عقدت دول الاتحاد الاوروبي أمس قمة استثنائية في بروكسل لدرس عواقب النزاع في جورجيا واتخاذ قرار اوروبي مشترك حول الموقف الواجب اعتماده حيال روسيا.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الدورة الحالية للاتحاد في الدعوة التي وجهها الى نظرائه الـ 26 ان «التزام روسيا بعلاقة توافق وتعاون مع بقية اوروبا اصبح موضع تساؤل».
واشار ساركوزي الى الدور الذي «لعبه الاتحاد الاوروبي من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار» بعد الهجوم الذي شنته موسكو في 8 اغسطس لصد محاولة تبيليسي استعادة السيطرة بالقوة على جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية، وطالب الاتحاد الاوروبي بان يتم تطبيق خطة سداسية النقاط طرحها ساركوزي بالكامل ما يعني وضع آلية اشراف دولية حول اوسيتيا الجنوبية واطلاق محادثات دولية حول جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين.
وبحسب اوساط ساركوزي، فان «وقت العقوبات لم يحن بعد» وان القمة اكتفت بتذكير روسيا «في شكل حازم» بـ «وجوب تطبيق» اتفاق وقف اطلاق النار ذي النقاط الست الذي تفاوض في شأنه ساركوزي في منتصف اغسطس الماضي خلال زيارته لموسكو وتبيليسي «بكامل بنوده».
في حين دعت بريطانيا الاتحاد الاوروبي الى «تعليق» المفاوضات حول تعزيز الشراكة مع روسيا اثر تدخل موسكو في جورجيا، كما اعلن متحدث باسم رئاسة الوزراء.
من جانبه أكد وزير خارجية روسيا سيرغي لاڤروڤ أمس أن تقديم المزيد من الدعم الغربي للقيادة الحالية في جورجيا يعد خطأ كبيرا.
وطالب لاڤروڤ - حسبما ذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) - بفرض حظر على إمدادات الأسلحة التي تصل إلى جورجيا، وذلك حتى يتم تغيير الحكومة الحالية في تبيليسي بأخرى جديدة.
وردا على القمة كان الرئيس الروسي ديميتري مدڤيديڤ حذر عشية انعقادها، من ان موسكو يمكنها ايضا ان تفرض عقوبات على دول اخرى حتى وان كانت لا تؤيد هذه الفكرة.
وقال مدڤيديڤ لمحطات التلفزة الروسية «لسنا من انصار العقوبات، لكن اذا لزم الامر يمكننا فرضها».
وقبيل القمة بساعات ذكرت تقارير إخبارية في وقت متأخر من أمس الأول أن الرئيس الروسي ونظيره الفرنسي بحثا خلال اتصال هاتفي الوضع في جورجيا، ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مسؤولين القول إن المناقشات بين مدڤيديڤ وساركوزي ركزت على المناطق العازلة المتنازع عليها، والتي يسيطر عليها الجيش الروسي في الأراضي الجورجية على حدود أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
من جانبه، اعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي ان بلاده تعول على دعم الاتحاد الاوروبي لها في الازمة الناشبة بينها وبين روسيا وقال في خطاب الى الامة، حسب الموقع الرسمي للرئاسة «اتوقع ان تدعم اوروبا سيادة ووحدة اراضينا وان تقول انها لن تعترف ابدا بهذه الاعمال غير المشروعة».
وكان يشير الى اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين.
في شأن روسي آخر، اعلن الرئيس الڤنزويلي هوغو تشاڤيز انه اعطى «موافقته» على مرور محتمل للسفن والطائرات الحربية الروسية في الاراضي الڤنزويلية، مذكرا بـ «التحالف الاستراتيجي» القائم بين بلاده وروسيا.
وقال في برنامجه الاذاعة-التلفزيوني «الو الرئيس» الذي يبث الاحد من كل اسبوع ان «روسيا حليف استراتيجي لڤنزويلا وعلى العالم ان يعلم ذلك».