بيروت – عمر حبنجر
توقف المشهد السياسي في لبنان عند تشييع القيادي الدرزي في الحزب الديموقراطي اللبناني صالح فرحان العريضي في بلدة بيصور بقضاء عاليه، امس بمشاركة جميع قوى وأحزاب الموالاة والمعارضة وعلى رأسها وليد جنبلاط وطلال ارسلان، وتناغمت وسائل الإعلام مع الحادث الجلل الذي اعاد الى ذاكرة اللبنانيين مرحلة الاغتيالات السوداء، وقد شارك الرئيس ميشال سليمان في عزاء هذه الشخصية التصالحية، من خلال اكليل ورد حمل اسمه.
وتمثل حزب الله في الجنازة برئيس مجلسه السياسي السيد ابراهيم امين السيد وبعدد من النواب، وكذلك تمثلت حركة امل بنوابها.
جنبلاط: وصلتنا الرسالة
وفي كلمة تأبينية، قال وليد جنبلاط رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي: لقد وصلتنا الرسالة، رسالة قاسية، دامية، فالخسارة فادحة، ولا تعوض، تعوض فقط بموقفنا الموحد في بيصور التي تعودت دائما على الموقف الواحد الموحد، تعوض فقط بتعميق المصالحات في كل لبنان، ببناء الدولة القوية كون هذه الجريمة النكراء برهنت على الانكشاف الكامل للساحة اللبنانية، لشتى انواع المخابرات الاجنبية ولشتى المشاريع.
واضاف: الذين تناسوا مشروع تفتيت المنطقة مازال حاضرا، ان هذا المشروع المنطلق من اسرائيل وحلفاء اسرائيل مازال في بدايته، ونحن نمر اليوم بمرحلة مخاض عالمي وتوتر عالمي، لهذا فإن الدول المخربة والارهابية ستحاول ان تصطاد في لبنان يمينا وشمالا ودون تمييز من اجل خلق الفتنة.
وهنا، تابع جنبلاط يقول: اهمية دعوة الرئيس ميشال سليمان للحوار وأهمية المكاشفة المطلقة في الحوار من اجل بناء الدولة وتثبيت اتفاق الطائف الذي يملي علينا الهدنة مع اسرائيل، والهدنة تعني استمرار حالة الحرب، ولا تعني الصلح مع اسرائيل، وهنا اهمية الاستيعاب التدريجي للخبرات القتالية والتقنية للحركة الجهادية للمقاومة وحزب الله في الدولة، آخذين بعين الاعتبار خصوصية هذه المقاومة، لكن اقولها بكل صراحة، وحدها الدولة تحمي الجميع من الجنوب الى الشمال الى الجبل الى بيروت وطرابلس الى كل مكان من لبنان.
وتوجه جنبلاط بالشكر لجميع الذين تقدموا بالمواساة «واخص بالذكر كل الاحزاب: تيار المستقبل، حزب الكتائب، لكن اسمحوا لي بان انوه بحزب الله وحركة امل وكل الشخصيات الوطنية التي شاركتنا العزاء»، مشيدا بصلابة ايمان الشيخ فرحان العريضي والد الشهيد الذي قال لو اتوني بالقاتل الى ها هنا لسامحته من اجل المصالحة والوحدة الوطنية.
الوزير طلال أرسلان
من جهته، توجه الوزير طلال ارسلان رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني في كلمته التأبينية للحلفاء من دمشق بشار الاسد الى حزب المقاومة وعمامة قائدها السيد حسن نصر الله الى وليد بك جنبلاط الى الرفاق في الحزب الديموقراطي اللبناني والحزب الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي وحركة امل والتيار الوطني الحر وتيار المردة وكل المناضلين والاحرار الشرفاء في هذا الجبل وعميد الاسرى سمير القنطار وقبل هؤلاء جميعا للمشايخ الاتقياء الانقياء لسماحة شيخ العقل للشيخ الجليل الكبير على الجراح المتفوق على الالم بقوة الايمان الشيخ ابوصالح فرحان العريضي.
وقال سقط نسر المقاومة ولم تسقط المقاومة، سقط نسر الوحدة الوطنية ولم ولن نسقط الوحدة الوطنية، سقط نسر المصالحة ولم ولن تسقط المصالحة.
التعهد بوأد الفتنة
وتعهد ارسلان امام المشايخ الاجلاء بان يكمل ما بدأناه معا في مايو بالتعاون مع السيد حسن نصر الله ومعالي وليد بك جنبلاط، لقد علمتنا التجربة ان يد الغدر تتحرك للقتل في لبنان، فقط تفشل مشاريع التصادم وتفشل مشاريع الاقتتال لتحرك نار الفتنة، وعلمتنا التجربة ان جرائم الاغتيال هي نصف الجريمة، اما النصف الآخر فهو الانفعال والعصبية الغرائزية التي تطلقها فورة الدماء لتوجيه الاتهام من موقع الانفعال او من موقع الكيد للخصم السياسي الذي يريد لنا القاتل ان نذهب اليه بسورة الغضب لنحقق بأيدينا ما ارادته الجريمة، فنكون نحن النصف الآخر للجريمة.
