القاهرة – علاء عبدالحميد
استيقظ المصريون امس على كارثة جديدة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى جراء انهيار مجموعة صخرية ضخمة في حي عشوائي يقع في سفح جبل المقطم بالقاهرة فيما بقي المئات تحت ركام المجموعة الصخرية.
وقال شهود عيان ان الكتلة الصخرية انهارت على أكثر من 100 منزل سكني في منطقة الدويقة بمنشية ناصر بشرق العاصمة وإن «المئات من الأشخاص تحت الأنقاض وأكدت ربة منزل أن «سبعة أسر من أقاربها تحت الأنقاض».
وقالت مصادر امنية ان الكتل الصخرية سقطت فوق عشرات المنازل الصغيرة الواقعة في سفح جبل المقطم في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلى في وقت كان فيه معظم السكان في منازلهم.
وقالت المصادر إن الصخور المتساقطة دمرت كثيرا من المباني المتلاصقة التي تفصل بينها طرق ضيقة قرب طريق سريع في منطقة الدويقة بمنشية ناصر في شرق القاهرة.
وقالت صحافية من وكالة فرانس برس في موقع الحادث ان كتلا صخرية ضخمة يبلغ ارتفاع بعضها اكثر من 10 امتار، سقطت فوق المنازل الواقعة في عزبة بخيت في سفح جبل المقطم.
واوضحت ان الشرطة فرضت طوقا امنيا حول المنطقة التي انهارت عليها الكتل الصخرية ومنعت اقارب الضحايا من الاقتراب فيما كانت النساء يصرخن ويولولن.
ويؤكد الاهالي انهم تقدموا بشكاوى عدة الى السلطات المحلية يبلغونهم فيها انهم في خطر ويطالبون بتسليمهم مساكن في منطقة الدويقة المجاورة الواقعة في اعلى جبل المقطم، ولكنهم لم يجدوا اي استجابة وتم تجاهل شكاواهم.
وقال فرغلي غريب (35 عاما) وهو عامل في ورشة لصناعة الورق المقوى، ان ثمانية من افراد اسرته مازالوا تحت الانقاض، واضاف «كان شيئا رهيبا كأنه زلزال، وكان خمسة من اشقائي وزوجة احدهم وولداهما الاثنان في البيت عند سقوط الجبل.
اما انا فنجوت لانني كنت ذهبت الى العمل في موعدي في الثامنة صباحا»، وتابع «هناك منزل من ثلاثة طوابق يقطنه 24 شخصا انهار فوق سكانه».
وتوجه محافظ القاهرة عبد العظيم وزير الى موقع الحادث لمتابعة عمليات الانقاذ، وقال حسن إبراهيم حسن(80 عاما) الذي نجا منزله من انهيار «كان امرا مروعا.
انقطعت الكهرباء وسمعنا دويا هائلا كما لو كان زلزالا واعتقدت أن هذا المنزل انهار.
خرجت ورأيت أن الجبل بأكمله انهار»، والمنطقة العشوائية مكتظة بالسكان حيث تعيش أسر فقيرة بأكملها أحيانا في غرفة واحدة.
وكل المباني في المنطقة مقامة أسفل منحدرات صخرية قريبة من طريق سريع رئيسي في القاهرة، وقامت قوات الأمن بإخلاء عدد آخر من المنازل بسبب ظهور بعض التشققات الجديدة في جبل بخيت الذي انهارت منه الكتل الصخرية الكبيرة.
وناشد رجال الدفاع المدني والإطفاء قوات الأمن باخلاء المنطقة من تجمعات المواطنين الذين يعرقلون عملية الإنقاذ وقال احد شهود العيان إن مبنى من ستة طوابق تحول تماما إلى حطام من جراء الانهيار.
وتابع الرئيس محمد حسني مبارك الحادث، وأمر بتحرك اجهزة الدولة المختلفة لمساعدة المصابين وانتشال الضحايا.
صرح بذلك د.أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وقال فى تصريح له أمس ان الرئيس مبارك يتابع الموقف لحظة بلحظة وأمر بنقل المصابين الى المستشفيات القريبة والعمل على سرعة إخراج الضحايا وتقديم الدعم اللازم لهم والعمل على سرعة توفير اماكن ايواء للمتضررين الذين انهارت منازلهم في هذا الحادث.
وأضاف د.نظيف ان علي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي يدرس حاليا كيفية تعويض المضارين وان الحكومة ستعمل على تعجيل خطة معالجة العشوائيات للعمل على الانتهاء منها والتي وصفها بانها تنقسم الى نوعين الاولى مبان سليمة اقيمت على أسس هندسية ولكن غير منظمة وهى ما نحاول تحسينها اما النوع الثاني فهو عشوائي ويجب ازالته، وطالب بضرورة توعية المواطنين بعدم اقامة المباني في المناطق الخطرة بجوار جبل المقطم.