دمشق- هدى العبود
وضع وزيرا خارجية سورية وليد المعلم واللبناني فوزي صلوخ حجر الاساس للعلاقات الديبلوماسية، التي اعلن انطلاقها الرئيس السوري بشار الاسد أول من امس، ووقعا بيانا مشتركا إيذانا بسريان العلاقات الديبلوماسية بعد استكمال الإجراءات القانونية في البلدين.
وفي مؤتمر صحافي عقب التوقيع قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم انه لا توجد من قبل سورية إلا النوايا الأخوية وحرص على أمن واستقرار لبنان لأنه ثبت مؤخرا بعد الحوادث الإرهابية في دمشق وطرابلس أن الشعبين معرضان للتهديد، وإذا كان ما قمنا به يخدم الأمن السوري فهو أيضا يخدم الأمن اللبناني.
ونفى المعلم أن يكون معاون وزير الخارجية السوري فيصل المقداد هو السفير السوري في لبنان، مشيرا إلى أن تعيين السفراء سيكون قبل نهاية العام الحالي.
وردا على سؤال حول مخاوف بعض اللبنانيين من احتمالات تدخل السفير السوري في الشأن اللبناني بعد تعيينه قال الوزير المعلم: السفير السوري ليس أقل شأنا من السفير الأميركي أو الفرنسي، فإذا تقيدا فإن السفير السوري سيتقيد والعكس صحيح، مشيرا إلى أن الحديث عن عنجر هو في ذهن بعض اللبنانيين وليس جميعهم.
وعما إذا كانت سورية بصدد توجيه دعوة للسنيورة قال المعلم: توجه الدعوة عندما يكون هناك مؤتمر، ويتم ذلك من خلال مبعوثين، إنما في العلاقات الثنائية فالأمر لا يحتاج إلى دعوة، دائما الدعوة موجودة ومفتوحة، ويكفي أن يرفع سماعة الهاتف ليقول أريد أن آتي.
وردا على سؤال لـ «الأنباء» حول الانقلاب في الموقف الأميركي تجاه سورية: لا أقول انقلاب أميركي، نحن ندعو إلى الحوار البناء للبحث في قضايا المنطقة، كما أننا في مركز هذه المنطقة، وإذا رغب الأميركيون في استمرار الحوار فلامانع لدينا.
وعن المفقودين اللبنانيين في سورية قال الوزير السوري: هذا الموضوع أثير بالتفصيل خلال زيارة الرئيس سليمان إلى دمشق واتفق على تشكيل لجنة لمتابعة الموضوع، مضيفا: ولابد لنا من التمييز بين المفقودين والمعتقلين
وفي تعليقه على انتشار القوات السورية على الحدود اللبنانية قال المعلم:
إن ما جرى على الحدود اللبنانية السورية هو انتشار لبضع مئات من الجنود السوريين بهدف ضبط الحدود ومنع التهريب، وهذا الهدف اتفق عليه خلال القمة السورية اللبنانية.
وأضاف المعلم: ما جرى هو داخل الأراضي السورية وأي حديث آخر هو تدخل في الشأن السوري.
بدوره قال وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ: السبب الرئيسي للزيارة هو توقيع البيان المشترك بين وزارتي الخارجية في البلدين إيذانا بسريان العلاقات الديبلوماسية بعد استكمال الإجراءات القانونية في البلدين، وبالتالي يسرنا أن نكرس رسميا سريان العلاقات الديبلوماسية على مستوى السفراء وهي عامل هام يضاف للعلاقات المميزة بين لبنان وسورية.
وأضاف صلوخ: كانت لنا مع الوزير المعلم جولة محادثات تخللها فصل عن البيان المشترك الذي وقعناه وبحث لمختلف جوانب العلاقات الثنائية استكمالا لما تقرر خلال القمة اللبنانية السورية الأخيرة كما بحثنا عددا من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها عملية السلام.
ولفت الوزير اللبناني إلى أن ما حدث من تفعيل لسريان العلاقات الديبلوماسية هو تفعيل للبيان المشترك الذي صدر عن الزيارة التي قام بها الرئيس سليمان إلى سورية، وهذه خطوة أولى، والإرادة الصلبة جعلت من بداية الزيارة تحدد موعد لإعلان بيان إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين قبل أن تستكمل المحادثات بين الرئيسين وبين الوفدين.
وعن ترسيم الحدود قال صلوخ: ذكر البيان المشترك انه لا مانع من الترسيم والتحديد، على ان يبدأ من الشمال وينتهي بالجنوب، مشيرا إلى أن هناك لجنة تشكلت في الأربعينيات لمتابعة هذا العمل وكانت تجتمع من وقت لآخر، ولكنها توقفت في فترة السبعينيات بسبب الأحداث في لبنان والآن طلبنا تفعيلها ولكن أعضاءها توفاهم الله.
وفي رده على سؤال حول زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى السعودية وما إذا كان قد تقدم بمبادرة تجاه تحسين العلاقات السورية - السعودية قال صلوخ: السعودية دولة شقيقة، ولابد من طرح عدة مسائل وقضايا وأمور وتنقية العلاقات العربية - العربية هم كل مسؤول عربي، وعندما تكون هذه العلاقات العربية العربية صافية ونقية تنعكس نتائجها إيجابا على لبنان، وعندما تكون هناك مباحثات لابد أن يتطرق الزعيمان إلى العلاقات العربية، والرئيس سليمان مستعد للقيام بأي دور يساعد على تحسين العلاقات العربية - العربية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )