بيروت – عمر حبنجر
تراجعت الحركة السياسية في لبنان مع حلول عطلة عيد الفطر، وكانعكاس سلبي للتفجير الارهابي الثاني الذي تعرضت له حافلة عسكرية لبنانية في طرابلس واوقع خمسة شهداء وثلاثين جريحا، الغت الفعاليات السياسية استقبالاتها بمناسبة العيد.
الاعتداء الجديد على الجيش اللبناني اثار المخاوف على مناخ المصالحات، وما عززها كلام الرئيس السوري بشار الاسد لنقيب المحررين ملحم كرم والذي اعتبر فيه ان شمال لبنان بات قاعدة حقيقية للتطرف تشكل خطرا اساسيا على سورية، الامر الذي استدعى جملة ردود ابرزها من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي لفت الى ان لبنان اصيب كما اصيبت سورية منذ فترة، وبالتالي ليس لبنان هو الذي يشكل خطرا على سورية وهو الذي لا يريد الا الخير لها.
بيد ان هذه الصدمة الامنية الجديدة لم تمنع مجلس النواب من اقرار قانون الانتخاب بعد سلسلة جلسات طويلة، وآخر ما توصلت اليه الغاء ورقة الاقتراع الموحدة التي سقطت بالتصويت.
النائب حرب: أفضل من سواه
النائب بطرس حرب اشاد بما اقره مجلس النواب حول قانون الانتخاب من نواح اصلاحية، ما يسمح بالقول ان هذا القانون افضل بكثير من سواه، ولو انه لا يتضمن كل الافكار الاصلاحية.
واشار حرب الى ان عدم اعتماد انتخاب المغتربين مردود الى ان وزارة الخارجية قالت انها لا تستطيع تأمين المستلزمات قبل الانتخابات المقبلة، وقد حاولنا اقناع الآخرين بالتصويت الاغترابي لمن يستطيع هذه الدورة كي نعودهم على ذلك، لكننا لم نوفق، وكذا الحال بالنسبة للورقة الملونة التي ارجئ تطبيقها الى انتخابات 2013.
وحول مصير انتخابات الربيع المقبل في ضوء التفجيرات الامنية المتلاحقة، قال حرب: الاجواء اجواء مصالحات ورفع عناصر التحدي والاستفزاز، وهذا قد يساهم في تبديد وتبريد كل ما من شأنه تعطيل الانتخابات.
وامل حرب بالمناسبة ان يتوقف بعض السياسيين عن استعمال العبارات النابية والتي يشكل بعضها جرما جزائيا.
آخر مارس عليه القانون
ومن ابرز المواد التي اقرها المجلس في الجولة الاخيرة من قانون الانتخابات، بندا الانفاق والاعلام الانتخابيان مع تعديلات تتناول العقوبات الجزائية في حق المؤسسة الاعلامية المخالفة، بحيث تطبق عليها اولا اجراءات وقف البرامج السياسية لثلاثة ايام، وفي حال التكرار تقفل المؤسسة كلها لثلاثة ايام واقرار تجديد الانفاق الانتخابي بـ 150 مليون ليرة (100 الف دولار)، اضافة الى مبلغ متحرك مرتبط بعدد ناخبي الدائرة ويحدد بناء على اقتراح وزير الداخلية، وهو كان محددا بثلاثة آلاف ليرة للناخب، الا ان المجلس حذف التحديد واقر منع توزيع اللوائح والملصقات امام اقلام الاقتراع، ومنع نشر استطلاعات الرأي قبل عشرة ايام من الانتخابات، واقر ايضا استعمال البطاقة الانتخابية او بطاقة الهوية او جواز السفر في عملية الانتخاب واقرار انتخاب المغتربين اعتبارا من انتخابات ربيع 2013 بعد سقوط الاقتراح باعتماد هذا الاقتراع في الانتخابات المقبلة.
وسقط اقتراح باعتماد الورقة الانتخابية الرسمية الموحدة لكل دائرة، وتتضمن اسماء كل المرشحين مع صورة شمسية لكل اسم والبيانات والمواصفات بعد ان صوت 50 نائبا من اصل 70 ضدها.
وايد تكتل التغيير والاصلاح اعتماد هذه البطاقة وعارضها الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير والمستقبل والقوات اللبنانية.
وحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الاربعاء 8 الجاري موعدا لاستكمال بحث 22 مشروعا على جدول الاعمال.
الرئيس سليمان: نواجه الإرهاب بتوحيد الصفوف
في غضون ذلك، تابع الرئيس ميشال سليمان التحقيقات في التفجير الارهابي الذي استهدف الحافلة العسكرية في طرابلس والتقى قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للامن الداخلي اللواء اشرف ريفي واطلع منهما على آخر التطورات والتفجيرات التي اعتبرت استكمالا لما استهدف الجيش من اعمال.
الرئيس سليمان اكد لمن التقاهم امس ان مواجهة الارهاب والتصدي له تكون بتوحيد الصفوف، وهو التقى عددا من الوزراء والمسؤولين الامنيين ابرزهم وزيرا الدفاع والداخلية الياس المر وزياد بارود، وتلقى اتصالا من الرئيس بشار الاسد الذي ابلغه استنكاره جريمة التفجير في طرابلس.
بدوره، زار السنيورة الرئيس سليمان في بعبدا وقال بعد لقائه ان من يقف وراء هذا التفجير الارهابي لا يريد الاستقرار للبنان.
فضل الله لقطع الطريق على المصطادين
العلامة السيد محمد حسين فضل الله الذي اعتمد امس الثلاثاء كأول ايام عيد الفطر بمعزل عن موقف المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وحزب الله حذر من بقاء المصالحة في لبنان اسيرة الشخصين الرسمي والحزبي، داعيا الى استراتيجية وطنية لقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر.
السنيورة والعيد
كما اجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة سلسلة اتصالات تهنئة بالعيد شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان والرئيس حسين الحسيني والعلامة السيد محمد حسين فضل الله.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )