واشنطن - أحمد عبدالله
أدى الارتفاع الكبير الذي طرأ على تعاملات وول ستريت اول من امس الى انتعاش مواز في آمال المسؤولين عن حملة المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين بان تتمكن الحملة من تقليص الفارق الراهن بين ارقام مرشحهم والمرشح المنافس الديموقراطي باراك اوباما.
فقد قال مسؤول في حملة ماكين لأجهزة الإعلام الاميركية ان المستثمرين يشعرون بان الأسوأ قد مر واضاف: «اعتقد ان ذلك قد يقلل من قدرة السيناتور اوباما على الاستفادة من الأزمة المالية الحالية فضلا عن انه يتيح لنا تغيير الموضوع الرئيسي للنقاش العام في الولايات المتحدة الى قضايا تعزز تميز السيناتور ماكين».
وكانت صحيفة «ناشيونال جورنال» قد اجرت استطلاعا سريا لاراء قادة الحزب الجمهوري اي انها اجازت للمشاركين اخفاء هويتهم لتجنب الحرج من ماكين.
وشارك في الاستطلاع 100 من هؤلاء القادة ممن يعملون بصورة او اخرى في عمليات دعم حملة الحزب الانتخابية. واظهر الاستطلاع ان 80% من هؤلاء القادة يعتقدون ان احتمال فوز اوباما بات مرتفعا جدا فيما قال 20% ان المتسابقين لايزالان في مواقع متقاربة وان بوسع السيناتور ماكين ان يحقق مفاجأة.
وكان ماكين قد عرف باسم «العائد من الرماد» في تعبير عن قدرته على انتزاع انتصار وسط توقعات الجميع بان يفشل في ذلك. ويقول من يعيدون ذلك الى الذاكرة ان هذا بالضبط ما فعله سيناتور اريزونا العجوز خلال الحملة الجمهورية التمهيدية حين كانت اغلب التوقعات تشير الى نجاح مرشحين آخرين لاسيما حاكم ولاية ماساشوستس الاسبق ميت رومني.
ويعزز من هذا الرأي ما قاله المؤرخ الأميركي والتر شابيرو المتخصص في شؤون الانتخابات الرئاسية وتاريخها حول احتمالات حدوث مفاجأة يوم التصويت ليس فقط بسبب ما يسمى «عامل برادلي» اي اخفاء الناخبين لميولهم العنصرية امام مستطلعي الرأي واظهارها يوم التصويت وانما ايضا بسب عوامل اخرى
من هذه العوامل - طبقا لما قاله المؤرخ - ما يفعله مستطلعو الرأي من اخفاء لنسبة المترددين او توزيع هذه الشريحة على المرشحين طبقا للنسبة التي حصلا عليها من ممن حسموا مواقفهم.
وأورد شابيرو وقائع تاريخية عديدة توضح ان استطلاعات الرأي العام لم تكن دقيقة او ان الناخبين الذي انتقلوا الى معسكر معين عادوا الى معسكرهم الأول لحظة التصويت. ويقول شابيرو ان ذلك قد حدث مع هيوبرت همفري عام 1968 ومع جيرالد فورد عام 1976.
وأضاف شابيرو عاملا ثانيا هو «مفاجأة اكتوبر» اي وقوع حدث كبير قبيل التصويت يؤدي الى تعديل الناخبين او حصة كبيرة منهم لمواقفهم. وقال شابيرو ان هذا الحدث يمكن ان يكون شريطا من القاعدة يثني فيه بن لادن على اوباما او عملية ولو صغيرة يقوم بها الارهابيون ضد الولايات المتحدة. بيد ان المؤرخ الاميركي استبعد حدوث ذلك دون ان يستبعد حدوث «مفاجأة اكتوبر» ذاتها.
فقد قال «ان الأرجح ان تكون مفاجأة اكتوبر هذه المرة هي استمرار التحسن في الأسواق المالية وهبوط اسعار النفط الى ما دون 80 دولارا للبرميل ومن ثم هبوط اسعار وقود السيارات وهي امور من شأنها ان تنعكس فورا على مزاج الناخبين وتجعلهم اكثر استعدادا للانصات لماكين بمشاعر محايدة».
وفي هذا السياق فأمام المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية فرصة أخيرة اليوم للدخول في مواجهة مباشرة مع منافسه الديموقراطي في مناظرة قد تتوقف على نتيجتها آمال ماكين في احياء حملته المتراجعة للفوز برئاسة البيت الأبيض.
وقبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر يستنفد ماكين الوقت والفرص لوقف قوة الدفع التي يحظى بها أوباما وإعادة تشكيل سباق يوشك فيما يبدو على الميل بشكل حاسم لصالح المرشح الديموقراطي.
وتستضيف المواجهة التي تستمر 90 دقيقة جامعة هوفسترا عند الساعة التاسعة مساء اليوم بتوقيت شرق الولايات المتحدة وستكون المناظرة الثالثة والاخيرة بين مرشحي الرئاسة أميركية وفرصتهم اخيرة للوصول ربما إلى 60 مليون شخص أو أكثر عبر شاشات التلفزيون.
ويقول فيرجوس كولن رئيس الحزب الجمهوري في نيوهامبشير «أنا على ثقة من أن مناظرة اليوم حاسمة بالنسبة لماكين لكنها يجب أن تكون البداية لاي جدل ختامي ناجح يقوم به في هذا السباق».