قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امس ان الخلافات بين المملكة وسورية هي ضمن «اسرة واحدة» وان شاء الله تنتهي قريبا»، مشيرا الى عدم وجود حاجة لوساطة بين البلدين.
وقال الامير سعود في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان «العلاقات بين البلدين قائمة وستستمر وهي لا تحتاج لوساطة واذا كانت هناك خلافات فهي خلافات بين اسرة واحدة وان شاء الله تنتهي قريبا وتعود المياه لمجاريها».
الى ذلك، رحب الامير سعود بالاتفاق السوري اللبناني على اقامة علاقات ديبلوماسية، معتبرا ان هذه العلاقات تشكل «خطوة للامام ستؤدي الى اقامة جسور الثقة بين البلدين».
وفيما يتعلق بالمباحثات التي أجراها امس مع سولانا، قال وزير الخارجية السعودي: «عقدنا جلسة محادثات مطولة ومعمقة جرى فيها بحث المستجدات في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي إضافة إلى بحث الأزمة الأفغانية ومسار مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي».
وتابع: «فيما يتعلق بالقضايا التي بحثناها، استحوذت عملية السلام على حيز كبير من النقاش ويشكل تعثر العملية السلمية مصدر قلق لنا رغم كل الجهود القائمة لتحريكها».
وأضاف أن المملكة ترى «أن أهم العقبات التي تعترض عملية السلام استمرار إسرائيل في سياسة المناورة والمماطلة وعدم الجدية ومضيها قدما في بناء المستوطنات وتوسيع القائم منها وخاصة ما يحدث في القدس الشريف من محاولات تهويد والمحاولات المتوالية للمتطرفين الإسرائيليين لاقتحام المسجد الأقصى الشريف وانتهاك حرمته».
النتائج الخطيرة
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن سعود الفيصل القول: «نحن نشهد اليوم احدى النتائج الخطيرة لهذه السياسة المتمثلة في تصاعد اعتداءات المستوطنين وشراستها على الفلسطينيين في مدنهم وقراهم ومزارعهم في الضفة الغربية علاوة على ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من قمع وتنكيل للشعب الفلسطيني في كل الأراضي المحتلة».
وتابع: كل ذلك يشكل عقبة كؤودا أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة الأطراف والقابلة للحياة كما أنه بطبيعة الحال مخالف لكل التأكيدات والتعهدات الصادرة عن مؤتمر أنابوليس» للسلام الذي عقد بالولايات المتحدة في نوفمبر الماضي.
وأضاف: «ومن هذا المنطلق فإننا نرى أهمية التعامل الجاد مع هذه القضايا المحورية في اطار سعينا نحو السلام في الشرق الأوسط».
النووي الإيراني
كما تطرق سعود الفيصل إلى الملف النووي الإيراني قائلا: «فيما يتعلق بالملف النووي نحن نقدر دور الاتحاد الأوربي وما يبذله سولانا من جهود لحل الأزمة بالوسائل السلمية ومازلنا نرى أن الحل الأمثل لهذا الملف هو إخلاء منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي من كل أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية بما في ذلك إسرائيل مع ضمان حق دول المنطقة في الطاقة النووية للأغراض السلمية».
وتابع: «ونأمل أن تتوافر لهذه الجهود والمساعي المواقف الكفيلة بإنجاحها واستجابة إيران لجهود سولانا وحل الأزمة بعيدا عن لغة التوتر والتصعيد ومنطق المواجهة».
واضاف: «بحثنا أيضا المفاوضات المتعلقة باتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي ويحدونا الأمل بعد الشوط الكبير الذي قطعة الجانبان في المفاوضات عبر سنين طويلة أن يصار إلى إزالة ما تبقى من قضايا عالقة تحول دون إبرامها في أسرع وقت ممكن».
وحول حقيقة المصالحة بين حركة طالبان والحكومة الافغانية التي جرت في مكة المكرمة.
قال الفيصل ان محاولة المملكة العربية السعودية جاءت بناء على طلب رسمي من الرئيس الافغاني حامد كرزاي وإعلانه عن رغبته في أن تقوم المملكة بهذه الوساطة، مشيرا إلى أن الهدف هو وضع حد للاقتتال وإعطاء الفرصة لهذا البلد ليعيد بناء نفسه.
المحاولة فقط
وأضاف «إننا لا نملك سوى المحاولة والتي لا يمكن ان نرفض ان نقوم بها لأننا مهتمون بالأمن والسلم في هذا البلد الذي طال عناؤه ولكن الامر يعود الى الافغان انفسهم فإذا لمسنا ان هناك رغبة من الافغان لحل المشاكل بالطرق السياسية لنبذ العنف وترك السلاح والانخراط في العمل السياسي وفق المؤسسات الدستورية فإن هذا ما نأمله وستكون هناك محاولة في هذا الاطار ولكن اذا لم نلمس هذا التجاوب فيصعب أن نرى وسيلة للتدخل في الموضوع».