الضابط سامر حنا، قال بارود: ان هذا الموضوع قيد التحقيق، ولا يجوز لنا التكهن، انما الواضح جدا ان هناك تصميما لدى المؤسسة العسكرية ولدى القضاء على الوصول الى نتائج من هذا التحقيق.
وواضح التعاون من جانب حزب الله على هذا الصعيد، خصوصا بعد تسليم مطلق النار.
وقال: اكيد لن يرجع لنا النقيب سامر حنا، انما كشف الحقائق يطمئن الناس الذين لديهم علامات استفهام حول ما حصل والتحقيق هو الذي يعطي الجواب على هذه العلامات.
قاسم: حدود الحادث ضيقة
من جانبه، نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وفي حديث لتلفزيون «المنار» قال ان حدود حادثة اطلاق النار على الطوافة في سجد ضيقة وليس لها ابعاد امنية او سياسية ولا رسائل.
وقال قاسم: ليس لدينا مربعات امنية او اي مواقف سلبية من الجيش.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )