عمر حبنجر
الاعلان عن ضبط الجيش وقوى الامن الداخلي شبكة الارهاب المسؤولة عن التفجيرات التي استهدفت الجيش اللبناني في طرابلس والشمال، عزز مكونات الارتياح العام لفاعلية القوى العسكرية والامنية الى درجة غير مسبوقة، خصوصا ان اعضاء هذه الخلية التي تضم ثلاثة فلسطينيين ولبنانيا من تنظيم فتح الاسلام المكشوف الحسب والنسب كانوا يجهزون لتفجيرات اخرى ضد مواقع الجيش وحافلات نقل جنوده، الى جانب التعرض للمقر العام لقوى الامن الداخلي في بيروت، والذي لعب دور رأس الحربة في مواجهة هذا التنظيم منذ بداياته.
غير ان هذا الحدث الامني لم يحجب الانظار عن الحركة السياسية الخارجية المرتبطة بزيارة الرئيس ميشال سليمان الى المملكة العربية السعودية، والمحادثات المهمة التي اجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين في المملكة.
بيد ان المتابعة السياسية تركزت عمليا على زيارة الرئيس سليمان الى السعودية وقد نقل مندوب «الأنباء» المرافق للوفد الرئاسي داود رمال عن الرئيس سليمان ارتياحه الكبير للقاء خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
لترفع الأيدي عن لبنان
وجدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدعوة الى رفع اليد عن لبنان، لافتا الى ان غالبية العرب يحبون لبنان، متمنيا ان يحب اهل لبنان وطنهم ويعودوا الى ضميرهم، لأن لبنان متنفس للعالم العربي، مكررا التأكيد على ان المملكة هي الى جانب الجميع في لبنان، وعلى مسافة واحدة من الجميع.
المحادثة الثنائية
كلام خادم الحرمين جاء خلال المحادثات الموسعة بين الجانبين اللبناني والسعودي بعد عشاء تكريمي اقامه خادم الحرمين الشريفين على شرف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والوفد المرافق.
وفي بداية المحادثات، رحب خادم الحرمين الملك عبدالله بالرئيس سليمان في بلده وبين اهله، لافتا الى ان العلاقة التي تربط المملكة بلبنان قديمة وتمتد الى ما قبل الاستقلال.
واذ اشار خادم الحرمين الى ان غالبية العرب يحبون لبنان ويعزونه، فإنه تمنى ان يحب اللبنانيون وطنهم ويعودوا الى ضميرهم لأن لبنان متنفس للعالم العربي، وقال: اسمع اننا مع ناس وضد ناس، نحن مع الحق، وان شاء الله يأتي يوم يرجع الجميع الى اصلهم، نحن مع الجميع وعلى مسافة محبة واحدة، ومحبتنا للبنان لا نبتغي منها اي فائدة او مصلحة، واكبر عيب على الانسان ان يتعاطى مع اخيه بالسلاح.
من جهته، شكر الرئيس سليمان لخادم الحرمين الشريفين عاطفته، لافتا الى وقوف المملكة الى جانب لبنان على مر العصور، مشيرا الى انه يحمل الى السعودية محبة جميع اللبنانيين وقال: لن اعود الى التاريخ، بل انطلق من اتفاق الطائف الذي رعته المملكة واصبح دستور لبنان وارسى السلام بين اللبنانيين.
وركز ايضا على الوضع الفلسطيني من ناحية رفض التوطين الذي اصبح وثيقة اكدتها الامم المتحدة اكثر من مرة.
ولفت رئيس الجمهورية الى ان لبنان بدأ طريق العودة الى الاستقرار والحوار بين قياداته، الا انه اشار الى بعض المشكلات، وهذا طبيعي لأننا نخرج من مرحلة الى مرحلة، ويهمنا ان تكونوا الى جانبنا، ونوه الرئيس سليمان باهتمام الملك عبدالله الاساسي بالموضوع العربي، مبديا تأييده لتوجهات خادم الحرمين الشريفين على هذا المستوى.
قلادة الملك عبدالعزيز
وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، فاجأ خادم الحرمين الرئيس سليمان بمنحه قلادة الملك عبدالعزيز الذهبية، وهي ارفع قلادة سعودية عربون محبة وتقدير.
وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، عقد الرئيس سليمان وخادم الحرمين محادثات ثنائية تم خلالها البحث في الوضع العربي العام، وسبل تعزيز التضامن العربي والخطوات الآيلة الى تعزيز هذا التضامن.
وفي لقائه وفدا من رجال الاعمال اللبنانيين في المملكة اكد الرئيس سليمان ان الأمن في لبنان يتعزز، وسيتعزز اكثر، وان نهاية الارهاب في مناطقنا العربية والاسلامية ليست بعيدة.
واذا كشف عن توقيف الشبكة الارهابية التي استهدفت الجيش ثلاث مرات في لبنان، لفت الى ان ليست هناك مناطق ارهابية في لبنان، وان انتماء احد المأجورين الى منطقة لا يعني انها اصبحت ارهابية، فكل المناطق وقفت مواقف مشرفة دفاعا عن لبنان وجيشه.
وطمأن الرئيس سليمان الى ان اي مخيم فلسطيني في لبنان لن يتحول الى مخيم «نهر بارد» جديد، لان المواطنين اللبنانيين والجيش اللبناني وحتى الفلسطينيين في المخيمات لن يقبلوا بذلك.
استقبال الفيصل
كما استقبل سليمان امس بمقر اقامته في جدة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، حيث اكد الفيصل ان اللقاء تطرق الى جميع القضايا والشؤون العربية، معربا عن امله في ان تحل جميع المشكلات القائمة على الساحة العربية بالشكل الذي يحقق العمل العربي المشترك والقوة التي يحتاجها في حفظ مصالحها.
مؤكدا وقوف المملكة العربية السعودية مع لبنان، آملا التوفيق «للبلد الشقيق الذي قاسى من محن ليس هو السبب فيها».
وبالعودة الى الشبكة الارهابية التي ضبطت في طرابلس، ذكر مراسلون انه تم القبض على شخص يدعى علاء محرز، في حي التبانة، حيث عثر على حزام ناسف ووسائل اخرى تدينه بالتورط في اعمال ارهابية، وهو بالمناسبة صهر المطلوب جوهر.
المجموعة الأمنية عينها داهمت تاليا منطقة «جبل البداوي» المتاخم لمخيم البداوي الفلسطيني بتغطية من وحدات القناصة والفهود، واعتقلت كلا من محمود زياد عزام (34 سنة) الذي يعمل في شركة مقاولات في الجزائر ومتخرج في جامعة الاوقاف التركية في اسطنبول، ومحمد عزام (17 سنة) طالب في معهد سبلين المهني، وبعد التحقيق وعدم ثبوت علاقة الموقوفين بمنظمات ارهابية افرج عنهم، ليبقوا رهن التحقيق ومستجداته.
بدورها مخابرات الجيش داهمت منزل فؤاد ديب في منطقة الاسواق التجارية بطرابلس، كما اعتقلت نوار علي العبود العقيد في المعارضة السورية التابعة للدكتور رفعت الاسد مع ثلاثة من مرافقيه في كمين بمحلة البحصاص، مدخل طرابلس الجنوبي، وعثر بحوزتهم على اسلحة رشاشة واجهزة لاسلكية.
وكان مدير المخابرات اللبنانية العميد ادمون فاضل زار دمشق امس، وعرض الاوضاع مع المسؤولين في المخابرات السورية.
وقالت «السفير» ان الجانب اللبناني طلب من الجانب السوري الاستفادة من الانتشار العسكري السوري ليمنع دخول الارهابيين الى سورية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )