اكتسب سباق الرئاسة الأميركية زخما جديدا مع رفض المحكمة العليا في ألاسكا طي القضية المرفوعة ضد حاكمة الولاية والمرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بالين، واعتبار المرشح الجمهوري جون ماكين التصويت لخصمه الديموقراطي باراك أوباما طريقا «محفوفا بالمخاطر أكثر مما ينبغي».
فقد رفضت المحكمة المذكورة إغلاق ملف القضية التي يجري بمقتضاها التحقيق مع حاكمة ألاسكا بشأن مزاعم بقيامها باستغلال نفوذها عندما أقدمت على فصل مفوض شؤون السلامة العامة بالولاية، والت مونيغان، من عمله بسبب رفضه فصل عنصر شرطة كان يخوض قضية طلاق ضد شقيقة بالين.
وقد نأت بالين حتى الآن بنفسها عن الدخول شخصيا في تفاصيل القضية، إلا أن زوجها، تود، وبعض كبار مساعديها أبدوا تعاونا مع التحقيق.
في غضون ذلك، صعد ماكين من وتيرة هجومه على شخصية منافسه الديموقراطي، حيث بثت حملة المرشح الجمهوري إعلانا جديدا يصف فيه أوباما بأنه شخص «محفوف بالمخاطر أكثر مما ينبغي».
كما يتهم الإعلان سيناتور إيلينوي الأسود بإخفاء صلاته مع بيل آيرز، عضو منظمة «تحت الأرض» المنحلة والتي كانت قد قامت بعدد من العمليات المسلحة في الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي.
إلا أن أوباما نفى مرارا وتكرارا وجود أي صلة وثيقة تجمعه بآيرز، كما وصف متحدث باسم حملة المرشح الديموقراطي إعلان حملة ماكين الأخير بـ «الهجوم اليائس الذي يفتقر إلى النزاهة والإنصاف».
ولم يكتف أوباما بالدفاع عن نفسه في وجه هجوم ماكين، بل نقلت التقارير عنه قيامه بشراء مساحات إعلانية في ثلاث محطات تابعة لشبكة إم تي في التلفزيونية، وذلك في مسعى منه لخطب ود الناخبين الشباب قبيل الانتخابات.
وقد أكدت شبكة إم تي في صحة تلك التقارير، حيث نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن القائمين عليها قولهم إن حملة أوباما قد اشترت بالفعل مساحات إعلانية في محطات كوميدي سنترال وفي إتش ون وسبايك، التي قد تبدأ قريبا جدا بث الإعلانات الدعائية لمصلحة المرشح الديموقراطي.
يذكر أن أوباما هو أول مرشح رئاسي أميركي يقدم على خطوة شراء مساحات إعلانية على المحطات المذكورة، التي عرف عنها أنها لم تكن تسمح في السابق ببث أي إعلانات سياسية.
علاوة على ذلك يعتزم المرشح الديموقراطي شراء فترة إعلانية مدتها 30 دقيقة في الشبكات التلفزيونية الأميركية قبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل.
ومن المقرر بث هذا الإعلان في ذروة المشاهدة التلفزيونية يوم 29 أكتوبر الجاري أي قبل ستة أيام من الانتخابات وذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلي، في الساحل الشرقي للبلاد والساعة الخامسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي في الغرب.
وقال مسؤولون بحملة أوباما إنه تم التعاقد بالفعل مع شبكة «سي.بي.إس» التلفزيونية فيما لاتزال الحملة تبحث تفاصيل الاتفاق مع شبكتي «إن.بي.سي» و«فوكس» التلفزيونيتين.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تقدم أوباما بفارق كبير على ماكين على مستوى البلاد.
وأظهر استطلاع أجرته «رويترز وسي-سبان وزغبي» للرأي الذي نشرت نتائجه أمس أن اوباما يتقدم بفارق 5 نقاط على منافسه الجمهوري في السباق إلي البيت الابيض وانه يلقى تأييدا متزايدا بين الناخبات الأميركيات.
وتقدم أوباما بحصوله على 48% مقابل 43% لماكين في الاستطلاع اليومي الذي يجرى بين ناخبين أميركيين في ارجاء الولايات المتحدة من المرجح ان يدلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة.
ويحمل الاستطلاع هامش خطأ قدره 2.9 نقطة مئوية.
من جهة اخرى اجرت الاجهزة التي تتولى حماية الشخصيات العامة في الولايات المتحدة تحقيقا حول تهديد وجه على الارجح الى باراك اوباما الاثنين الماضي خلال اجتماع انتخابي نظمته سارة بالين المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس الاميركي، كما اوضح متحدث باسم هذه الاجهزة أمس الأول.
فقد اجرى الجهاز السري (يو.اس.اس.اس) الذي تقضي مهمته بالسهر على سلامة المرشحين الى الانتخابات الرئاسية، تحقيقا هذا الاسبوع على اثر مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست جاء فيها ان احد انصار سارة بالين صرخ «اقتلوه»، بينما كانت المرشحة تتحدث عن صلات باراك اوباما بالناشط السابق بيل ايرز الذي نفذ حملة اعتداءات في الستينيات.