بيروت – عمر حبنجر
شكلت كلمة الرئيس نبيه بري في النبطية بذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر محور ردود افعال سياسية متفاوتة الحرارة والحدة.
وتركزت ردود الافعال حول مطالبة بري بلجنة تنسيق بين الجيش وحزب الله، وحول حديثه عن انه لا حصرية المدن في فئة او احتكار بقعة جغرافية، وقصده الاساسي بيروت، الا انه لم يصدر موقف جلي عن حزب الله بهذا الخصوص.
وقيل لوزير الصحة محمد جواد خليفة وهو احد وزراء حركة امل، هناك من انتقد توقيت طرح بري تشكيل هيئة تعمل على تحديد مفهوم موحد للوطن والمواطنين، وان هذا صرف للامور عن سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية، فأجاب: التوقيت رهن مصلحة البلد، والرئيس بري طرح عناوين لتثبيت السلم الاهلي، اما الموضوع الاخطر الذي اشار اليه فهو موضوع تمزيق الوحدة الوطنية، واعلانه انه لا احتكار للمقاومة ولا للمدن والمناطق، او اي شخص يبني احلامه على بقعة جغرافية معينة، او بكيانات طائفية، وان هذا الطرح هو طرح وطني متقدم وهو جزء اساسي من اتفاق الطائف، وقال خليفة: الوضع الاخطر هو الوضع الداخلي، انه اخطر من كل ما يجري في الخارج.
من جهته، منسق قوى 14 آذار فارس سعيد وصف خطاب بري في النبطية بالمتوازن، وحول التحقيقات في «مروحية سجد» اعتبر ان مصداقية الدولة على المحك.
وقال سعيد ان بري اكد ان المقاومة ليست حكرا على طائفة ويجب الا يحتكر اي احد بقعة من لبنان ويعتبر مسؤولا عنها، لكنه لاحظ غياب منطق الدولة عن خطاب بري، معتبرا ان الدولة هي من تستطيع احتضان الجميع.
ولاحظ سعيد ايضا ان بري حاول التمايز عن حزب الله «لكن ينقصه منطق الدولة، فقط الدولة اذا كانت ضامنة للأمن قادرة على لجم حركات التطرف من كل الجهات».
بدوره اكد عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري ان قول «ما من مدينة ولا من مكان هو حكر على طائفة او مذهب» صحيح، ولكن في الوقت نفسه ليس مقبولا ان تتم محاولة الغاء فريق او طائفة او مذهب.
وقال بعد لقائه مفتي لبنان الشيخ د.محمد رشيد قباني: «اتفاق الدوحة حتى هذه اللحظة خاصة فقرته الرابعة لم ينفذ، فالمطلوب من الجيش وقيادته الحزم لفرض القانون وليس استجداء الأمن من هنا او من هناك، فالجيش يتمتع بثقة الجميع والقوى الأمنية ايضا، ونحن نأمل من الجيش والقوى الامنية الشرعية ان تقوم بهذا الدور من دون تردد، والمواطن مازال يشعر بالقلق، ولم ينعم بالاستقرار حتى هذه اللحظة، ونحن نؤكد ضرورة تنفيذ هذا الجزء من اتفاق الدوحة».
غير ان النائب انطوان زهرا (القوات اللبنانية) استغرب دعوة بري لتشكيل هيئة وطنية للعمل على تحديد مفهوم موحد للوطن والمواطنة والحدود، معتبرا ان وجود شبهة لدى الرئيس بري لرؤيتنا للبنان شيء مريع وغير مقبول، وتساءل: الى ماذا ننتمي نحن الآن؟
واعتبر زهرا ان تسليم احد مطلقي النار على المروحية لا يكفي والمطلوب تحقيق جدي على غرار ما حصل خلال احداث السياح مع الجيش.
من جهة اخرى، غادر الرئيس ميشال سليمان بيروت الى قطر امس بدعوة من اميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لشكره على ما قدمته دولته للبنان.
وتستمر زيارة سليمان الى الدوحة يومين.
في غضون ذلك، تسلم العماد جان قهوجي مسؤولياته كقائد للجيش اللبناني بحضور ضباط القيادة.
وكان الملف الاول على طاولته في اليرزة هو سبل معالجة الوضع الامني المضطرب وتداعيات حادثة المروحية العسكرية في سجد باقليم التفاح.
الصفحة في ملف ( pdf )