بيروت – عمر حبنجر
دمشق - هدى العبود
في زحمة التطورات اللبنانية المتلاحقة جاء اصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما بانشاء علاقات ديبلوماسية مع لبنان في خطوة هي الأولى من نوعها منذ استقلال البلدين منتصف أربعينيات القرن الماضي.
وجاء في نص المرسوم: تنشأ علاقات ديبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية. تحدث بعثة ديبلوماسية للجمهورية العربية السورية بدرجة سفارة في عاصمة الجمهورية اللبنانية.
ونفت مصادر مطلعة ان يكون رئيس المجلس السوري – اللبناني الأعلى نصري خوري هو المرشح لهذا المنصب، مؤكدة أن خوري من خارج ملاك الخارجية.
أما بالنسبة لتسمية السفير السوري لدى لبنان فلم تصدر من الجانب السوري أي توضيحات حول الشخص الذي سيتولى هذا المنصب.
وجاء صدور هذا المرسوم عشية زيارة وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ الى دمشق اليوم للتباحث في هذا الشأن مع نظيره السوري وليد المعلم، واصدار بيان مشترك يحدد تاريخ التبادل الديبلوماسي بين البلدين.
ويعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا للإعلان عن ذلك. وقال صلوخ في مؤتمر صحافي عقده في بيروت أمس: ان الزيارة ستتطرق الى مختلف الأمور ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، سواء تلك المتعلقة بالعلاقات الثنائية أو الاقليمية.
وقال عن ترشيح سفير لبناني في دمشق: ان اسمه سيبقى سرا حتى تأتي موافقة الدولة المضيفة، أي سورية.
وكذا الحال بالنسبة لسفير الجمهورية العربية السورية في بيروت. وسيعتمد لبنان مبنى المجلس الأعلى السوري – اللبناني في شارع بغداد في دمشق كمقر للسفارة اللبنانية في المرحلة الأولى، على أن يتم استئجار بيت للسفير الذي سيعتمد في العاصمة السورية. ورجحت مصادر أن يكون مقر السفارة السورية في بيروت بمنطقة بير حسن.
رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط اعتبر ان في المرسوم الصادر عن الأسد تطورا ايجابيا، وأعلن في حديث اذاعي: اننا بانتظار تطور الملفات الأخرى وخصوصا ترسيم الحدود ومزارع شبعا.
بدوره رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري عاد الى بيروت آتيا من المملكة العربية السعودية، حيث اكد ان زيارة الرئيس سليمان الى جدة تعكس تطلعات جميع اللبنانيين من دون استثناء باعتبار الرئيس سليمان رئيسا توافقيا يمثل الجميع. وشدد الحريري على ان السعودية كانت ومازالت تقف مع جميع اللبنانيين وفي أحلك الظروف على مسافة واحدة.
واشنطن ترحب
بدوره أبدى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ارتياحه إزاء المرسوم الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد والقاضي بإقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين وإنشاء السفارات في دمشق وبيروت.
وأعرب سليمان، في تصريح له، عن أمله في أن يكون ذلك القرار فاتحة لإعادة صفحة العلاقات المشرقة بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات وفي مختلف المجالات.
بدوره اشاد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بقرار تبادل التمثيل الديبلوماسي بين بيروت ودمشق، واصفا المرسوم بـ «الخطوة المتقدمة والتاريخية على طريق تأكيد وتثبيت استقلال وسيادة لبنان وقراره الحر».
وأضاف السنيورة في تصريح له «إن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين لبنان وسورية هي علاقات تاريخية يحكمها الجوار الجغرافي والكثير من المصالح والقضايا والهموم المشتركة بين الشعبين الشقيقين». من جانبها، رحبت الولايات المتحدة بحذر امس بإقامة سورية علاقات ديبلوماسية رسمية مع لبنان.
وقال شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الأميركية إنه مازال ينبغي على الجارتين ترسيم الحدود النهائية بينهما، كما نبه إلى أن «السلوك ما بعد إقامة هذه السفارت والعلاقات الديبلوماسية هو أمر له اهميته أيضا».
مبارك يستقبل جعجع
في غضون ذلك، استقبل الرئيس حسني مبارك أمس رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، في مكتبه برئاسة الجمهورية في القاهرة، بحضور النائب انطوان زهرا والوزير السابق جو سركيس ومسؤول العلاقات الدولية في القوات جوزف نعمة، والناطق بلسان الرئاسة المصرية السفير سليمان عوض.
وقال جعجع للصحافيين بعد اللقاء ان الانتشار العسكري السوري ليس لضبط الحدود بل لتذكير اللبنانيين بأن سورية مازالت هنا.
وفي طهران التقى العماد عون امس مسؤول الملف النووي الايراني سعيد جليلي وقد اشار الطرفان الى ضرورة تعزيز التعايش المسيحي – الإسلامي، وسيلتقي رئيس كتلة التغيير والاصلاح نواب مجلس الشورى الإيراني.
الموقف الأمني: الموقوفون إلى ستة
في هذا الخضم، يستمر المشهد الامني متقدما على الشاشة اللبنانية منذ كشف الجيش والقوى الامنية الشبكة الارهابية في طرابلس وتمكنهما من احباط عمليات اخرى كانت الشبكة تنوي القيام بها، منها تفجير حافلة عسكرية اخرى ومحاولة اقتحام المقر العام لقوى الامن الداخلي قرب مستشفى اوتيل ديو، حيث عثرت القوى الامنية على خارطة بخط اليد لهذا المقر تبين مواقع المدير العام اللواء اشرف ريفي وموقع جهاز المعلومات والوحدات الامنية الاخرى بحسب اعترافات المعتقلين.
واظهرت التحقيقات ارتباط الموقوفين بتنظيم «فتح الاسلام» في مخيم عين الحلوة وبالذات مع امير التنظيم هناك عبدالرحمن عوض وبرجل دين في مخيم البداوي.
كما اعترف هؤلاء بالعمليات الثلاث التي استهدفت في مايو واوغسطس وسبتمبر الجيش ايضا. وارتفع عدد الموقوفين من عناصر الشبكة الارهابية الى ستة بعد تمكن القوى الامنية والجيش ليلا من توقيف مشبوهين الاول في عكار يدعى (أ.س) والثاني في محلة الخناق في طرابلس باب الرمل ويدعى (ط.م).
كما افاد مصدر امني لبناني بأن التحقيقات التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي مع افراد الخلية الارهابية التي نفذت تفجيرات استهدفت الجيش في الشمال قادت الى توقيف المدعو طارق مرعي إمام مسجد منقارة بحي محرم في منطقة باب الرمل في طرابلس لتوافر شبهات عن صلة ما له بالخلية.
توقيف معارض سوري
وذكرت مصادر ان الاجهزة الامنية اللبنانية اعتقلت في بيروت احد رموز المعارضة السورية نواف العلي الليلة الماضية وكانت قد اعتقلت في طرابلس عقيدا سوريا متقاعدا من اتباع رفعت الاسد. وفي السياق الامني، يصل الى بيروت غدا مدير وكالة الاستخبارات الاميركية مايكل هايدن على ان يتبعه وفد عسكري اميركي في وقت لاحق.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )