القاهرة ـ علاء عبدالحميد
استمرت مصر في جهودها للافراج عن السياح الأجانب المخطوفين ومرافقيهم المصريين من أيدي خاطفيهم الذين هددوا بقتل الرهائن مطالبين بفدية تتراوح بين 6 و15 مليون دولار.
وتكثفت الجهود المصرية أمس مع السودان حيث قال مصدر أمني مصري ان فريقا من جهاز المخابرات المصري توجه الى السودان لمتابعة الجهود الجارية لإطلاق سراح السياح الأوروبيين ومرافقيهم المصريين المختطفين منذ يوم الجمعة الماضي.
وأوضح المصدر ان «مصر أرسلت يوم الاثنين فريقا من جهاز المخابرات الى السودان، حيث يتابع مع السلطات السودانية الجهود المبذولة لاطلاق سراح المختطفين».
من جانبه اكد وزير السياحة المصري زهير جرانة انه تلقى امس معلومات موثوقة بأن السياح الأوروبيين ومرافقيهم المصريين المختطفين في صحة جيدة ونفى تقارير صحافية تحدثت عن تهديدات بقتلهم.
وقال جرانة «هذا الصباح تلقينا معلومات مؤكدة جدا وموثوقة للغاية ان جميعهم بخير وفي حالة صحية جيدة للغاية ولديهم ما يكفي من الأغذية والمياه ولم يتم معاملتهم معاملة سيئة».
وأضاف «للأسف هناك إشاعات كثيرة تحدثت احداها عن تهديدات بقتلهم اذا تدخلت قوات الأمن لإنقاذهم ولم نتلق بالمرة اي تهديدات من هذا النوع».
وجاء ذلك بعد معلومات نقلت عن مسؤول مصري قال ان الخاطفين هددوا بقتل الرهائن اذا جرت محاولات للعثور عليهم بطائرة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان منظم الرحلة السياحية في منطقة حدودية صحراوية اتصل بزوجته الألمانية وأبلغها بالتهديد الذي نقلته بدورها للسلطات المصرية.
وأوضح وزير السياحة المصري في وقت سابق ان الخاطفين اقتادوا المجموعة الى الأراضي السودانية.
في المقابل قال مسؤول بالخارجية السودانية أمس ان السلطات حددت مكان الرهائن الـ 19 لكنها لا تخطط للقيام بأي عملية انقاذ خوفا على الرهائن.
وقال مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية انه تم تـــحديد موقع الخاطفين في منـــــطقة جبل عوينات عند حدود السودان وليبيا ومصر.
وفي وقت سابق قال مسؤول في الحكومة السودانية ان السلطات السودانية لا تعلم مكان السائحين ولا خاطفيهم او هوياتهم «لكنها سارعت الى الاستجابة لطلب القاهرة بالسماح لمروحيات مصرية بدخول الأجواء السودانية للبحث عنهم».
واضاف ان السلطات السودانية استنفرت كل اجهزتها في الولاية الشمالية المتاخمة للحدود المصرية للمساعدة في العثور على السائحين المختطفين والقبض على خاطفيهم.
وكان وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط قد قال أمس الأول في مقر الأمم المتحدة ان جميع الرهائن قد افرج عنهم وانهم بخير.
لكن متحدثا باسم الحكومة المصرية قال في وقت لاحق ان المفاوضات مستمرة لإطلاق سراح الرهائن وانه من السابق لأوانه القول انه تم الافراج عنهم.
وقال المتحدث مجدي راضي لرويترز «من السابق لأوانه القول انه تم الافراج عنهم، المفاوضات مستمرة».
وقال مسؤول مصري للتلفزيون المصري ان الخاطفين على الأرجح سودانيون. والمنطقة الصحراوية التي تلتقي فيها حدود مصر والسودان وليبيا لا توجد فيها قوات شرطة كافية وهي قريبة من مناطق صراع محتدمة في دارفور بغرب السودان وفي شرق تشاد.
وصرح المسؤول بأن السلطات المصرية تعقبت محادثات هاتفية جرت من السودان مع الزوجة الألمانية لصاحب الشركة السياحية المنظمة للرحلة.
وذكرت مصادر أمنية ان الخاطفين طلبوا فدية 6 ملايين يورو (8.8 ملايين دولار) مقابل اطلاق سراح الرهائن.
وأضافت انه لا يوجد ما يشير الى صلة لمتشددين اسلاميين بعملية الخطف.
وتجذب منطقة الجلف الكبير السائحين المغامرين الذين تستهويهم مناظر الصحراء الجرداء بما فيها الأخاديد الضخمة وكهف السباحين الذي توجد فيه جداريات من فترة ما قبل التاريخ خلدها فيلم المريض الانجليزي الذي انتج عام 1996.
وهذه هي المرة الأولى التي يخطف فيها سائحون في مصر وتشكل هذه القضية تحديا للحكومة المصرية التي لديها حس أمني عال في دولة تشكل فيها السياحة الأجنبية 6% من الاقتصاد الوطني.
ووجه متشددون اسلاميون ضربات لصناعة السياحة في البلاد خلال العقود الماضية بهجمات بالقنابل والرصاص اسفرت عن مقتل المئات.