في الوقت الذي حدد فيه الرئيس الروسي ديميتري مدڤيديڤ امس الاول جدولا زمنيا لانسحاب القوات الروسية من جورجيا الى المواقع التى كانت ترابط فيها قبل اندلاع الصراع، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان واشنطن سحبت الاتفاق النووي الروسي - الاميركي من الكونغرس في الوقت الحالي بسبب تصرفاتها في جورجيا.
وجاء في بيان لرايس تلاه المتحدث باسمها شون ماكورماك ان «الرئيس ابلغ الكونغرس انه تراجع اليوم «امس الاول» عن اصراره السابق فيما يتعلق بالاتفاق الاميركي - الروسي بشان التعاون النووي السلمي».
وقال مدڤيديڤ فى مؤتمر صحافى مشترك بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في موسكو إن «روسيا حصلت على ضمان من الاتحاد الاوروبي وبصفة خاصة من شركائنا الفرنسيين، بشأن عدم اللجوء الى القوة من الجانب الجورجي» وكشف ساركوزي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، انه سلم مدڤيديڤ رسالة من الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي يتعهد فيها بالامتناع عن اى استخدام للقوة.
وبموجب الاتفاق، وافقت روسيا على سحب قواتها فى غضون اسبوع من نقاط التفتيش التي ترابط فيها بين سيناكي وميناء بوتى المطل على البحر الاسود في عمق الاراضي الجورجية.
وقال الجانبان إن القوات الروسية ستنسحب فى اول اكتوبر المقبل الى مواقعها التى كانت ترابط فيها قبل اندلاع الصراع في السابع من الشهر الماضي، وسيحل 200 مراقب أوروبي محل القوات الروسية، فى اول اكتوبر، فى المناطق العازلة حول منطقتي أوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين الجورجيتين.
وفي سياق آخر، اعلن الرئيس الروسي ان اعتراف روسيا بجمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين «نهائي ولا رجعة عنه».
وقال مدڤيديڤ «هذا الخيار نهائي ولا رجعة عنه» مضيفا «قراراتنا مبرمة».
من جانبه قال الرئيس الفرنسي في المؤتمر الصحافي: «ما قررناه مع الرئيس مدڤيديڤ يعني بشكل ملموس الأمر التالي: خلال أسبوع كحد أقصى رفع الحواجز «الروسية»، بين بوتي (مرفأ جورجي إستراتيجي على البحر الأسود) وسيناكي».
وتابع ساركوزي: «وخلال شهر الانسحاب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الجورجية باستثناء أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا - خلال شهر».
في غضون ذلك صرح مسؤول فرنسي بان الرئيس ساركوزي هدد أمس الاول في لحظة ما بانسحاب من المحادثات العاصفة مع المسؤولين الروس دون التوصل الى اتفاق مع الرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ بشأن انسحاب القوات الروسية من جورجيا.
وصرح المسؤول الفرنسي بأنه في وقت ما من محادثات امس الاول لم يكن فيه مدڤيديڤ موجودا في القاعة حاول مسؤولون روس اسقاط اشارة الى مواقع ما قبل تفجر الصراع في السابع من اغسطس.
وأضاف المسؤول «حينها وقف ساركوزي وقال (إنا راحلون. هذا غير قابل للتفاوض)».
وذكر ان كبار المسؤولين الروس ومن بينهم وزير الخارجية سيرغي ڤروڤ استدعوا مدڤيديڤ الى القاعة وتراجع الخلاف على الفور.
وقال «لدى عودة مدڤيديڤ قال (فلنهدأ) ولم يعلق الجلسة او يستدع (رئيس الوزراء الروسي) بوتين».
بدوره قال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي إنه سلم «دليلا قويا» إلى الاتحاد الأوروبي يثبت أن بلاده ليست هي من بدأ النزاع في جنوب القوقاز.
ونقلت وسائل إعلام جورجية أمس عن ساكشفيلي تأكيده عقب اجتماعه مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في تبيليسي على أن لديه دليلا على أن جورجيا كانت ترد على «غزو روسي واسع النطاق».
ونسب إلى الرئيس الجورجي قوله مساء اول من أمس الاثنين: «نستطيع إثبات ذلك إنه دليل قوي للغاية، وبوسعكم تحديد قيمته».
ولم يقدم ساكشفيلي أي تفاصيل بشأن الدليل الذي قدم للاتحاد الأوروبي.
وبعد توقيع الاتفاق اعلن وزير الخارجية الروسي لاڤروڤ أمس انه يجب ان تشارك جمهوريتا اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتان اللتان اعترفت موسكو باستقلالهما «بشكل تام» في المحادثات الدولية التي ستبدأ في 15 اكتوبر في جنيڤ بشأن النزاع الجورجي الروسي حولهما.
وقال لاڤروڤ في تصريح صحافي «ان لائحة المشاركين في هذا اللقاء لم تحدد في خطة (السلام) لكننا اشرنا بشكل صريح الى وجوب ان تشغل اوسيتيا الجنوبية وابخازيا مقعدا على طاولة هذه المحادثات».
وفيما اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس ان القوات الروسية ستبقى «لمدة طويلة» في جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لمنع اي تجدد للعنف، قال وزير الدفاع أناتولي سرديوكوف إن الجيش الروسي يعتزم نشر 7600 جندي في قواعد بمنطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين في جورجيا.
وقال الوزير في معرض إطلاعه الرئيس الروسي على المفاوضات مع زعماء المنطقتين «اتفقنا بالفعل على حجم القوة وهي في حدود 3800 رجل في كل جمهورية وعلى هيكلها وأماكن تواجدها».
وأصدر مدڤيديڤ تعليماته لسرديوكوف لتحديد كيفية تنفيذ روسيا لطلب أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا «لنشر قواعد» فيهما.