قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لاڤروڤ ان بلاده لن تعادي اوروبا والولايات المتحدة الأميركية على خلفية النزاع في القوقاز.
واكد لاڤروڤ في كلمة ألقاها امام لجنة العلاقات الدولية في المجلس الفيدرالي بثتها محطة فستي الاخبارية التلفزيونية الروسية ان روسيا لن تتعامل مع الغرب وفقا لمبدأ العين بالعين.
واضاف ان روسيا لن تلجأ لدق اسفين في علاقات الدول الغربية ولن تتخذ من معاداة اميركا سياسة لها.
واقترح لاڤروڤ توسيع اطر التعاون واجراء حوار صادق يشمل الاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة الاميركية.
ودعا الدول الغربية الى تحديد موقفها بدقة من النظام الجورجي قائلا: ان سلوك هذا النظام العدواني لا يرتسم في اطار التقاليد الديموقراطية.
وحذر لاڤروڤ جورجيا من مخاطر اللجوء للتصعيد في منطقة النزاع الجورجي مع ابخازيا واوسيتيا الجنوبية قائلا: ان بلاده تملك معلومات حول استعداد بعض الدوائر الغربية لتدريب جماعات تخريبية وارهابية جورجية للعمل ضد اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.
وطمأن لاڤروڤ اذربيجان ومالدوفا بان الاعتراف باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لن يشكل سابقة للتعامل مع ناغورني كاراباخ واقليم بريدنسروفية.
واكد ان روسيا ستواصل مساعيها الدؤوبة لتحقيق التسوية في هذه المناطق على اساس القانون الدولي.
في غضون ذلك حثت المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل امس الاول دول الاتحاد الاوروبي على اتخاذ موقف موحد من روسيا، مشيرة في الوقت ذاته الى ان الاتحاد اظهر خلال أزمة جورجيا قدرة كبيرة على اتخاذ القرارات.
واكدت ميركيل في كلمة ألقتها في المجلس النيابي الاتحادي (بوندستاغ) ان الاتحاد الاوروبي سيظهر نفس القدرة لدى انطلاق مشاوراته مع روسيا في الثاني من شهر اكتوبر المقبل.
واعربت عن تأييدها الكامل لما يعرف بمعاهدة لشبونة حول اصلاح الاتحاد الاوروبي والتي فشلت بسبب رفض المواطنين لها مؤكدة ان «المعاهدة ستبقى الطريق الصحيح والقاعدة السليمة للسياسة الاوروبية».
وحول الأزمة المالية في الولايات المتحدة اكدت ميركيل في حديث مماثل ان المانيا لم تنج من التأثيرات السلبية بل ان اقتصادها يتأثر جراء الاضطرابات في اسواق المال الأميركية.
وقالت ان حكومتها تراقب الأزمة المالية الأميركية وتطوراتها بمزيد من العناية وانها تجري اتصالات منتظمة ومتواصلة مع البنوك الأميركية وكذلك مع دول اخرى.
بدوره تعهد الرئيس الروسي ديمتري مدڤيديڤ امس الاول بتوفير الحماية العسكرية لإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية التابعين لجورجيا لدى توقيعه اتفاقية شراكة مع حكومتي الإقليمين الانفصاليين.
وقال مدڤيديڤ بلغة تستخدم في النصوص الخاصة بالاتفاقيات الرسمية «سيعطى كل منا الآخر جميع أشكال الدعم الضروري بما في ذلك الدعم العسكري.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الاتفاق ذكره أنه «بهدف ضمان سلامة الموقعين على الاتفاق سيمنح كل طرف للآخر الحق في بناء واستخدام وتحديث البنية التحتية العسكرية والقواعد العسكرية على أراضيه».
وقال الرئيس الروسي «لن نسمح بمغامرة عسكرية جديدة. ولا يجب أن تساور أي شخص أي أوهام حيال ذلك».
وينص الاتفاق الذي وقعه أيضا كل من رئيس أوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكيتي والزعيم الأبخازي سيرجي باجبش على إضفاء الطابع الرسمي على التعاون العسكري والديبلوماسي والاقتصادي مع روسيا.
وفي سياق متصل أكدت موسكو امس الاول أن سفنها الحربية ستظل قبالة أبخازيا لحراسة مياهها الإقليمية حتى مغادرة السفن الأميركية البحر الأسود.
أعلن ذلك دميتري روجوزين السفير الروسي لدى منظمة حلف شمال الأطلنطي(ناتو) في تصريحات ادلى بها في مؤتمر صحافي عقد في بروكسل اعرب خلالها بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن اعتقاده بأن سفن روسيا ستظل قريبة من سواحل أبخازيا مادامت هناك ضرورة لضمان أمن المنطقة.
وحول الصراع الغربي -الأميركي - الايراني اعتبر المبعوث الروسي ان جورجيا يمكن ان تكون جسرا نموذجيا لغزو أميركي لايران مشيرا الى ان الاستخبارات الروسية حصلت على معلومات تشير الى أن البنية التحتية العسكرية الجورجية يمكن ان تستخدم كدعم لوجيستي لقوات أميركية إذا شنت هجوما على إيران.
وقال ان هذا البعد يعد سببا آخر وراء التقدير الأميركي بالغ الأهمية لنظام حكم الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشافيلي لافتا الى أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل عمليات عسكرية نشطة على الأراضي الجورجية في اطار الاستعدادات لغزو ايران مؤكدا ان الرئيس الجورجي على استعداد ان يجعل من دولته مأوى لمغامرة عسكرية خطيرة.
الى ذلك أعلنت روسيا امس الاول أن الأشهر القليلة المقبلة قد تشهد تطورات وصفتها بالحاسمة على صعيد عملية المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت ذلك في بيان أصدرته على ضوء نتائج الجولة التي قام بها مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط الكسندر سلطانوف إلى بلدان المنطقة في الأيام الأخيرة.
وأشار البيان إلى أن سلطانوف بحث مع المصريين بصورة معمقة آفاق تسوية النزاع العربي - الإسرائيلي بما في ذلك مختلف احتمالات تطور الوضع في ضوء انتخابات الرئاسة المقبلة في الولايات المتحدة والتغيرات السياسية في إسرائيل.
ولفت البيان إلى أن الطرفين أقرا بأن الشهور المقبلة قد تأتي بنقلة حاسمة في العملية التفاوضية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.