بيروت – عمر حبنجر
تميزت الجلسة الأولى للحوار الوطني في بعبدا، بالنسبة العالية من السلاسة والمرونة في طرح الأمور من جانب أقطاب 14 آذار والثامن منه.
فلم يطرح أحد فكرة ويتمترس عندها، ولم يقل أحد كذا ونقطة على السطر، خصوصا في النقطتين الخلافيتين الأساسيتين وهما الاستراتيجية الدفاعية التي تعتبرها 14 آذار محور الحوار ومادته الأساسية، وتوسعة طاولة الحوار لتضم شخصيات أخرى، التي تطالب بها قوى 8 آذار بلسان ممثل حزب الله محمد رعد «من باب الوفاء والاخلاص للحلفاء».
ويستنتج من مجمل المداولات ان كلا الطرفين حرص على ابقاء هامش حركة واسع للرئيس ميشال سليمان، من خلال تأجيل الحسم في الأمور المطروحة، الى الجلسة المقبلة في الخامس من نوفمبر، حيث حينها تكون الانتخابات الرئاسية جرت، وتبلورت صورة العهد الأميركي الجديد، ويكون الحكم الاسرائيلي لمرحلة ما بعد أولمرت قد استقر أيضا، الى جانب العديد من المعطيات الاقليمية والدولية، فضلا عن المصالحات الداخلية التي مازالت مطلب الجميع رغم التوترات الأمنية المتنقلة، والضاغطة عكسيا على مفاصل الاستقرار والعهد الجديد، والتي حذر الرئيس فؤاد السنيورة أمس من «التداعيات الخطيرة للصدمات الآتية».
أولويات متفاوتة
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان جلسة الحوار التي انعقدت الثلاثاء شهدت تفاوتا بالنسبة للأولويات، لدى أطراف 8 آذار، فقد سأل العماد ميشال عون: لماذا نتكلم عن الاستراتيجية الدفاعية، بينما الأهم في هذه الظروف البحث في موضوع فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي وما يقوم به أمنيا، بينما طرح الوزير الياس سكاف موضوع مجلس الانماء والإعمار ودوره وأداؤه، اضافة الى الهيئة العليا للاغاثة وكلاهما مرتبط برئاسة مجلس الوزراء.
رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع تدخل في هذا الوقت مذكرا باتفاق الدوحة، لجهة التركيز على مسألة الاستراتيجية الدفاعية كأولوية.
من جهته النائب بطرس حرب طلب توزيع محاضر الحوار الذي حصل في العام 2006.
الرئيس نبيه بري دعا الى التركيز على الاستراتيجية الدفاعية وتفاصيلها، ثم قدم عرضا تفصيليا لنتائج الحوار السابق في مجلس النواب عام 2006 وشدد على المصالحات مهما كانت العقبات.
السنيورة يحذّر من الصدمات الآتية
ثم كانت مداخلة لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي تحدث عن الوضع الأمني مبديا قلقه من التدخلات الخارجية.
السنيورة وفي إفطار دار الأيتام الإسلامية قال شددنا على تنفيذ الاتفاقات والحفاظ على السلم الأهلي واتفاق الطائف والمصالحات، وقال ان الانقسام السياسي هو الذي عطل الدولة.
والمطلوب التخلي عن مبدأ الاستقواء، ونتجنب التداعيات الكبيرة والخطيرة للصدمات الآتية من الخارج.
رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري تخوف من عودة الحرب الأهلية، لافتا الى الوضع الأمني والتوترات المتنقلة وأولوية معالجتها.
هنا تدخل الرئيس ميشال سليمان مؤيدا موقف الحريري، متمنيا على الجميع تجنب التراشق الحاد، وازالة الصور والشعارات من الشوارع، وكل ما يسبب الخلافات، وقد شدد على استكمال المصالحات، التي بدأت في طرابلس وخلدة.
رعد لتوسيع المشاركة الحوارية
النائب محمد رعد، اعلن باسم حزب الله الا مشكلة في تناول موضوع الاستراتيجية الدفاعية على ان يجري تناولها من مختلف الجوانب، وقد اقترح توسيع المشاركة في الحوار من باب النصيحة وليس من قبيل الشرط، فرأى الرئيس سليمان مناقشة هذه «النصيحة» من الآن حتى موعد الجلسة المقبلة.
لكن جعجع سجل تحفظه على توسيع المشاركة، التي يرفضها فريق 14 آذار اجمالا، وقد اعترض كل من السنيورة والحريري، فيما لم يؤيد عون التوسيع او يرفضه، ما استدعى تدخلا من سليمان الذي لفت الى ان توسيع المشاركة لا إجماع عليه، وبالتالي لا يمكن السير فيه ويجب بلورة الامور في لقاءات ثنائية.
وتقول المصادر ان العماد عون عاد الى طرح قضية تشكيل الحكومة وتوقيعي الوزير ورئيس الجمهورية، لكن هذا الامر لقي معارضة وتوضيحا من الرئيس سليمان الذي ذكّر بدوره بأن الأولوية بالنسبة للحوار هي الاستراتيجية الدفاعية، سندا لاتفاق الدوحة.
رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط كان منسجما مع الجو العام، ولم يطرح افكارا محددة بانتظار الجلسة التالية.
جعجع: عون انشغل عن الاستراتيجية بـ «المعلومات»
مصادر في القوات اللبنانية نقلت عن جعجع انه بعد كلمات سليمان والامين العام للجامعة عمرو موسى والنائب غسان تويني، اعطي الكلام للعماد عون وبدا انه لا يرى الجو ملائما للبحث في الاستراتيجية الدفاعية وان الاهم هو البحث بطريقة عمل شعبة المعلومات في الامن الداخلي وطريقة عمل الحكومة، وسانده في موقفه رئيس الكتلة الشعبية في زحلة النائب الياس السكاف، سائلا عن العلاقة بين مجلس الانماء والاعمار ووزارة الاشغال.
الصفحة في ملف ( pdf )