عواصم - خديجة حمودة
وصل أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أمس إلى بغداد في زيارة مفاجئة هي الاولى من نوعها لمسؤول مصري من هذا المستوى منذ العام 1990.
ورافق ابو الغيط كل من وزير الكهرباء والطاقة، ووزير البترول، في زيارة وصفتها دوائر ديبلوماسية في القاهرة، بأنها تستهدف ترتيب مجمل الأوضاع في العلاقات بين البلدين، وخاصة العمل على إعادة التمثيل الديبلوماسي المصري في العاصمة العراقية، وهو ما يتوقع مراقبون أن يعود خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة الوزارية المصرية تأخرت كثيرا، ولا يستبعدون وجود ما أسموه «ضغوطا أميركية» لدفع مصر إلى ملء الفراغ الاستراتيجي في العراق أمام التمدد الإيراني هناك، فضلا عما ستشكله العلاقات الطيبة بين القاهرة وبغداد من دفع للمصالح والاستثمارات المصرية في العراق، ناهيك عن استيعاب للعمالة المصرية في العراق وغير ذلك من المصالح والقضايا المشتركة.
وفي مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري قال ابوالغيط ان «الوقت المناسب» حان لتعميق العلاقات مع العراق.
واضاف «نشعر بان الوقت المناسب حان للمجيء الى العراق وتعميق العلاقات» بين البلدين.
وكشف الوزير المصري انه تفقد موقعا محتملا للسفارة المصرية الجديدة في بغداد، لكنه لم يفصح عنه.
وأعلن أنه تم الاتفاق على اعادة افتتاح السفارة المصرية في العاصمة العراقية بغداد وقال أبو الغيط إنه بحث مع نظيره العراقي عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وأكد ان زيارته الحالية للعراق لم تكن مفاجئة بل تم التخطيط لها والاعداد بشكل جيد وتم الاتفاق على اتمامها اليوم (امس) موضحا ان العراق ومصر تربطهما علاقات وطيدة وعميقة وتاريخية بينما يرتبط الشعبان برباط حضاري عبر التاريخ لان الحضارتين المصرية والعراقية لا يمكن تجاوزهما.
بدوره، قال زيباري ان البلدين يستفيدان من تعزيز العلاقات، مشيرا الى ان بغداد تتطلع الى الحصول على مساعدة القاهرة لتطوير بناها التحتية.
واضاف «من الممكن ان نستفيد كلانا من علاقتنا ويمكن لمصر كذلك ان تساعدنا في تطوير البنى التحتية والزراعة».
وقال حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن زيارة أبو الغيط ووزير البترول سامح فهمي إلى العراق على رأس وفد وزاري رفيع المستوى تهدف إلى تكريس التواصل المصري - العراقي الرسمي وإبراز الاهتمام المصري رفيع المستوى بالعراق، وبالتطورات والأحداث التي يشهدها في مختلف المجالات.
وأوضح المتحدث أن لقاءات أبو الغيط خلال الزيارة، مع القيادات العراقية وكبار المسؤولين العراقيين تهدف لتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات المصرية - العراقية وتطويرها، بالإضافة الى تبادل الرأي حول مجريات الأوضاع في الشرق الأوسط والمشرق العربي ومنطقة الخليج.
وكان السفير المصري إيهاب الشريف قد اغتيل على أيدي مجموعة مسلحة من تنظيم يعرف باسم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين»، وإثر ذلك استدعت الخارجية المصرية جميع أعضاء الهيئة الديبلوماسية من سفارتها في العراق، ومنذ ذلك الوقت لم ترسل أي ديبلوماسي مصري هناك.
وخلال الشهور الأخيرة قام عدد من كبار المسؤولين من الدول العربية الأخرى بزيارات للعراق الذي يأمل أن يساعده انحسار العنف في استعادة علاقاته الديبلوماسية وتأتي هذه الزيارة بعد نحو شهرين من اعلان سورية اسم سفيرها في العراق، بعد ان سبقتها لذلك البحرين والامارات والكويت.