بيروت
عمر حبنجر - داود رمال
سينصب الجهد السياسي هذا الاسبوع على المصالحات، بوجهيها المسيحي – المسيحي، و14 و8 آذار، حتى اذا وصل الرئيس ميشال سليمان الى بيروت عائدا من رحلته الفرانكوفونية تكون ارضية المصالحات قد تحضرت، او شارفت على الجهوزية، خصوصا بعد المنحى التصالحي الذي اتسم به حفل افتتاح مسجد محمد الأمين ژ في بيروت امس الاول، بمشاركة وحضور جميع الاطياف السياسية، بمن فيهم رئيس مجلس النواب نبيه بري وممثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله النائب حسين الحاج حسن، الذي اعطى اختياره بدلا من احد القادة الدينيين للحزب معنى سياسيا للاحتفال، من وجهة نظر نصرالله على الاقل.
هذا الحضور يؤشر ايضا الى بدء العد العكسي للقاء المنتظر بين سعد الحريري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي ينتظر ان يعقبه لقاء بين وفد قيادي من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد، والنائب وليد جنبلاط الذي انتقل امس الى القاهرة، وفي حقيبته ملف المصالحات الى جانب العلاقات اللبنانية - السورية.
وتدخل في السياق عينه زيارة رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ومثله رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي، ما يعكس اهتمام القاهرة بحملة المصالحات اللبنانية – اللبنانية، وهو ما ركز عليه وزير الخارجية احمد ابوالغيط عند زيارته الاخيرة الى بيروت.
جعجع بدا مرتاحا لاجواء الزيارة، قياسا بحجم الاهتمام المصري بالشأن اللبناني، ولجهة كونه لبى دعوة دولة عربية بصفته زعيما لبنانيا، في حين ان رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي رأى في تصريح له ان المصالحات المحلية الحاصلة تحتاج الى الدعم بواسطة المصالحات العربية – العربية خاصة بين المملكة العربية السعودية وسورية، بحسب قوله.
كرامي زاد بان السلاح مازال يرد الى لبنان وكذلك الاموال، ولم يحزم امر ترشحه للانتخابات النيابية في الدورة المقبلة، ولا ترشيح نجله فيصل.
اشارة الى ان جعجع وفي تصريح للجزيرة قال أمس: ان هناك تطابقا في وجهات النظر المصرية مع وجهة نظره، وان مصر وسورية حليفان للبنان، اما عن العماد ميشال عون ورحلته الى ايران، فقد اعتبر جعجع ان نظرة عون تنسجم مع النظرة الايرانية، علما ان لايران مشروعا آخر.
عون: يحاولون استعبادنا مجددا
العماد ميشال عون تحدث من جهته عن «محاولة لاستعبادنا مجددا»، وقال: هذه المرة ليس بالبندقية ولا بالمدفع بعد ان عجزوا بالبندقية والمدفع، اليوم يحاولون استعبادنا بالخوف والحاجة، لان الانسان اذا لم يكن محررا من الخوف والحاجة لا يمكن ان يكون حرا.
واضاف في قداس احتفالي بمناسبة الذكرى الـ 18 لاغتيال رئيس حزب الوطنيين الاحرار داني شمعون وعائلته في بعبدا: لذلك فان مخطط افقارنا، مخطط اخافتنا من المحيط ومن مكونات مجتمعنا جزء من خطة لاستعبادنا مجددا، انهم يحاولون شراءنا بالحاجة، ونحن سنتغلب على جوعنا وسنستشهد ولن نقبل الخوف.
اشارة الى ان موقع «القوات اللبنانية» الالكتروني نشر تقريرا حول اغتيال داني شمعون وعائلته اتهم فيه المخابرات السورية والوزير السابق ايلي حبيقة بتنفيذ الاغتيال وسمى الاشخاص المتورطين.
في هذا الوقت قال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اننا مازلنا نعتبر اسرائيل دولة عدوة، وعلينا حماية البلد من الاجتياحات والهجمات التي قد تقوم بها اسرائيل لضرب الدولة اللبنانية.
واعلن في حديث لصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، انه ليس من مصلحة اي من الفرقاء اللبنانيين اللجوء الى العنف والسلاح لان ذلك سيؤدي الى الدمار بالنسبة للجميع.
وقال ان ما حصل في شهر مايو خطأ، واشار الى انه يؤيد قيام علاقات ممتازة مع سورية تماما، لكن على اساس الاحترام المتبادل والندية، وهذا هو السبيل الافضل، فسورية دولة شقيقة ومجاورة، ويجمعنا بها تاريخ مشترك وسنبقى معا في السنوات المقبلة مؤكدا ان سورية ليست دولة عدوة انما هي دولة شقيقة، ونحن بصراحة تامة مستعدون للتعاون في اي مسألة تخدم مصلحة البلدين كأخوين راشدين في ظل احترام استقلال وسيادة لبنان.
وقال: هنا من يستخدم وجود السلفيين في طرابلس كفزاعة للقول ان الامر بحاجة الى الشرطة، واعتبر ان اعادة تسليح حزب الله ليس السبيل لحل المشكلات او السيطرة على البلد، وهذا ما سيلاحظه الحزب عاجلا ام آجلا، وقال ان بناء الدولة لا يحتمل الانتظار ولاحظ ان الحديث عن التطرف السني اشبه بفزاعة هو الآخر.
يبقى ان الحركة الاساسية للمصالحة مرتبطة بعودة الرئيس ميشال سليمان، خصوصا على الجانب المسيحي من المصالحات.
سليمان وساركوزي تبادلا الدعوات
ولان الرئيس سليمان التقى الرئيس الفرنسي ساركوزي في كيبك امس الاول وقبل مغادرته هذه المقاطعة الكندية، وربما كان هذا اللقاء ابرز اللقاءات التي نجح سليمان في عقدها، وقد تلقى دعوة من الرئيس الفرنسي لزيارة باريس، كما وجه بدوره الدعوة لساركوزي كي يزور بيروت مجددا.
اللقاء تم في احدى القاعات الجانبية لقصر المؤتمرات الكبرى في كيبك وقد تناول الرئيسان العلاقات اللبنانية - الفرنسية الثنائية وسبل تعزيزها من خلال الدول الاعضاء في الفرانكوفونية، وكذلك في المحافل الدولية الاخرى من اجل دعم خطوات الدولة اللبنانية في اتجاه تعزيز سيادة لبنان واستقلاله.
الرئيس الفرنسي مرتاح
وتناول اللقاء ايضا الخطوات الداخلية على مستوى الحوار الوطني، والخطوات الاخرى ذات الصلة بالعلاقات مع سورية، حيث اعرب الرئيس ساركوزي عن ارتياحه لخطوة فتح السفارات وتبادل السفراء بين لبنان وسورية.
واطلع الرئيس ساركوزي سليمان على اقتراحه عقد قمة دولية باشراف الامم المتحدة لمعالجة الازمة الاقتصادية العالمية، والبحث في النظام المالي العالمي في المرحلة الراهنة.
وفي ختام المحادثات وجه الرئيس الفرنسي دعوة رسمية لرئيس الجمهورية اللبنانية للقيام بزيارة الى باريس عندما تسمح ظروفه بذلك، واتفق الرئيسان على استمرار التواصل والتشاور فيما بينهما، كما دعا الرئيس سليمان الرئيس الفرنسي للقيام بزيارة رسمية الى لبنان.
وكان الرئيس سليمان التقى كذلك على هامش اجتماعات القمة الفرانكوفونية عددا من رؤساء الدول والحكومات قبل ظهر السبت، ابرزهم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة حيث تشاورا في العلاقات الثنائية، وفي سبل تعزيز التضامن العربي على مختلف المستويات.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )