بيروت – عمر حبنجر
المساعي التصالحية على مستوى القيادات السياسية المسيحية في لبنان مستمرة بتؤدة وبعيدا عن الاضواء، فيما سيطر وهج المواقف الاميركية الرافضة للتحركات السورية شمالا او على مستوى لبنان مصحوبا ببروق ورعود فرنسية تكشف عن «خيبة» امل فرنسية من حجم التجاوب السوري – الايراني مع متطلبات الحلول الاقليمية.
المواقف الاميركية «المتغيرة» برزت في تصريحات من واشنطن تزامنت مع تصريحات لمساعد وزيرة الخارجية ديڤيد هيل الموجود في بيروت منذ بضعة ايام، حيث يجري عملية مسح سياسي لواقع الحال اللبناني الراهن والآتي.
هيل اعلن صراحة عن رفض واشنطن لأي تدخل عسكري في لبنان، وقال انه غير مقبول.
واكد هيل، في حديث لاذاعة «صوت لبنان»، التزام بلاده بدعم لبنان دعما غير قابل للمساومة، جازما ان اي تدخل او تحرك سوري في لبنان هو امر غير مقبول، نافيا بالتالي ان تكون بلاده غيرت موقفها المعلن من سورية.
وقال هيل انه بحث مع المسؤولين الذين التقاهم في لبنان العلاقات الاميركية مع دول المنطقة اضافة الى التعاون العسكري مع لبنان، وشدد على الدعم القوي لاستقلال لبنان ولثبات السياسة الاميركية ازاء هذا البلد.
وكشف هيل انه اثار الوضع في الشمال استنادا الى التقارير التي اطلع عليها منذ اسبوع حول اعادة الانتشار العسكري السوري على الحدود مع شمال لبنان، واشار الى ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي كانا واضحين لدى قراءة هذه التقارير بتشديدهما على ان اي تدخل من قبل القوات السورية في لبنان هو امر غير مقبول، وانهما سيواصلان التزامهما بسيادة لبنان كما جاء في القرارين 1559 و1701.
هيل اعتبر انه يجب الا تستخدم الاحداث الارهابية في طرابلس ودمشق والتي تدينها بلاده بقوة كذريعة لأي تدخل في الشؤون اللبنانية، وقال: على عاتق سورية مسؤولية تطبيق كل الالتزامات الدولية بما فيها الانسحاب الفوري للقوات الاجنبية من الاراضي اللبنانية وتطبيق الحظر على الاسلحة اللاشرعية، وان على النظام السوري ان يقدم على خطوات عملية لتغيير سلوكه، وينتظر المجتمع الدولي من سورية ان تظهر بشكل صادق حسن نواياها.
وكان هيل في اليوم الثاني من زيارته للبنان شارك الاثنين الماضي في الاجتماع الكتائبي الموسع، والتقى الوزير نسيب لحود الذي اولم على شرفه بحضور النائب نايلة معوض والشيخ ميشال الخوري.
الخارجية الأميركية
وسبقت تصريحات هيل بيانات عن الخارجية الاميركية تعبر عن القلق من الحشود السورية على حدود لبنان الشمالية، الامر الذي استدعى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين ميشال سليمان وبشار الاسد، حيث اكد الاخير على الطابع الامني لهذا الانتشار وبقصد مكافحة اعمال التهريب على اختلافها.
وقال الناطق بلسان الخارجية الاميركية ان الحكومة السورية تدرك جيدا موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بأي نوع من الانشطة العسكرية في المنطقة الحدودية.
ويعكس الموقف الاميركي هذا عودة العلاقات السورية – الاميركية الى الانغلاق بعد الانفتاح النسبي الذي توج بلقاء وزيري خارجية البلدين وليد المعلم وكوندوليزا رايس في نيويورك، وتزامن هذا الموقف ايضا مع اول اشارة اميركية تجاه طهران، حيث اعلنت رايس ان اقامة مكتب لرعاية المصالح الاميركية مسألة مثيرة للاهتمام ومن دون تجاهل اهمية اللجنة العسكرية اللبنانية المشتركة التي اعلن عنها في بيروت اول من امس للنظر في احتياجات الجيش اللبناني مقرونة بهبة مقدارها 63 مليون دولار لهذه الغاية، هي باكورة الهبة العسكرية الاميركية.
ووقّعت ماري بث لونغ مساعدة وزير الدفاع الاميركي لشؤون الامن الدولي ثلاثة اتفاقات حول هذه الهبة في وزارة الدفاع مع وزير الدفاع الياس المر، وغادرت جوا الى المانيا.
وستتولى اللجنة المشتركة من الآن فصاعدا المراجعة السنوية للمساعدات العسكرية الحالية والمستقبلية التي ستقدم للجيش.
وستستخدم الهبة لتأمين اتصالات آمنة وذخيرة واسلحة لوحدات المشاة في الجيش وستجري دراسة احتياجات الجيش من الطوافات ليجري توفيرها لاحقا.
المصالحة المارونية
في هذا الوقت قطعت النقاشات حول المصالحة المارونية شوطا حول شكل اللقاء وعدد المشاركين.
ولم تستبعد المصادر المتابعة تحديد موعد اللقاء هذا الاسبوع.
لكن الرئيس السابق امين الجميل اشترط اجراء مصالحة في العمق وليس فقط «تبويس لحى» ولقاءات فولكلورية، وقال: نريد التأكيد على علاقة كالتي يجري ترتيبها بين السنة والشيعة ومعالجة هذا الامر بين المسيحيين شيء اساسي لا ان نتصالح من جهة وتبقى خلافاتنا الاساسية مكانها.
بدوره، اعلن رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون تأييده للمساعي الجارية حول المصالحة المسيحية – المسيحية.
وقال شمعون: لا خلاف شخصيا بيننا وبين العماد ميشال عون، بل انه خلاف سياسي، وكشف انه هو من سيترشح للانتخابات المقبلة في الشوف.
«القوات»: المصالحة مجرد سراب
بيد ان مصادر في القوات اللبنانية اعتبرت ان دمشق لا تشجع على المصالحة المسيحية – المسيحية، وبالتالي فإن الوزير السابق سليمان فرنجية يختبئ خلف اصبع العماد عون المتحفظ على المشاركة، واستطردت ان التفاؤل السائد حول احتمال المصالحة هذا الاسبوع أو بعده مجرد سراب.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )