بيروت – عمر حبنجر
أخيرا وبعد جهد جهيد، تمت المرحلة الأولى من المصالحة المطلوبة بين تيار المستقبل وحزب الله، وتمثلت بلقاء رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري مع وفد نيابي برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعضوية نواب الحزب أمين شري وحسن فضل الله وحسين الحاج حسن في قريطم عصر أمس.
وقد حمل الوفد بموجب الاخراج الذي اتفق عليه في ساعة متأخرة من ليل الاثنين، الدعوة للنائب الحريري للقاء الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في مكان وزمان يتفق عليهما، في وقت حصل الحريري على تفويض من قيادة 14 آذار بهذا الخصوص، على أمل أن يصدر عن السيد نصرالله موقف ايجابي مختلف في خطابه السنوي بمناسبة يوم القدس، تسريعا للقاء الثنائي المنتظر مع سعد الحريري قبل 17 أكتوبر، موعد الاحتفال العربي والإسلامي الكبير بافتتاح مسجد محمد الأمين في وسط العاصمة بيروت، بحضور لبناني اسلامي شامل.
وبعد الاجتماع أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ان اللقاء «لم يكن لقاء مصالحة بل مصارحة لأننا متصالحون»، وأضاف «هي أكثر من مصالحة وسيكون هناك أكثر من اعلان نوايا».
رعد، وفي كلمة بعد لقائه مع الحريري مترئسا وفد «حزب الله»، أكد ان اللقاء بين الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله والنائب الحريري سيعقد قريبا، معربا عن أمله بأن يعود الجميع وقد ساورتهم الطمأنينة وتلاشى القلق الموجود لدى اللبنانيين.
الحريري والنقذة من المصالحات
النائب سعد الحريري وفي حفل افطار في قريطم لعائلات وفعاليات منطقة الأشرفية في بيروت، لاحظ ان هناك من يعمل على تأجيج الخلاف في الساحة المسيحية وان هناك اصرارا على نبش قبور الماضي والتفتيش عن أي سبب للخلاف.
وقال: لقد نجحوا في اشعال نار الفتنة الإسلامية التي أضرموها في بيروت، وحاولوا نقلها الى طرابلس والشمال والبقاع لكن ارادة التمسك بالسلم الأهلي كانت أقوى، وهانحن على مشارف اعادة الأمور الى نصابها واقفال الأبواب بوجه الفتنة، وهاهم يريدون الانتقال الى ساحة جديدة، والى طور جديد من أطوار التخريب فيعملون على تأجيج الخلاف في الساحة المسيحية ويستدرجون العروض لاشتباك مسيحي – مسيحي، ويشنون الحملة، تلو الحملة على اي دعوة تعالج الماضي وتفتح صفحة جديدة نحو المستقبل.
هناك، مع الأسف، نقذة غير مبررة من جهات سياسية عديدة من المصالحات، وهناك اصرار على نبش قبور الماضي والتفتيش عن اي سبب للخلاف.
واضاف الحريري يقول: نحن في الرابع عشر من آذار أعلنا تحرير لبنان وطالبنا بقيام دولة حرة قادرة، هي المسؤولة عن الشأن الوطني وعن الأمن القومي، وما يجري منذ سنوات هو محاولة لضرب هذا المفهوم، والعودة الى زمن الوصاية، بالواسطة أو بغير الواسطة.
وقال: نحن في 14 آذار لن نسلم قرار لبنان إلى الخارج مهما مارسوا من ضغوط في الداخل، قرار لبنان سيبقى لبنانيا، زمن تقطيع لبنان الى جوائز ترضية لجهات اقليمية وخارجية قد ولّى.
14 آذار تدعم اللقاء
ومساء أمس الأول عقدت قيادات 14 آذار اجتماعا في قريطم تم خلاله بحث التطورات السياسية الراهنة، كما جرى استعراض حركة المصالحات التي اجريت في طرابلس والبقاع والجبل، والتحضيرات الجارية للقاء الذي تم عصر الأربعاء بين تيار المستقبل وحزب الله.
وأكدت قيادات 14 آذار في بيان لها أن حماية السلم الأهلي واستكمال دينامية المصالحات التي بدأت في طرابلس والجبل، رغم الاختلاف السياسي، هو خيار جامع لكل قوى 14 آذار التي تنطلق من رسوخ ثوابتها الوطنية وتحالفاتها السياسية والانتخابية التي لا مساومة عليها لمواجهة المخاطر والافخاخ الأمنية للعودة الى المسار السلمي الديموقراطي بعيدا عن العنف تطبيقا لاتفاق الدوحة.
كما أكدت هذه القيادات على ضرورة قيام قوى الشرعية العسكرية والأمنية بواجباتها كاملة لاحلال الأمن وحماية المواطنين، ووقف أي اعتداء على حرياتهم وكراماتهم وممتلكاتهم في بيروت والمناطق اللبنانية كافة.
رئيس مجلس النواب نبيه بري قال امس ان المصالحة بين تيار المستقبل وحزب الله تسير بالشكل المطلوب.
لكن عضو تيار المستقبل النائب محمد الحجار قال: هذه المصالحات لا يمكن ان تقود الى تفاهمات سياسية، معتبرا ان زيارة وفد حزب الله الى قريطم تأتي تتمة للخطوات التي بدأها سعد الحريري في طرابلس والبقاع.
وكذلك لخطوات جنبلاط في الجبل، ولاعتذار سمير جعجع في جونية.
وعلق الحجار أهمية على اللقاء الجاري التحضير له بين النائب الحريري والأمين العام لحزب الله السيد نصرالله، من أجل تنفيس الاحتقان الشعبي والتشنج السياسي والأمني، آملا التوصل الى تفاهمات في الخامس من نوفمبر المقبل حيث موعد الجلسة الثانية لأقطاب الحوار.
وقال ان وفد حزب الله مهمته تقديم دعوة رسمية للنائب الحريري للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
14 آذار فوضت الحريري
وكشف الحجار ان قيادات 14 آذار التي اجتمعت في قريطم ليل الثلاثاء فوضت سعد الحريري بالعمل على انهاء الطابع المسلح للصراع المفروض علينا، والعودة الى المناخ السلمي الديموقراطي للصراع.
وقال منسق 14 آذار د.فارس سعيد ان بيان قوى 14 آذار الذي يؤكد على مفهوم الدولة اللبنانية وعلى بسط سيادتها وعلى حصرية السلاح بيدها اكد ايضا انه يدعم اي لقاء بين حزب الله وتيار المستقبل، خاصة ان الشيخ سعد الحريري يعد هذا اللقاء لتنظيم الخلاف السياسي الموجود بين فريقي 14 و8 آذار ولن يتجاوز مستوى هذا التنظيم ومستوى فك الاشتباك العسكري والامني في بيروت، وبالتالي لن يذهب بأي اتجاه سياسي او انتخابي.
وقال: حتى اليوم وبعد ثلاثة اشهر من احداث 7 مايو مازالت بيروت ومناطق في الجبل والبقاع تشهد توترات بين الفريقين وبالتالي اي شيء يؤدي الى فك هذا الاشتباك فهو مطلوب.
الصفحة في ملف ( pdf )