أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين امس أن قوة حفظ السلام الروسية ستخرج من المنطقة الأمنية في أراضي جورجيا بعد ضمان الأمن في المنطقة.
وقال بوتين في مقابلة أجرتها معه قناة (ايه ار دي) التلفزيونية الألمانية ونقلتها وكالة الانباء الروسية (نوفوستي): «عندما تحدثنا مع الرئيس الفرنسي ساركوزي في موسكو أكدنا له أننا لا نعتزم ضم أي أراض جورجية.
وسنخرج بالطبع من تلك المواقع التي نتواجد فيها الآن.
وسننسحب الى المنطقة الأمنية المنصوص عليها في الاتفاقات الدولية السابقة. كما أننا لا ننوي البقاء هناك أيضا الى ما لا نهاية. ونعتبر تلك المناطق أراضي جورجية».
وأكد بوتين أن هدف روسيا يتمثل في ضمان الأمن في تلك المنطقة، وفي المرحلة القادمة مساعدة أوسيتيا الجنوبية على تأمين حدودها.
كما شدد على أهمية التعاون مع المحافل الأوروبية في هذا المجال، مشيرا الى ان بلاده ترحب بمشاركة مراقبين دوليين ومراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوروبي في هذه المهمة.
وفي هذا الإطار اكد رئيس الوزراء الروسي أن بلاده لن تقع فى عزلة دولية، بسبب موقفها في أوسيتيا الجنوبية وابخازيا، متهما الولايات المتحدة بالتورط في الأزمة الجورجية، نافيا في الوقت نفسه أن تعتزم روسيا استهداف أوكرانيا.
وأوضح بوتين في تصريحات أذيعت في موسكو امس وجود من وصفهم بمدربين أميركيين يدربون القوات الجورجية على استخدام المعدات العكسرية، متسائلا عن اسباب تواجد هؤلاء المدربين في منطقة العمليات العسكرية وليس في مراكز تدريب كما هو مفترض.
وفي سياق متصل اتهمت سورية امس الولايات المتحدة بمحاولة إعادة العالم إلى ظروف الحرب الباردة، معتبرة أن «الإدارة الأميركية الحالية لا تريد مغادرة المسرح السياسي الدولي قبل أن تفرغ جميع ما في جعبتها من خطط ومشاريع ونظريات هدامة».
وقالت صحيفة «تشرين» السورية الرسمية في عددها امس إن «هذه الإدارة التي يقودها المحافظون الجدد لم تكتف بإشعال حروب تدميرية ضد دول صغيرة كأفغانستان والعراق، بل ها هي تلهب العالم بحروب باردة وساخنة على حد سواء، وتستعدي واحدة من أقوى دول العالم اليوم، ونعني بها: الاتحاد الروسي».
واعتبرت الصحيفة السورية أن «هذه الإدارة الأميركية تستحق عن جدارة صفة الدولة المعادية للسلام، لتنضم إلى إسرائيل في حمل هذه الشهادة الدولية».
وفيما أشارت الصحيفة إلى دور إسرائيلي في أحداث جورجيا، وصفت تحالف الولايات المتحدة وإسرائيل بأنه «شيطاني» و«أقوى تحالف شرير عرفه التاريخ».
بدوره دعا مسؤول جورجي كبير امس الاتحاد الأوروبي الى فرض عقوبات على «النخبة السياسية» الروسية خلال القمة الاستثنائية حول الازمة الجورجية التي تعقد غدا في بروكسل.
وقال تيمور ياكوباشفيلي الوزير المكلف بدمج المناطق الانفصالية الجورجية «ان عزل روسيا لا معنى له.
لكننا نتوقع من الاتحاد الاوروبي عقوبات لا تطال الشعب الروسي بل الطبقة السياسية الروسية».
وقال انه يأمل خلال القمة الأوروبية في بروكسل ان يدعم الاتحاد جورجيا «ليس فقط بالاقوال بل بالافعال».
الى ذلك نقلت تقارير إعلامية عن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي قوله إن بلاده بصدد إصدار قوانين أكثر صرامة لوقف البلاد من الانزلاق إلى حالة من «عدم الاستقرار» في أعقاب الغزو الأخير لها من جانب القوات الروسية.
وأفادت التقارير بأن ساكشفيلي كان يتحدث مساء أمس الاول خلال زيارة لبلدة بوتي الواقعة على ساحل البحر الأسود، حيث مازال هناك تواجد للقوات الروسية.
ولم يعط الرئيس الجورجي أي تفاصيل حول ماهية تلك الإجراءات التي يعتزم العمل بها، ولكنه أكد أن «حقوق المواطنين» لن تمس.