أقر الجيش الأميركي بفشل قواته في أفغانستان في ظل تزايد العمليات المسلحة ضد القوات الدولية، وأكد أنه سيركز عملياته على المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
واعترف قائد هيئة الأركان المشتركة مايكل مولن بأن الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان لم تؤت ثمارها بعد نحو سبع سنوات من غزو ذلك البلد، والإطاحة بنظام طالبان.
وتزامن اعتراف المسؤول العسكري بالفشل في أفغانستان مع إعلان الرئيس جورج بوش أنه سيرسل 4500 جندي إلى هناك قبل انتهاء فترة حكمه بداية العام المقبل.
وتفيد التقارير بأن تلك الزيادة في صفوف القوات الأميركية المنتشرة بأفغانستان لن تغير الأوضاع على الأرض ولن تقلب موازين القوى، مشيرا إلى أن العمليات المسلحة لعناصر طالبان في تزايد.
استراتيجية جديدة
وفي ظل تلك الأوضاع أشار مولن إلى أن الإستراتيجية المقبلة للقوات الأميركية التي تقود قوات التحالف بأفغانستان ستركز، على إجراء عمليات عسكرية على جانبي الحدود بين باكستان وأفغانستان، وهي مناطق أصبحت معقلا للمسلحين من عناصر طالبان وتنظيم القاعدة.
وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس والأميرال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي إن النجاح في أفغانستان يتطلب مجهودا مدنيا أكبر يتجاوز المجهود العسكري.
وقال مولن «بصراحة الوقت ينفد أمامنا»، وأضاف: «ليس بمقدورنا تحقيق النصر، ولا يمكن لقوة مسلحة في أي مكان - مهما كانت كفاءتها - أن تحقق تلك الأهداف وحدها».
وتابع مولن إنه «ينظر في استراتيجية جديدة أكثر شمولا للمنطقة» تغطي جانبي الحدود الافغانية الباكستانية والتي تشمل مناطق القبائل في باكستان.
وأضاف «في رأيي أن هاتين الدولتين متشابكتان تشابكا وثيقا لا تنفصم عراه في تمرد مشترك يعبر الحدود بينهما».
وتابع قائلا «يمكننا تعقب المتطرفين عند عبورهم الحدود من باكستان وقتلهم، ولكن العدو سيستمر في القدوم إلى أن نزيد تعاوننا مع الحكومة الباكستانية للقضاء على الملاذات الآمنة التي يعملون من خلالها».
وكثفت الولايات المتحدة هجماتها على أهداف المتشددين داخل باكستان هذا العام بسلسلة من الهجمات الصاروخية بطائرات بدون طيار وغارة شنتها قوات كوماندوس أميركية منقولة بطائرات هليكوبتر الأسبوع الماضي.
وطلب القادة العسكريون الأميركيون في أفغانستان ثلاثة ألوية قتالية إضافية أو حوالي عشرة آلاف جندي إضافيين للمساعدة في التعامل مع نشاط المتمردين.
وهناك نحو 33 ألف جندي أميركي بالفعل في أفغانستان من بينهم 14 ألفا في إطار القوة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي والتي يبلغ قوامها 53 ألف جندي.
مفاتيح النجاح
وقال المسؤولان إنه يجب على الغرب تقديم المزيد لمساعدة الأفغان باستثمارات جديدة في الطرق وفي مشروعات البنية الأساسية الأخرى والتعليم وتقديم مساعدات بالمحصولات وقال مولن «هذه هي مفاتيح النجاح في أفغانستان».
وأضاف أن أفغانستان في حاجة ماسة لقوة أمن وطني يدعمها زعماء محليون، ويؤيد غيتس اقتراحا للحكومة الأفغانية لمضاعفة حجم الجيش الأفغاني بتشكيل قوة نظامية قوامها 122 ألف جندي بحلول عام 2014.
ولكن التعزيزات الأميركية تعتمد على قدرة واشنطن على تخفيض قواتها الموجودة الآن في العراق وأعلن الرئيس جورج بوش هذا الأسبوع إنه سيرسل لواء واحدا من الجيش وفوجا من مشاة البحرية بحلول فبراير القادم.
«الجولة الختامية»
وحول عدم الاسراع بنقل المزيد من القوات الأميركية من العراق الى افغانستان قال غيتس ان بلاده ينبغي ان تتوخي الحذر في تقليص عدد القوات بشكل سريع في العراق.
واعتبر ان «الولايات المتحدة دخلت «الجولة الختامية «هناك ومن ثم فان قراراتها في الايام والشهور القادم ستكون هامة للاستقرار الاقليمي والمصالح الأميركية الوطنية لسنوات قادمة».
وقال غيتس إنه تم وقف تصاعد العنف في العراق وإن العراق أحرز تقدما باتجاه استقرار السياسي خلال العام والنصف الماضي ولكن الوضع مازال هشا والقادة العسكريون ليسوا متأكدين من احتمال أن تصمد المكاسب امنية.
وقال غيتس ان قرار الرئيس الاميركي جورج بوش سحب ثمانية الاف جندي من اصل 146 الفا منتشرين في العراق بحلول فبراير وارسال نصفهم تقريبا الى افغانستان «يمثل ليس فقط المسار الصحيح ولكن التصرف الصحيح».
الا ان غيتس قال ان الولايات المتحدة يجب ان تتوقع ان تبقى ضالعة في العراق «لسنوات مقبلة، رغم ان ذلك سيكون بطرق متغيرة ومحدودة بشكل متزايد».