بيروت – عمر حبنجر
انكبت الدوائر المختصة في القصر الجمهوري على انجاز التحضيرات والترتيبات، بعدما تم توزيع الدعوات الرسمية الخطية على المشاركين، وحسم الرئيس ميشال سليمان مسألة المشاركين بحصرها في فرسان الحوار السابقين.
وتضمن نص الدعوة الى الحوار عبارة «الصف الاول فقط» ما يعني ان الدعوة موجهة للقيادات دون المساعدين، وعدد هذه القيادات 14 شخصية فقط، على ان يأخذ المساعدون مواقعهم في الجلسات اللاحقة.
اما عن مضمون الحوار فقد برز تأكيد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان عنوان الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية هو «الاستراتيجية الدفاعية»، وهو الموضوع الذي لم تتناوله جلسات الحوار السابقة، واضاف: ان مجلس النواب سيد نفسه، والمتحاورون هم اسياد انفسهم، ويقررون ما يريدون، وفي ضوء المناقشة يتقرر جدول الاعمال.
الى ذلك انجزت اللجنة التحضيرية للحوار التصور الذي سيطرحه رئيس الجمهورية ويقضي في مرحلة ما بعد الافتتاح بتشكيل لجان تتولى مناقشة بعض عناوين الاستراتيجية الدفاعية، وسيقتصر جدول اعمال جلسة الثلاثاء على كلمة لرئيس الجمهورية وعلى جدول اعمال من بند وحيد يتناول مبدئيا الاستراتيجية الدفاعية.
وقد جهزت قاعة «22 تشرين الثاني» في القصر الجمهوري (قاعة الاستقلال) لاستضافة طاولة الحوار، التي هي مستطيلة، وعلى شاكلة طاولة مجلس الوزراء، وسيجلس الرئيس سليمان على رأسها بوصفه الراعي والحكم النزيه.
وقالت المصادر المعنية ان سليمان سيحرص على تحديد سقف الخطب، عند درجة معينة من الهدوء والمسؤولية، والابتعاد عن السجالات خارج نطاق الامور المطروحة، وذلك من اجل تحديد التطلعات المؤهلة لجمع الافكار وتحقيق الحد الادنى من القواسم المشتركة.
وفي معلومات مصادر بعبدا ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحده سيتغيب من اقطاب الحوار، وسيندب عنه كما في المرحلة الثانية السابقة، رئيس كتلة الدفاع للمقاومة النائب محمد رعد، في وقت تفضل الاكثرية ان يكون نصرالله شخصيا على طاولة الاقطاب.
بري: الحوار حاجة لبنانية
رئيس المجلس نبيه بري قال امس ان الحوار في هذه الظروف حاجة للبنانيين، وفي كل الاحوال يجب ان ينجح الحوار، واكثر من ذلك كل الفرقاء، دون استثناء، محكومون بانجاح الحوار.
واضاف لـ «السفير» ان الشرط الاساسي للنجاح هو ان تتوافر الثقة بين الجميع وهذا العنصر الاساسي، معتبرا النجاح يفرض على الافرقاء ان يسمعوا الى بعضهم بعضا، معتبرا ان الاولوية هي للحفاظ على السلم الاهلي والمؤول دون تعرضه لاهتزازات او ارباكات واصفا جريمة اغتيال الشيخ صالح العريضي بالخطرة جدا.
الوزير يوسف تقلا اكد ان الحوار سيدخل في العمق ولن تبقى الامور سطحية، معتبرا ان اتفاق الطائف هو دستور لبنان، بينما كان اتفاق الدوحة حلا لمشكلة.
وشدد تقلا في حديث اذاعي على ان المهم هو التحاور بعيدا عن الشارع، معتبرا ان الحوار لا يلغي دور المؤسسات بل يكملها.
واكد تقلا انه ليس مرشحا للانتخابات النيابية، وشدد على ان المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ستستمر حتى الوصول الى النتائج المرجوة، وان احدا لا يستطيع ايقافها.
الوزير متري
وفي موضوع الحوار الذي عاد محور الكلام السياسي في لبنان امس، قال وزير الاعلام طارق متري ان الرئيس سليمان لم يحدد المواضيع التي سيبحثها مؤتمر الحوار، علما ان اتفاق الدوحة حدد هذه المواضيع، وهي بسط سلطة وسيادة الدولة على الاراضي اللبنانية وعلاقتها بالتنظيمات الموجودة فوق اراضيها، الى جانب الاستراتيجية الدفاعية.
وان مترى اعتبر ان توسيع جدول الاعمال يعود امره للرئيس سليمان ولتوافق المشاركين في طاولة الحوار.
وئام وهاب
الوزير السابق المعارض وئام وهاب، قلل من اهمية حوار وطني يجرى قبل الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، وقال في حديث لتلفزيون الجديد ان ما سيحصل يوم الثلاثاء هو مجرد لقاء يسافر بعده الرئيس سليمان الى نيويورك وواشنطن، حيث يلتقي الرئيس جورج بوش «الذي لم يعد لديه ما يقدمه».
واستدرك وهاب قائلا: ان قولي هذا ليس انتقادا لبرنامج الرئيس سليمان، الذي هو رئيس جديد وعليه ان يقابل الرؤساء، لكن بوش الذي بدأت الاستطلاعات تعتبره اسوأ رئيس في تاريخ اميركا، لم يعد له حول ولا طول، وان من سيخلفه لا يأبه لالتزاماته!
وهاب الذي هاجم جنبلاط كعادته، استثنى الوزير طلال ارسلان من انتقاداته، واعتبر اسرائيل وراء اغتيال الشيخ صالح العريضي.
سليمان في البيت الابيض يوم 25
وكان البيت الابيض قد اعلن ان الرئيس بوش سيستقبل الرئيس سليمان في البيت الابيض في 25 سبتمبر الجاري.
وجاء في بيان رسمي ان الرئيس بوش يتطلع الى مناقشة العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ولبنان، والدعم الاميركي للبنان سيد وديموقراطي.
وكان بوش اتصل هاتفيا بسليمان في 26 مايو عقب انتخابه ودعاه لزيارة واشنطن من اجل التعرف اليه ليؤكد له شخصيا التزامه والتزام الحكومة الاميركية بكل أنواع الدعم للبنان.
سليمان سيلتقي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس على هامش افتتاح دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، كما طلب سليمان الاجتماع بوزير الدفاع الاميركي روبيرت غيس لمناقشة المساعدات العسكرية وبرامج تدريب الضباط اللبنانيين.
الصفحة في ملف ( pdf )