عدونا إسرائيل
وقال: ايعلم اللبنانيون ان القاتل عدو لا يميز موالاة من معارضة، وسأل من المتضرر من المصالحة في طرابلس وفي البقاع وفي الجبل، من المتضرر من المقاومة؟ انه القاتل، فالمطلوب ان يكون الجبل منقسما على نفسه، فالمطلوب زرع العصبيات المذهبية البغيضة، ونحن نقول هذا لن يحصل، العدو هو اسرائيل.
كلمة العائلة ألقاها وزير النقل غازي العريضي، وقال ان بيصور بلده الشهيد هي ام الشهداء، لقد قدمت 140 شهيدا يوم اجتاحت الفتنة لبنان وكانت الحرب تستهدف وحدته وانتماءه العربي كان بيصور شهداء وجرحى ومعوقون وأسرى لدى العدو الاسرائيلي.
وأضاف: على هذه الأرض كسرت شوكة ارهاب اسرائيل، حيث وقفت بيصور وقفة العز والكرامة نيابة عن كل هذا الوطن وكل شرفاء الأمة.
وقال ان صالح العريضي كان شاهدا ومقاوما وصاحب دور أساسي في ذلك الصمود، لقد رافق شهداء بيصور في كل المعارك، وقدره ان ينضم اليهم، لتحيا الوحدة الوطنية، مشيدا برفض الشيخ الخليل أبوفرحان العريضي اتهام أحد، تاركا الأمر للقضاء.
العماد قهوجي
من جهة أخرى، أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي انه سيجدد الدعوة للعسكريين المنتشرين على طول الحدود الجنوبية للتصدي للعدو الإسرائيلي والتمسك بروح المقاومة في وجه كل من يحاول التطاول على أرض لبنان وسلامة شعبه.
وقال قهوجي لـ «السفير» هناك عدو يتربص بالوطن عند حدودنا الجنوبية وهو لايزال يذكرنا منذ ستة عقود بأنه كان ولايزال عدونا الأول.
وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية قال العماد قهوجي لابد من دعم ألوية الجيش البرية والبحرية والجوية بالآليات والدبابات الحديثة والصواريخ المضادة للدروع القريبة أو البعيدة، والزوارق والطوربيدات والرادارات والمروحيات والطائرات العربية، وتطوير سلاح الهندسة والاشارة والقنابل الذكية، وخير نموذج تجربة شبكة الاتصالات السلكية التي شكلت عنصر حماية للمقاومة اللبنانية، بينما يعتمد الجيش اليوم على شبكة مكشوفة لا يمكن ان توفر الحماية المرجوة.
وسأل قائد الجيش عن الاعتمادات التي ستصرف لإقامة ملاجئ عسكرية في المواقع المتقدمة حتى لا ينكر ما حصل في حرب يوليو عندما ارتكبت مجزرة بحق العسكريين، ويجب ان تتوافر الجرافات العملاقة وبعض التقنيات من اجل حفر خنادق تتيح للعسكريين ألا يكونوا أهدافا سهلة، متوقعا رفع عديد الجيش إلى 70 ألفا.
وفي لقائه مع مراسلي الصحف ووسائل الاعلام العربية دعم وزير الاعلام طارق متري دعوة الحوار التي اطلقها الرئيس ميشال سليمان، اعتبارا من الثلاثاء المقبل، واصفا الرئيس بالوفاقي الذي انتخب وفاقيا، ويمارس دوره كوفاقي بطريقة تبدو للبعض حذرة لكن حذره لا يعني ضعف التصميم على تنفيذ ما يراه، فالوفاق يتطلب طريقة بالعمل تختلف عن طريقة مسؤولين جاءوا بنتيجة صراع سياسي، انه رئيس وفاقي وهذا يتطلب منه حذرا ويقظة وان اعتبره البعض ترددا.
وتوقف الوزير متري امام حسم الرئيس سليمان مسألة حفظ مداولات مجلس الوزراء داخل مجلس الوزراء مهما حصل من مشادات ونقاش حاد، معتبرا اياها سرية خارج اطار التداول، وهو ملك محضر اجتماع مجلس الوزراء، وأمام تكريس مبدأ اعتماد الوزراء للقرارات الصادرة حتى لم يكن الوزير موافقا على القرار المتخذ.
الصفحة في ملف ( pdf )