أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أنها أبلغت الزعيم الليبي معمر القذافي خلال لقائهما التاريخي امس الاول أن واشنطن لا تسعى إلى إقامة قواعد عسكرية أو إلى وجود عسكري في أفريقيا.
وأضافت خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيرها الليبي عبدالرحمن شلقم قبيل مغادرتها طرابلس متوجهة إلى تونس «إن هذه الليلة هي علامة مهمة في العلاقة الثنائية التي تشهد تطورا منذ عدة سنوات، وليس مفاجئا لأي طرف أنه رغم عدم وجود اتفاق في وجهات النظر حيال كل القضايا بين ليبيا وأميركا، إلا أن البلدين قاما بتأسيس إطار عمل جيد».
وأوضحت رايس أن البلدين انتهيا من إغلاق ملف قضايا الماضي لأنهما أدركا أن هناك الكثير من التحديات المشتركة التي تتطلب التعاون بينهما، وأنه لابد من التعلم من دروس الماضي.
وقالت «إنه أمر جيد أن الولايات المتحدة وليبيا تؤسسان لعلاقة متينة مؤكدة على أهمية دور ليبيا على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي.
وقالت رايس عن زيارتها «هذا يظهر أن الولايات المتحدة ليس لها أعداء دائمون».
«يظهر أنه عندما تكون الدول مستعدة لاحداث تغييرات استراتيجية في اتجاه تكون الولايات المتحدة مستعدة للاستجابة. بصراحة لم أظن مطلقا أنني سأزور ليبيا.. لذلك فهذا شيء استثنائي».
واضافت انها تأمل بتعيين سفير أميركي جديد في ليبيا «قريبا».
المواجهه انتهت
من جانبه، قال شلقم إن «العالم قد تغير. ووجود رايس في طرابلس والمحادثات التي أجريناها ومضمون هذه المحادثات دليل على أن ليبيا قد تغيرت وان الولايات المتحدة قد تغيرت.. ساعة المواجهة قد ولت».
وتابع «يمكن أن يكون ثمة خلافات في وجهات النظر لكن ذلك لا يؤثر على العلاقات بين البلدين».
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد اجتمعت مع الزعيم الليبي معمر القذافي خلال زيارة تاريخية أنهت عقودا من العلاقات المتوترة بين البلدين.
واستقبل القذافي رايس ومساعديها في مبنى تابع لمجمع حكومي وسط العاصمة طرابلس قصفته الطائرات الاميركية عام 1986.
ولم يصافح القذافي رايس عند استقبالها، حيث دخلت رايس الغرفة ثم رفع الزعيم الليبي يده إلى صدره في حركة ترحيب ليبية تقليدية.
وكان وزير الخارجية الليبي قد قال في تصريح لوكالة الأنباء الليبية عقب اجتماع مع رايس قبل اجتماعها مع القذافي «إن النقاش تناول عددا من القضايا الدولية المهمة حيث تناقشنا بالتفصيل في موضوع العراق وفلسطين والعلاقات الأميركية - السورية وأهمية دور سورية في الوطن العربي، والوضع في لبنان والتطورات الإقليمية والعلاقات الأميركية - الإيرانية والتوتر في العلاقات بينهما وأهمية وجود مخرج لها».
ورايس هي اول وزير خارجية أميركي يزور ليبيا منذ عام 1953، وقد قالت قبيل وصولها العاصمة طرابلس ان واشنطن ليس لها «أعداء دائمون».
وكان آخر وزير خارجية أميركي يزور ليبيا هو جون فوستر دالاس في مايو 1953 قبل ان تولد رايس.
وتم اخلاء شوارع طرابلس لموكب رايس التي توجهت من المطار إلى مقر الحكومة مباشرة، وصرحت للصحافيين المرافقين لها بالقول: «يظهر أنه عندما تكون الدول مستعدة لاحداث تغييرات استراتيجية في الاتجاه تكون الولايات المتحدة مستعدة للاستجابة.
بصراحة لم أظن مطلقا أنني سأزور ليبيا، لذلك فهذا شيء استثنائي».
واضافت «هذه الزيارة اقرار بمدى ما وصلت إليه العلاقات الليبية - الأميركية. لكن هذه هي البداية وليست النهاية».
القذافي معجب برايس
وكان القذافي قد عبر في الماضي عن اعجابه برايس.
وقال في مقابلة مع قناة «الجزيرة» التلفزيونية: «إننا نؤيد حبيبتي السمرة الإفريقية.
ونفخر بها أن بتضع لها رجل على رجل وتوجه الأوامر للحكام العرب وتؤشر بإصبعها لوزراء خارجية العرب فيجيئونها زرافات ووحدانا وتنادي كذلك إلى أمناء.
أنا يعني بحبها وبأقدرها ونفخر بها لأنها امرأة إفريقية في الأصل وسوداء».
استثمار وتفاهم عسكري
وقد وقعت رايس خلال زيارتها لليبيا المصدرة للنفط اتفاقا للتجارة والاستثمار.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن واشنطن تفاوضت أيضا بشأن «مذكرة تفاهم عسكرية» مع ليبيا التي تتعاون في مكافحة الإرهاب، وساعدت في كبح تدفق المسلحين على العراق.
ولم تدل الوزارة بمزيد من التفاصيل.
وانتهت ليبيا الاربعاء الماضي من الترتيبات القانونية لتأسيس صندوق ستودع فيه التعويضات لكن مسؤولا أميركيا كبيرا، صرح بأن الامر سيستغرق «أكثر من أيام» قبل امكان دفع اموال للجانبين.
ويشمل الضحايا الأميركيين الذين قتلوا في تفجير طائرة ان أميركان فوق لوكربي والذي تسبب في مقتل 270 شخصا والهجوم الذي وقع عام 1986 على ملهى في برلين والذي ادى الى مقتل 3 وجرح 229.
كما يعوض الاتفاق الليبيين الذين قتلوا عام 1986 حين قصفت الطائرات الأميركية طرابلس وبنغازي وقتل في الهجوم 40 شخصا.
عقود نفطية
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية إن تقارب واشنطن مع ليبيا العضو في أوپيك له دوافع أكثر من مجرد حاجة الولايات المتحدة للنفط.
لكن رايس أضافت أن ليبيا التي تملك أكبر احتياطيات نفطية في افريقيا يمكنها أن تساعد فيما يتعلق بامدادات الوقود العالمية وان من المهم ان تكون هناك مصادر متعددة يعتد بها لامدادات الطاقة.