بيروت – عمر حبنجر
ثلاث محطات لبنانية مهمة شهدها امس الخميس، الرئيس ميشال سليمان في لقائه الأول والأخير مع الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الابيض، ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ليعلن من عين التينة الموافقة على الصيغة المطروحة لرفع الصور والشعارات من شوارع بيروت، تخفيفا للاحتقانات السياسية والمذهبية في حين انعقد مجلس الوزراء للمرة الثانية برئاسة فؤاد السنيورة وعرض للاوضاع وعالج ملفات ادارية.
الرئيس سليمان الذي ينهي اليوم زيارة حافلة لأميركا كان التقى ايضا الرئيس الايراني احمدي نجاد، وتسلم منه دعوة لزيارة طهران، وابلغه بالمقابل دعوة منه لزيارة بيروت، ويفترض ان يعود سليمان الى بيروت في ساعة متقدمة من اليوم.
وفي بيروت كانت الاجواء السياسية حافلة ايضا بالمصارحات والمصالحات، فبعد لقاء «كسر الجليد في القلوب» بين تيار المستقبل وحزب الله في قريطم، تمهيدا للقاء الحريري- نصر الله في اقرب وقت، اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة ان الامور ستكون بعد هذا اللقاء مختلفة وقال ما بيننا وبين «المستقبل» عيش متداخل، واوضح: نحن مختلفون في الرؤية والسياسة، لكننا محكومون بالتفاهم.
الحريري في عين التينة، ليس ردا لزيارة حزب الله، والاصح انها خطوة على طريق رد الزيارة للامين العام لحزب الله، لكنه بما ان الرئيس بري كان سجل اكثر من مرة تحفظ تيار المستقبل على موضوع رفع الصور والشعارات من شوارع بيروت، فقد رأي سعد ومن باب التجاوب ان يعلن موافقة «المستقبل» على الصيغة المطروحة لنزع الصور والشعارات من شوارع بيروت الادارية كمرحلة أولى وخلال ثلاثة أيام، على ان تشمل بيروت الكبرى وضمنها الضاحية وطريق المطار ومداخل بيروت الاخرى لاحقا.
وعلى أي حال ثمة من ينتظرون ما سيدلي به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم بمناسبة يوم القدس العالمي الذي حدده الامام الخميني بيوم الجمعة الاخير من كل رمضان.
ردود فعل على المصالحة
وصدرت موجة ردود فعل مؤيدة لبدايات المصالحة بين حزب الله والمستقبل فالوزير نسيب لحود اعتبر ان المصالحة التي حصلت بالامس امر جيد.
الوزير محمد فنيش (حزب الله) رأى ان محاسبة الحكومة امر طبيعي، وان المصالحات التي حصلت امر طبيعي ايضا، ومن غير الطبيعي عدم حصولها.
بدوره الوزير تمام سلام اشار الى ان المصالحة التي حصلت في قريطم امر جيد واستكمال لما بدأه النائب سعد الحريري بالقرار الذي اتخذه بالانفتاح، وقال ان المصالحة في بيروت لها وضع خاص.
مجلس الوزراء: السنيورة ينوه بالمصالحات
وبالعودة الى مجلس الوزراء، تبين ان ثلاثة ملفات من أصل 38 معروضة على المجلس استهلكت اجتماع الأمس، وتتناول قانون الانتخابات والوضع الأمني ومشاريع مجلس الإنماء والإعمار وطريقة التصرف بالهبة الإيطالية.
واستهلت الجلسة بكلمة للرئيس فؤاد السنيورة، هنأ فيها اللبنانيين بعيد الفطر، ونوه بأهمية اللقاء الذي حصل في قريطم بين حزب الله وتيار المستقبل، وشدد السنيورة على أهمية المصالحات والمبادرات الوفاقية في كل المناطق اللبنانية ومن أي جهة.
السنيورة أشاد بكلمة الرئيس سليمان في الأمم المتحدة، وعرض نتائج زيارته شخصيا الى المملكة العربية السعودية واجتماعه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وتناول السنيورة مع الوزراء معلوماته عن الحشود العسكرية السورية قبالة الحدود الشمالية في عكار.
الرابطة المارونية بين الجميل وعون
وعلى صعيد المصالحات المسيحية استقبل العماد ميشال عون وفد الرابطة المارونية برئاسة جوزف طربية، الذي كان التقى صباحا رئيس حزب الكتائب أمين الجميل الذي أكد بعد اللقاء عدم جواز بقاء الوضع المسيحي على حاله.
من جهته شدد جوزف طربية على المصالحة المسيحية إما برعاية بكركي وإما برعاية رئيس الجمهورية.
بدوره نائب رئيس الحكومة عصام أبوجمرة، أمل ان تتبع المصالحة بين حزب الله وتيار المستقبل، مصالحة بين المستقبل والتيار الوطني الحر، معتبرا انه ليس هناك مشاكل بين الفريقين، مؤكدا على أهمية المصالحة «على الساحة المسيحية» وعلى ان تجري المعارك الانتخابية بروح رياضية، وان يجري التنافس بالاقناع وليس بالاتهامات والاساءات التي لا تغير النتائج.
خوجة يرحب باللقاء
وقال السفير السعودي في لبنان عبدالعزيز خوجة، ان الأولى باللبنانيين ان يقيموا حوارا داخليا ويتفقوا على كلمة سواء من أجل وطنهم واستقراره سياسيا وأمنيا، مشيرا الى ان ذلك لا يتم إلا باللقاء بين بعضهم البعض وباللقاء والمصالحة.
الصفحة في ملف ( pdf )