قال الرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ امس الاول ان اي حل عسكري للمواجهة مع ايران بشأن طموحاتها النووية غير مقبول وانه لا حاجة في الوقت الراهن لفرض مزيد من العقوبات على طهران.
لكنه قال إن روسيا لاتزال تؤيد تحركا ديبلوماسيا يقوده خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي لإقناع طهران بكبح بعض أنشطتها النووية مقابل حصولها على مجموعة من الحوافز.
وتشعر الدول الغربية بالقلق من أن يؤدي شقاق بين موسكو والغرب بشأن التدخل الروسي في جورجيا إلى تشتيت تحالف دولي هش يمارس ضغوطا على إيران بسبب برنامجها النووي.
وفي كلمة ألقاها في الاجتماع السنوي لنادي فالداي الذي يضم صحافيين وخبراء في شؤون روسيا قال مدڤيديڤ «يجب ألا نأخذ اي خطوات من جانب واحد.
من غير المقبول اختيار السيناريو العسكري. سيكون هذا شيئا خطيرا».
وأضاف «المهم هو استمرار المفاوضات، انها ايجابية للغاية. يجب ألا نفرض الآن اي عقوبات جديدة».
وسابقا قال فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي إنه سيتعين على الدول الغربية أن تتعامل مع إيران دون مساعدة من روسيا إذا أوقفت تلك الدول تعاونها مع روسيا في مجالات أخرى لمعاقبة الكرملين على الإجراءات التي اتخذها في جورجيا.
تخوف غربي
في غضون ذلك اكدت مصادر امنية غربية ظهور أدلة جديدة تكشف عن قيام ايران بتجديد تطوير برنامج انتاج الأسلحة النووية.
وقالت صحيفة (دايلي تليغراف) الصادرة امس الاول ان الخبراء المسؤولين عن مراقبة برنامج ايران النووي اكتشفوا اختفاء كمية من اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه لإنتاج ما يكفي لتصنيع نحو 6 قنابل ذرية من مرافق الإنتاج الرئيسية في أصفهان.
واضافت الصحيفة ان اقمار التجسس الصناعية الأميركية حددت عددا من المواقع المشبوهة التي لم يعلن عنها الايرانيون لفريق المفتشين النوويين حيث يعتقد المسؤولون في الاستخبارات ان هذه المنشآت تستخدم لإجراء البحوث السرية.
لقاء متكي ولافروف
وفي سياق متصل أجرى وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي ونظيره الروسي سيرغي لافروف مباحثات في موسكو امس الاول.
ونقلت تقارير اخبارية عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي مشترك «نتحاور ونعيد النظر في علاقاتنا على أعلى مستوى بصفة منتظمة، أعني علاقاتنا التجارية والقضايا الخاصة باتمام مفاعل الطاقة النووية في بوشهر.. وقضايا أخرى».
وارسلت روسيا هذا العام أولى شحنات الوقود النووي للمفاعل الذي تقيمه لإيران في بوشهر.
وتنظر واشنطن بريبة الى تلك العملية حيث ان الولايات المتحدة تعتقد أن البرنامج النووي المدني الايراني غطاء لطموحات طهران الخاصة بانتاج أسلحة نووية.
واوضح لافروف ان الوضع في جورجيا كان موضع بحث مع متكي.
بدوره أشار متكي إلى التطور الديناميكى للعلاقات الإيرانية - الروسية مما يرسل الأساس الصلب للتعاون بين البلدين.
القاذفات الروسية
على صعيد آخر أعلنت روسيا عدم وجود أسلحة نووية على متن القاذفتين الإستراتيجيتين الروسيتين تو 160 المتواجدتين حاليا في ڤنزويلا.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية اندريه نيستيرينكو قوله إن تحليق القاذفتين الإستراتيجيتين الروسيتين تو 160 جرى وفقا للاتفاقات الدولية مشيرا إلى أن أميركا اللاتينية تعتبر منطقة خالية من الأسلحة النووية، لهذا لم تكن هناك أي وسائل نووية على متن هاتين الطائرتين.
وكانت قاذفتان إستراتيجيتان روسيتان من طراز تو 160 قد حطتا في العاشر من سبتمبر في مطار ليبيرتادور العسكري في ڤنزويلا للمشاركة في طلعات تدريبية عدة فوق المياه المحايدة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان انه وخلال الرحلة من روسيا إلى ڤنزويلا والتي شملت المياه المحايدة في القطب الشمالي والمحيط الأطلسي واكبت القاذفتين مقاتلات من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي سياق متصل طالبت السلطات الفرنسية بألا «يثار قلق وتوتر» في منطقة الكاريبي، في إشارة إلى وجود قاذفتين روسيتين في ڤنزويلا إلى جانب المناورات الروسية-الڤنزويلية المشتركة.
ونقلت وكالة الأنباء الاسبانية «إفي» عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، إريك تشيفاييه، قوله ردا على سؤال لأحد الصحافيين حول موقف فرنسا من وصول قاذفتين روسيتين إلى ڤنزويلا إلى جانب المناورات التي تم الإعلان عنها «حقا إذا لم يكن لنا الحق في التعليق على التعاون الثنائي بين بلدين (ڤنزويلا وروسيا)، فإننا نود جذب الانتباه إلى ضرورة عدم القيام بما يثير القلق والتوتر في المنطقة».