بيروت – عمر حبنجر
تتواصل الاجتماعات والاتصالات المباشرة أو عبر المندوبين بين رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، لبلورة تصور سياسي موحد حول استحقاقات المرحلة المقبلة سواء على صعيد المصالحات أو التحالفات الانتخابية، وتشمل هذه الاتصالات ترتيب لقاء بين الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهو ما يعمل عليه عضو اللقاء الديموقراطي أكرم شهيب ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي في اللجنة الأمنية – السياسية المشكلة مع حزب الله.
التوقعات بعد رمضان المبارك
وتوقعت مصادر معنية ان تكون البداية زيارة يقوم بها وفد من حزب الله الى الحريري في مقره بقريطم بعد انتهاء رمضان المبارك، على مستوى نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أو رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين.
ويبدو جليا ان هذا اللقاء ومثله لقاء نصرالله – جنبلاط مرتبطان بالمصالحة المطروحة في بيروت.
وتقول مصادر المعارضة ان التحالف بين الحريري وجنبلاط أقوى مما يتصوره بعض المعارضين.
لكن بعض قيادات 14 آذار لا تبدو مطمئنة للزمن الآتي، وهي ترى في عودة الاستقبالات السورية للفعاليات السياسية اللبنانية وخصوصا منها المعارضة، مؤشرا غير مشجع على علاقة دمشق، بالعهد الجديد في لبنان، وبالتالي دليل تمهيد لمرحلة آتية، محشوة بالمفاجآت.
ويقول مصدر في الأمانة العامة لقوى 14 آذار، ان الرئيس بشار الأسد أجرى سلسلة لقاءات مع سياسيين لبنانيين شملت سليمان فرنجية وطلال أرسلان وميشال سماحة والنائب السابق علي عيد، وجرى الإعلان رسميا عن استقباله الرئيس عمر كرامي في العاشر من سبتمبر والوزير الياس سكاف في 14 منه، وفي معلومات المصدر ان هذه الاستقبالات تدخل في سياق إعادة تجميع أصدقاء سورية داخل قوى 8 آذار، مما قد يعني سحب الوكالة التي أعطيت لحزب الله بتمثيل أصدقاء سورية وإيران في آن معا، أم انها اشارة لحزب الله بأن عليه التنبه من ان لسورية مصالح قد تكون منفصلة عن إيران؟
بري قلق من التوترات المتنقلة
كشف رئيس المجلس النيابي نبيه بري من بعبدا امس أن الجلسة الثانية للحوار أرجئت لمدة طويلة كي تعطى القيادات الوقت الكافي لإجراء المصالحات في كل البلاد، معتبرا أن «كل القيادات تتحلى بالحكمة اللازمة كي تقوم بها المصالحات التي سأسعى اليها».
وفي موضوع الاصلاحات الانتخابية، قال بري: «لا شك انني سأدعو لجلسة لاقرار الاصلاحات الانتخابية اذا لم تتقدم لجنة الادارة والعدل بمشروع القانون قبل 25 سبتمبر، لكن رئيس اللجنة روبير غانم وعدني بتسليمها قبل 25 الجاري».
وأكد بري أنه «تم الاتفاق على نزع جميع الصور التي تسبب اكثر النزاعات والاشكالات، ووافق على ذلك كل الافرقاء على اساس ان نبدأ في بيروت لننتقل الى كل انحاء لبنان، لكن الاخوة في تيار المستقبل طلبوا وقتا اضافيا».
في غضون ذلك اعرب الرئيس نبيه بري عن قلقه حيال ما يجري من توترات متنقلة واضعا معظمها في خانة الاستثمار الانتخابي، ومسغربا انه على الرغم من اجواء المصالحات والحوار برزت التوترات بشكل مريب ومقلق بينما كان اللبنانيون ينتظرون فصولا جديدة من المصالحات.
وذكّر بري زواره بما اعلنه في خطاب ذكرى غياب الامام الصدر في 31 اغسطس لجهة انعطافه من بيع الامل الى بيع الحذر، مؤكدا ان هذه التوترات تهدد البلد في امنه واستقراره.
وفي سياق آخر قررت لجنة الادارة والعدل النيابية عقد ثلاث جلسات متتالية اعتبارا من الاثنين لانجاز المواد التجميلية للقانون الانتخابي استنادا الى مشروع الهيئة الوطنية برئاسة فؤاد بطرس.
وتوقعت «السفير» ان يسلم رئيس اللجنة روبير غانم المشروع الى الرئيس نبيه بري صباح 25 الجاري على ان يبادر رئيس المجلس الى دعوة الهيئة العامة للانعقاد خلال الفترة من 27 الى 30 الجاري، لانه يفترض توزيع المشروع على النواب قبل 48 ساعة من موعد الجلسة.
وترأس النائب نوار الساحلي (حزب الله) جلسة اللجنة امس الجمعة، نظرا لغياب رئيسها غانم وجرى البحث في تحديد المدة الزمنية للعملية الانتخابية وهي تتجه الى الاخذ بالاقتراح الرامي الى اجراء الانتخابات على مرحلتين بعد استحالة اجرائها في يوم واحد اضافة الى استحالة اقتراع المغتربين في الخارج نظرا لعدم وجود الاماكن.
مصادر الرئيس بري قالت انه اذا لم يتلق المشروع يوم 25 الجاري فسيدعو المجلس الى اقرار القانون المعجل المكرر المتعلق بالتقسيمات الادارية، وفقا لنص اتفاق الدوحة.
عضو اللقاء النيابي الديموقراطي فؤاد السعد اكد ان قانون الانتخابات لن يقر في 25 سبتمبر، لانه في هذا التاريخ سيسلم مشروع بطرس الى الامانة العامة لمجلس النواب.
الوزير ماروني لنزع السلاح
وبالعودة الى الوضع الامني الذي كان عنوان اجتماع مجلس الوزراء في السراي الخميس الماضي، قال الوزير الكتائبي ايلي ماروني ان الوزراء اتفقوا على حسم الوضع الامني بسرعة، منعا لاستمرار المناوشات المتنقلة من منطقة الى اخرى، مع اعطاء الجيش القرار السياسي للحسم.
وتساءل ردا على سؤال: ان المطالبة برفع الصور والشعارات من الشوارع باعتبارها مصدر العلة، فما الذي يحصل عند الانتخابات التي تعتمد على الشعارات والصور؟ ماروني رأى انه لا حل الا بنزع السلاح من ايدي الناس.
تعزيزات للجيش والأمن شمالا
في هذا الوقت عزز الجيش وجوده في مناطق الكورة والبترون وزغرتا وبشري بكتيبتين اضافيتين وبسريتين من قوى الامن الداخلي.
وكان تيار المردة شيع في اهدن يوسف فرنجية الذي قتل في الاشتباك مع القواتيين في بصرما وسط حشود من المناصرين.
مصادر قضائية قالت ان جثتي القتيلين اللدودين يوسف فرنجية وبيار اسحق كانتا فوق بعضهما البعض، ولاحظت المصادر وجود رصاصات فارغة تعود لرشاش كلاشنكوف، واخرى من نوع ام 16 تخص حارس النائب القواتي فريد حبيب الذي اصيب في الحادث.
الصفحة في ملف ( pdf )