بيروت – عمر حبنجر
الترجمة العملية للتبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية ستكون على طاولة مجلس الوزراء اللبناني في اول اجتماع له بعد عودة الرئيس ميشال سليمان من قمة الفرانكوفونية في كندا، حيث شدد في كلمته باسم لبنان «على مشاركة اكثر فاعلية من دول الفرانكوفونية في حفظ السلام في المنطقة».
وستكون المصالحات ايضا في انتظار عودة الرئيس، خصوصا مصالحة القوات اللبنانية وتيار المردة في قصر بعبدا ولو ان بعض اطراف 14 آذار وبالذات اللقاء النيابي الديموقراطي برئاسة وليد جنبلاط ترى في رسائل ضمنية الى حزب الله ان المنطقة حبلى بالمتغيرات مع التحذير من خطورة زيارة عون الى ايران بالمقارنة بزيارة جعجع الى القاهرة.
وفي كلمته امام القمة الفرانكوفونية، اكد الرئيس سليمان اهمية قيام مشاركة اكثر فاعلية للدول الفرانكوفونية في اعمال حفظ السلام، اضافة الى عملية تعزيز السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط بموجب قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وقال: ان شعوب بلداننا يتوقعون منا ان نواصل العمل من اجل السلام والحوار وهي مهمة مطابقة لرسالة لبنان الذي يتوق الى تكريس موقعه كمركز معترف به دوليا لحوار الاديان والثقافات.
وشدد على التزام لبنان بلعب دوره كاملا في المؤسسات الاقليمية والدولية، لاسيما المنظمة الفرانكوفونية، كما اكد مسؤولية الدول الفرانكوفونية في التزام مبادئ التضامن والمسؤولية والحكم الجيد في ظل الازمة المالية الخطيرة الاخيرة.
رسالتان من السنيورة
في هذا الوقت، وجه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة رسالتين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وتتناول الثانية مسألة القنابل العنقودية الاسرائيلية.
وسجل السنيورة، في الرسالة الاولى، استمرار الخروق للسيادة اللبنانية جوا وبرا، كما استنكر التهديدات الاسرائيلية المتكررة تجاه لبنان، مؤكدا ان لبنان هو ضحية الاحتلال الاسرائيلي لارضه وان التهديدات التي يطلقها المسؤولون الاسرائيليون لا تعفي اسرائيل من تنفيذ التزاماتها وفق القرار 1701، ولا يمكن ان تبرر بأي شكل من الاشكال اي عمل عدائي قد تقوم به في المستقبل ضد لبنان.
وفي الرسالة الثانية، تمنى السنيورة على الامين العام حث المجتمع الدولي على تقديم المعونة والدعم المالي لاستكمال عملية نزع الالغام والقنابل العنقودية والاستمرار في الضغط على اسرائيل لتسليم المعلومات والخرائط والاحداثيات عن مناطق نشر هذه القنابل.
حزب الله: تقرير لارسن تحريضي
وعلق نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على تقرير ممثل الامين العام للامم التحدة تيري رود لارسن حول القرار 1559، مؤكدا ان التحريض الذي تضمنه التقرير هو من مخلفات الوجع الاميركي والهزيمة الاسرائيلية، وهو صراخ في الفراغ، لأن الجميع ادرك في لبنان ان المقاومة جزء لا يتجزأ من قيام وقدرة لبنان.
أبوفاعور: الأوضاع الإقليمية حبلى
وقال قاسم ان قرار اقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية هو خطوة ايجابية لمصلحة الدولتين، وهي تغلق الباب على المصطادين في الماء العكر.
وتحدث عن مال انتخابي لشراء الضمائر والعقول، وسيكون في مستواه الاعلى في هذه الانتخابات، وربما بأضعاف مضاعفة عشرة او عشرين مرة عن المبالغ التي دفعت في انتخابات سابقة.
في غضون ذلك، نبه الوزير وائل ابوفاعور «عضو اللقاء النيابي الديموقراطي» الى ان الاوضاع الاقليمية حبلى بالكثير من المتغيرات، وهي ولادة الكثير من المعطيات التي ربما تضع ايا من القوى السياسية في عين العاصفة.
واضاف، في تصريح له امس: ليس هناك اي طرف سياسي في لبنان بمنأى عن ان يكون عرضة لأي متغيرات اقليمية، مشددا على ضرورة ترميم ما تداعى بفعل ما حصل من صدامات واعتداءات حتى لا يكون الوضع اللبناني عرضة لأي رياح اقليمية، مؤكدا متابعة المصالحات وان لقاء قريبا سيتم بين رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري وبين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
النائب التقدمي الاشتراكي اكرم شهيب رأى ان الاخطر في زيارة النائب ميشال عون الى ايران هو انه تم التأسيس لها باعتداء على المملكة العربية السعودية «التي يجب ان نكن لها الوفاء».
وشدد شهيب على عدم مقارنة هذه الزيارة بالزيارة التي قام بها رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع الى مصر لأن جعجع بخطابه الاستقلالي واعتذاره وقبوله شروط تيار المردة التعجيزية يذهب الى تحقيق الوفاق الداخلي اللبناني في اتجاه العروبة ويريد تحقيق اتفاق الطائف بينما لا يريد النائب عون هذا الاتفاق.
وتساءل عن التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية هل هو ناتج عن قناعة كاملة للنظام السوري ام انه يريد استخدام الورقة اللبنانية في مشروع فك عزلته؟
ورأى شهيب ضرورة استتباع هذه الخطوة بخطوات اخرى سيادية اهمها حصر العلاقة بين الدولتين وليس بين الدولة السورية واحزاب او شخصيات لبنانية وترسيم الحدود وانهاء ملف المعتقلين وتحديد دور المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري.
واعتبر النائب سمير فرنجية ان الحشود العسكرية السورية على الحدود مع لبنان تحت عنوان منع تهريب السلاح الى لبنان هدفها منع السلاح عن حزب الله.
الكشف عن شبكة إرهابية
الاسبوع اللبناني الحافل بالتطورات اقفل على المزيد من الانجازات الامنية في ملاحقة واعتقال الشبكات الارهابية.
وفي جديد المعلومات، اصدر المحقق العسكري رشيد مزهر ثلاث مذكرات توقيف وجاهية بحق المفتش في الامن العام محمد عامر ورفعت القادري ومصطفى بكور بجرم نقل مواد متفجرة بهدف القيام بأعمال ارهابية وقتل.
وبدا من الفحوصات الاولية ان المواد المصادرة من نوع الزئبق المشع وقد ارسلت عينات منها الى باريس للفحص، وقد حاول احد الموقوفين القول انه عثر على هذه المواد موضبة ضمن انابيب على شاطئ البحر في الشمال.
وقيل ان الفرنسيين اصيبوا بالصدمة بعد الفحص المخبري لهذه المواد، خصوصا ان الانطباعات ترجح ان هدف هذه المواد القوات الدولية في جنوب لبنان المؤلفة من عناصر اوروبية، خصوصا فرنسية وايطالية.
الملف الامني حضر اجمالا خلال زيارة نائب وزير الدفاع الاميركي اريك ادلمان الى لبنان، حيث التقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وتوجت زيارته بالتوقيع على اتفاق تزود بموجبه الولايات المتحدة الجيش اللبناني بقاذفات قنابل اوتوماتيكية.
وقال ادلمان: نحن نؤمن بان القوى الامنية اللبنانية يجب ان تكون قادرة على حماية لبنان ولها حصرية السلاح.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )