لم تمنع الاجواء المتشنجة بين المتنافسين في السباق الى البيت الابيض من اللجوء الى تبادل النكات في حفل خيري حضراه في نيويورك امس الاول بعد يوم على انتهاء المناظرة التلفزيونية الاخيرة بينهما.
وكان المرشحان الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين نجمي حفل العشاء الذي اقيم في فندق «والدورف لاستوريا» لجمع الاموال للاطفال الفقراء.
وافتتح السيناتور ماكين باب النكات عندما اعلن ضاحكا انه اقال جميع موظفي حملته واستبدل بهم ب«جو السباك» الذي اشتهر اسمه بعد ان استشهد به ماكين في المناظرة.
أرباح جو السباك
وقال: «لقد وقع جو السباك مؤخرا عقدا مربحا للغاية مع زوجين ثريين للقيام باعمال السباكة في منازلهم السبعة»، في اشارة الى منازله العديدة الموزعة في انحاء الولايات المتحدة.
واضحى جو فورزلباكر الاربعاء اشهر سباك في الولايات المتحدة بعدما بادر السيناتور اوباما امام الكاميرات محتجا على مشروعه الضريبي الاحد الماضي خلال جولة انتخابية كان يقوم بها سيناتور ايلينوي في توليدو بولاية اوهايو (شمال).
واستحضر خصـمـــه الجمهوري مثال «جو السباك» مساء الاربعاء مستشهدا به مرارا وتكرارا ليجعل منه رمزا لصغار المقاولين في الولايات المتحدة حيث يعتبرهم انهم سيتضررون من انتخاب اوباما.
«الناخب» ميكي ماوس
وتطرق ماكين ضاحكا الى قضايا اخرى في حملته ومن بينها بطاقات تسجيل الناخبين المشكوك فيها والتي ملأتها منظمة تدعى «اكورن» التي تسجل الناخبين في المناطق الفقيرة.
وقال ماكين: «في فلوريدا، عثر على نموذج تسجيل من اكورن يحمل اسم ميكي ماوس.
نحن نتحقق من بصمات المخالب ولكنني شبه متأكد ان هذا الفأر الكبير هو جمهوري».
كما تطرق ماكين الى لحظة في المناظرة الرئاسية عندما اشار الى اوباما بـ «ذلك الشخص» ومزح قائلا ان هيلاري كلينتون التي كانت منافسة اوباما على ترشيح الحزب الديموقرطي والتي كانت حاضرة في العشاء، تدعمه في محاولته للوصول الى البيت الابيض.
وقال: «هناك مؤشرات امل حتى في اقل الاماكن التي نتوقعها.
حتى في هذه الغرفة المليئة بديموقراطيي مانهاتن الفخورين. لا استطيع الا ان اشعر ان بعض الناس هنا يؤيدونني. وانا مسرور لرؤيتك هنا يا هيلاري».
وختم ماكين (72 عاما) وصلته الضاحكة التي استمرت 15 دقيقة بتحية مؤثرة لاوباما (47 عاما) لانه اول سياسي اسود يحظى بفرصة حقيقية للوصول الى البيت الابيض.
وقال: «السيناتور اوباما على وشك ان يدخل التاريخ، وقد دخله بشكل ما فعلا».
واضاف «لقد مر وقت كان مجرد دعوة مواطن اميركي من اصل افريقي الى البيت الابيض تعد اهانة بالغة في العديد من الاوساط».
وتابع قائلا: «ولكن اليوم، ابتعدنا كثيرا عن زمن التعصب الفظ الذي اتسمت به تلك الايام، والحمد لله على ذلك. ولا استطيع ان اتمنى لمنافسي حظا موفقا، ولكنني اتمنى له الصحة».
ماكين أكبر المتأثرين بأزمة الاقتصاد
وبعد ذلك جاء دور اوباما بعد ان صعد ماكين الضغط عليه عندما قال للحاضرين انهم سيستمعون الى اطرف خطاب سمعوه في حياتهم. وبدأ سيناتور ايلينوي بقوله «لا يوجد في اميركا اشخاص اود ان اكون بصحبتهم الان غيركم».
وكانت سارة بالين مرشحة الجمهوريين لمنصب نائب الرئيس قد اتهمت اوباما «بمصاحبة» المتطرف وليام ايرز في ستينيات القرن الماضي.
والقى اوباما بنكات حول الازمة العقارية، وقال انها اثرت على ماكين ومنازله السبعة اكثر من اي شخص اخر.
وفي مزحة بشأن سن منافسه، قال اوباما مخاطبا حفيد آل سميث الديموقراطي الذي شغل منصب حاكم نيويورك 4 مرات في العشرينيات من القرن الماضي: «بالتأكيد لم اقابل جدك، ولكن مما قاله لي السيناتور ماكين..».. وتحول اوباما للحديث عن الحملة الاعلانية لمنافسه وقال «من هو باراك اوباما (...) لم يعد امامنا سوى اسبوعين للانتخابات المهمة.
وامام الاميركيين خيار كبير، ولكن اذا شعر احد بانهم لا يعرفونني حتى الان، دعني اقدم لك بعض الاجوبة».
واضاف «العديد منكم يعلمون انني حصلت على اسمي باراك من والدي. ولكن ما لا تعرفونه هو ان باراك هو تعني بالسواحيلي (ذلك الشخص)» في اشارة الى المناظرة حين اشار اليه ماكين بـ «ذلك الشخص».
وتابع اوباما الذي يتحدر والده من كينيا «وحصلت على اسمي الوسط (حسين) من شخص من الواضح انه لم يخطر بباله انني ساتنافس مطلقا على منصب الرئيس».
واضاف «ولكن عندما اتحدث عن اكبر نقطة قوة لدي فاعتقد انها تواضعي، وعندما اتحدث عن اكبر نقطة ضعف فربما تكون انني رائع جدا».