دعا وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط الى ضرورة عدم تجاوز العرب في اي ترتيبات أمنية اقليمية في منطقة الخليج مؤكدا «ان امن الخليج له بعد ووجه عربي لا يجب السماح اطلاقا بتجاوزه».
واوضح في حوار مع مجلة «أكتوبر» الاسبوعية ان هناك اطروحات من الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن بشأن ترتيبات الامن في منطقة الخليج لم يتم تناولها بالتفصيل كما لم تناقش على أي مستوى.
وعن تطور العلاقات المصرية - الايرانية المقطوعة منذ عام 1979 قال ابوالغيط ان هناك بعض المسائل التي ضاقت منها مصر وفي مقدمتها ما اسماه «بعض التصرفات الايرانية» مشيرا الى أن بلاده «تتعامل مع ايران باعتبارها قوة لها تأثيرها».
واضاف ان «مصر وان كانت تعترف بان هناك مصالح واهتمامات ايرانية الا ان مصر تصمم وتتمسك بان هذه المصالح الايرانية يجب ان تأخذ في الحسبان ايضا وبأكبر قدر من الاهتمام المصالح العربية».
واعرب وزير الخارجية المصري عن أمله بأن تتفهم ايران ان هناك مصالح وامالا عربية وقضايا يجب حلها في مقدمتها جزر الامارات وتأمين الاقليم ضد الاخطار الخارجية وعدم دعوة الاطراف الخارجية للتصعيد.
واشار في هذا الاطار الى ان مصر تبغي اقامة علاقات طبيعية عادية هادئة مستقرة مع ايران تتسم بالتعاون الاقليمي والتعاون فى مجال التجارة والاستثمار بشكل يحقق للاقليم الاستقرار، معربا عن أمله حل بعض المشكلات التى وصفها بانها «تؤرق» العلاقات بين البلدين.
من جانب آخر اكد ابوالغيط ان العراق يسعى لاستعادة دوره العربي معربا عن اعتقاده بان المزيد من الدول العربية ستتحرك في الاطار الرسمي للاقتراب من العراق في اطار زمني غير بعيد مع المزيد من الاستقرار وعودة الامور الطبيعية الى العراق.
ورأى أن «المشكلة ليست في الاطار الرسمي وانما فى التهديدات الامنية الداخلية التي تؤرق رجال الاعمال والشركات والمواطنين العاديين»، معتبرا ان الاستقرار والمصالحة والوئام الداخلي «مفتاح» الموقف في العراق.
واشار الى ان بعثة ديبلوماسية مصرية زارت العراق في الاونة الاخيرة أكدت وجود تحسن في الاوضاع الامنية هناك، معربا عن اعتقاده ان هذه البعثة ستعود مرة أخرى الى العراق «قريبا» للتدقيق فى بحث المزيد من الاوضاع.
وعما اذا كانت عودة البعثة الى العراق للترتيب لفتح السفارة المصرية هناك ذكر ابوالغيط أن عودتها للنظر في كل المسؤوليات المصرية تجاه العراق، مشيرا الى أن زيارته الى العراق «ليست بالامر البعيد عن الحسبان».