غداة خسارته الانتخابات الداخلية في حزب كاديما الحاكم في إسرائيل بفارق ضئيل جدا عن الفائزة برئاسة الحزب تسيبي ليڤني، أعلن وزير المواصلات شاؤول موفاز مساء اول من امس عن اعتزاله الحياة السياسية.
وقال موفاز، في مؤتمر صحافي عقده في مقر حزب كاديما في مدينة بيتح تيكفا في وسط إسرائيل بعد اجتماعه مع مؤيديه: سأعتزل الحياة السياسية لفترة وأريد أن أدرس مستقبلي وسأبقى عضوا في كاديما وسأعمل قدر استطاعتي.
جاء إعلان موفاز باعتزاله الحياة السياسية مفاجئا للمقربين منه، لكنه أضاف: سأفحص اتجاهات أخرى، وأوضح أنه لا يريد أن يشغل منصبا وزاريا في حكومة برئاسة ليڤني في حال نجحت الأخيرة بتشكيل حكومة.
وحول خسارته الانتخابات الداخلية على رئاسة كاديما بفارق 1%، قال موفاز: إني أتقبل نتائج الانتخابات ولا أكن أي ضغينة ضد الوزراء وأعضاء الكنيست الذين دعموا مرشحين آخرين.
واضاف موفاز: بودي القول إنني ديموقراطي بروحي وأحترم كل نتيجة وأتمنى لليڤني النجاح ورغم أن الفارق (في نتيجة الانتخابات) كان ضئيلا ونصحوني بالاستئناف ضد النتيجة بسبب وجود أعمال غش لكني قررت أن مصلحة الدولة قبل كل شيء، خصوصا في هذه الفترة التي تتواجد فيها سفينة الحكم في مياه عاصفة.
وردا على خطوة موفاز، أعربت ليڤني أمس عن شعورها «بالأسف» بشأن قرار شاؤول موفاز منافسها الرئيسي على زعامة حزب كاديما الانسحاب مؤقتا من الحياة السياسية.
وخلال الاجتماع الأول الذي تترأسه ليڤني لحزب كاديما الحاكم في إسرائيل بعد يوم واحد من فوزها بزعامة الحزب قالت ليڤني إنها أوضحت لموفاز في حديث خاص بينهما إنها كانت تخطط للعمل معه.
ولم يحضر موفاز الاجتماع الأول للحزب برئاسة ليڤني اليوم في مقر الحزب بمدينة بتاح تيكفا شمال شرق تل أبيب.
واستقبلت ليڤني بالزهور في مقر الحزب وأعربت عن أملها في أن تبدي الأحزاب الإسرائيلية الأخرى «إحساسا بالمسؤولية» في المفاوضات الائتلافية المقبلة.
وذكرت الاذاعة الإسرائيلية إن ليڤني تعهدت بأنه إذا لم تفعل الأحزاب ذلك فإنها لن تتردد في إجراء انتخابات مبكرة والفوز فيها.
يأتي ذلك في ظل اجواء من التخوف من انسحاب مجموعات في حزب كاديما الحاكم في إسرائيل عقب إعلان موفاز اعتزاله الحياة السياسية بعد خسارته الانتخابات على رئاسة الحزب.
وذكرت صحيفة هآرتس أمس أن الرئيسة الجديدة لحزب كاديما ستحاول منع حدوث موجة انسحاب قادة حزبيين في أعقاب إعلان موفاز اعتزال الحياة السياسية مؤقتا.
وقالت الصحيفة إن خطوة موفاز أدت إلى حدوث شرخ في كاديما، وأن ليڤني تتخوف من انتقال أعضاء كنيست من هذا الحزب إلى صفوف حزب الليكود، وأن هناك تخوفا كبيرا من اعتزال النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون.
وأشار محلل الشؤون الحزبية في هآرتس يوسي فيرتر إلى أن ليڤني ستواجه مشكلة كبيرة في حال اعتزال رامون.
وأضاف فيرتر أن موفاز لا يقدر ليڤني، وهو ليس قادرا على تخيل نفسه يخدم تحت قيادتها ويعطيها التقارير وينتظر خارج مكتبها للقائها.
وأشار محللون آخرون إلى شائعات تتردد منذ الأمس مفادها أن موفاز في طريقه إلى حزب الليكود لتولي منصب وزير الدفاع في حكومة يشكلها زعيم الليكود بنيامين نتانياهو، لكن محلل الشؤون الحزبية في هآرتس استبعد ذلك، مشيرا إلى أن نتانياهو وعد حتى الآن خمسة أشخاص بهذا المنصب.
الى ذلك، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو رئيسة حزب كاديما الجديدة ووزيرة الخارجية تسيبي ليڤني إلى تحديد موعد لإجراء الانتخابات العامة.
وقال نتنياهو في كلمة قصيرة ألقاها أمام وسائل الإعلام في مقر حزب الليكود في تل أبيب اول من امس إنه جرى الحديث خلال الشهور الأخيرة عن نماذج حكم والأمر المنطقي والديموقراطي أكثر من أي شيء آخر هو الذهاب لانتخابات جديدة.
وأضاف: ينبغي التوجه للشعب وعدم إبقاء السؤال بأيدي المنتسبين لكاديما، في إشارة إلى الانتخابات التي جرت في حزب كاديما لاختيار رئيس الحزب ويشكل حكومة بديلة لحكومة ايهود أولمرت.