بيروت – عمر حبنجر
اجواء التفاعل مع قرارات التبادل الديبلوماسي السوري مع لبنان مازالت تخيم على الوسط السياسي، بين مرحب ومحذر ومشكك في صدق النوايا، في وقت غادر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى كندا صباح امس للمشاركة بالقمة الفرانكفونية التي ستعقد اليوم في مقاطعة كيبك الناطقة بالفرنسية.
وسيلقي الرئيس سليمان كلمة لبنان في افتتاح المؤتمر اليوم بحضور الوفد المرافق المؤلف من وزير الخارجية فوزي صلوخ ووزير الدولة نسيب لحود ووزير الثقافة تمام سلام، ثم يلتقي رؤساء الوفود المشاركة وبينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وقبل المغادرة الرئاسية، اعلن وزير الخارجية فوزي صلوخ الاتفاق مع نظيره السوري وليد المعلم على وضع آلية سريعة لاختيار مكانين للسفارتين اللبنانية في دمشق والسورية في بيروت، اضافة الى منزلي السفيرين في اسرع وقت، على ان تبدأ سريعا المداولات حول اسمي السفيرين.
السفارتان قبل نهاية السنة
وقال صلوخ لصحيفة «السفير» ان فتح السفارتين سيحصل قبل نهاية هذا العام، وسيبدأ التداول باسم من سيكون السفير اللبناني الاول في دمشق فور عودة رئيس الجمهورية من كندا على ان يبت في الامر بمجلس الوزراء ويبقى سريا بانتظار ان تأتي الموافقة من الجانب السوري.
وسيتم اعتماد الآلية نفسها بالنسبة للسفير السوري المقترح في بيروت، وتوقع ان تحتاج هذه العملية الى اسبوعين او ثلاثة.
قانصو يستغرب
وزير الدولة علي قانصو ابدى ارتياحه للتطور الذي طرأ على العلاقات اللبنانية – السورية، مستغربا - بعد زيارته الرئيس سليم الحص في محلة عائشة بكار – اطلاق البعض السهام على السفارة السورية في بيروت قبل انشائها.
ورد ممثل الحزب القومي السوري في حكومة الوحدة الوطنية فضل اعلان التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية الى الرئيس ميشال سليمان والوطنيين اللبنانيين الذين بنوا هذه الثقة.
جنبلاط يرحب
رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط رحب باقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية، كما رحب باستمرار المصالحات اللبنانية – اللبنانية.
وعما اذا كان اللقاء بينه وبين الامين العام لحزب الله بات قريبا، قال جنبلاط: انا انتظر اللقاء الذي قد يحصل بين النائب سعد الحريري والسيد نصرالله، وبعد ذلك «اذا رأى الحزب انه من المفيد اللقاء معي فلا مانع لدي»، نافيا ان يكون هناك اجتماع قريب بينه وبين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كما سبق ان اعلن الوزير طلال ارسلان.
وشدد جنبلاط على ضرورة بدء الحوار حول سلاح المقاومة وان كان الامر يستغرق سنوات لكن من المفيد اننا بدأنا به.
وقال ردا على سؤال: نحن نتضامن مع الشعب السوري، وقدرنا ان نكون في علاقات صحيحة وصحية وممتازة مع سورية، لكني اخالف البعض في التضامن مع النظام السوري.
أرفض الاعتذار
وكشف جنبلاط ان السوريين يريدون منه الاعتذار، وهذا ليس واردا، لكنه اكد ا نه لن يتدخل من الآن في صاعدا في الشأن الداخلي السوري، وليختر الشعب السوري صيغة الحكم التي تلائمه.
وردا على سؤال حول العلاقة مع ايران، قال انه مستعد لزيارة ايران والتحاور مع الايرانيين اذا بادروا نحوه.
واعرب جنبلاط عن تأييده للمرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية وتفضيله باراك اوباما على جون ماكين.
المجلس الأعلى اللبناني – السوري
في غضون ذلك، تناول رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع زواره موضوع المجلس الاعلى اللبناني – السوري الذي اصبح علامة استفهام بعد التبادل الديبلوماسي بين البلدين، الامر الذي اعتبر النائب بطرس حرب بقاءه بلا مبرر.
وزير العدل ابراهيم نجار اكد ان هناك عددا كبيرا من الاتفاقات التي نظمت بين لبنان وسورية اقرت وفقا للاصول الدستورية والبرلمانية والقانونية على مر السنوات منذ 1991 ووصلت الى 124 اتفاقا.
وشدد الوزير نجار في حديث اذاعي امس على معرفة مدى امكانية التوفيق بين قيام المعاهدة بين لبنان وسورية من جهة وبين قيام العلاقات الديبلوماسية وما يستتبعها من اجراءات عملية من جهة اخرى.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )