يخشى مقاتلون تابعون للصحوة في حي الدورة جنوب بغداد الاختيار بين النعش او الحقيبة نظرا لاعتقادهم ان وضعهم تحت سيطرة الحكومة يعني نهاية مبرمجة لهم، وعودة القاعدة بقوة الى هذا الحي، مع ما يتضمنه ذلك من عمليات انتقام.
هذا وانتقلت مسؤوليات اكثر من 100 الف مقاتل في مجالس الصحوة الى الحكومة العراقية ابتداء من أمس، بعد ان ساهمت في استقرار الاوضاع الامنية منذ انطلاقتها على ايدي عشائر الانبار قبل حوالى العامين.
وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل ديڤيد راسل ان «قوات التحالف تقوم بنقل مسؤولية ابناء العراق الى الحكومة العراقية» دون مزيد من التفاصيل.
وقد وافقت الحكومة العراقية على تسلم مسؤولية جميع عناصر الصحوة اعتبارا من امس على ان ينطبق ذلك على 54 الف عنصر في محافظة بغداد وحدها.
ويطلق الاميركيون على قوات الصحوة تسمية «ابناء العراق» في اشارة الى ابناء العشائر العربية السنية والمتمردين السابقين.
ومنذ مطلع العام 2007، يعمل الجيش الاميركي على تشكيل مجالس الصحوة او الاسناد في مناطق العرب السنة بشكل رئيسي بحيث اصبح عددها يناهز الـ130 مجلسا وهي تابعة لبلدات ومدن ونواح في شمال وشرق وغرب بغداد.
وقال مستشار الامن الوطني موفق الربيعي: الحكومة العراقية «ستتولى دفع رواتب هذه العناصر اعتبارا من 31 اكتوبر الجاري».
وحجم الرواتب 15 مليون دولار شهريا ويبلغ المعدل الوسطي 300 دولار للعنصر.
وكان قائد القوات الاميركية في بغداد الميجور جنرال جيفري هاموند قال الاسبوع الماضي ان بغداد ستبدأ دفع الرواتب في العاشر من نوفمبر.
واضاف الربيعي ان الحكومة تسعى الى تسلم مسؤوليات الصحوة معتبرا انها «تشكل نجاحا مهما على طريق المصالحة الوطنية».
ويسود الاعتقاد على نطاق واسع بان الحكومة العراقية ذات الغالبية الشيعية لا تبدي ثقة كبيرة بقوات الصحوة.
وسيتم تسلم مسؤولية قوات الصحوة في مناطق وسط وغرب وشمال بغداد بشكل تدريجي، وفقا لمسؤولين اميركيين وعراقيين.
وسيبلغ عديد قوات الصحوة في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى حوالى الثلاثين الفا، وفقا للجيش الاميركي.
ويؤكد مسؤولون عراقيون ان 20% من هؤلاء المقاتلين سينضمون الى صفوف الجيش والشرطة في حين سيتولى الاخرون وظائف مدنية.
لكن القلق يسود حيال مصير الـ 80% الاخرين خوفا من حملهم السلاح بوجه القوات الاميركية والعراقية مجددا.
الا ان الربيعي يؤكد ان الحكومة «قادرة على ادارة ملف التسليم ووضعت خطة مفصلة لهذا الغرض مع قوات التحالف» دون ان يكشف عن مضمونها.
وقال ايضا ان «الامن يبقى اولى اولوياتنا وسنواصل توظيف الاعداد الضرورية من قوات الصحوة تحت اشراف القوات العراقية، وجميع المتطوعين سيعاملون على قدم المساواة».
واضاف ان الحكومة «تعهدت بضمان مستقبلهم الاقتصادي».
ويقول ابو صالح قائد قوات الصحوة في حي الدورة «انها عملية جيدة على الورق» معبرا عن سعادته بالعمل «مجددا مع اشقائي العراقيين».
الا ان زعيم العشيرة صاحب الشاربين الكثيفين سرعان ما استدرك قائلا «لكننا سنخسر 80% من رجالنا في الواقع».
ويضيف «لم نتلق اي اقتراحات حول الوظائف حتى الان. ولا ندري من سيدفع لنا رواتبنا، في الاجمال لا نعرف اي شيء».
وردا على سؤال عما سيحدث في الموعد المحدد، اجاب «لا شيء. سنبقى في الشوارع بانتظار تحديد مصيرنا».
من جهته، يقول خالد ابو الوليد الرجل الثاني في قوات الصحوة في الدورة «كنا الوحيدين القادرين على الحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة».
ويتابع ابوالوليد بأسى ظاهر «اما الان، فسنغادر المنطقة.
ينتابنا شعور بان الجميع تخلوا عنا غالبية مقاتلينا من الشبان غير المؤهلين مهنيا وسيواجهون البطالة، في حين سيتوجه آخرون الى حيث يوجد المال» في اشارة الى احتمال الانضمام للجماعات المسلحة.