كشف وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز عن أن السلطات السعودية بدأت في محاكمة 991 متهما من المتورطين في قضايا «إرهابية» مشيرا إلى أن قوات الأمن تمكنت من إحباط ما يزيد على 160 عملية «إرهابية».
وقال الأمير نايف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس) مساء أمس الاول إن السعودية «تعرضت في الأعوام الأخيرة لحملة إرهابية منظمة ترتبط بأرباب الفتنة والفساد في الخارج وتستهدف المجتمع السعودي في منهجه وثوابته واقتصاده ونمط حياته وتدعو لإشاعة الفوضى ولها ارتباط مباشر بالتنظيم الضال الذي يتبنى التكفير منهجا والمسمى بالقاعدة».
البقاع الطاهرة
وأضاف أن «هذه الحملة الضالة الظالمة التي استهدفت المملكة العربية السعودية التي تحكم بشرع الله وتضم بين جنباتها البقاع الطاهرة ومهابط الوحي ويتشرف ولي أمرها ومواطنوها بخدمة الحرمين الشريفين لم يشهد لها العالم مثيلا في وقتنا الحاضر».
وأوضح وزير الداخلية السعودي أنه «بالإضافة إلى تكفير المجتمع انطلاقا من فكرهم المنحرف فقد نفذ القتلة المجرمون ما يزيد على ثلاثين عملية داخل أرض الوطن، شملت صنوف الحرابة من تفجير واغتيال وخطف وترويع وما يرتبط بذلك من تهيئة وتدريب وتجهيز وتمويل كان في طليعتها انفجارات شرق الرياض الثلاثة ومجمع المحيا ومبنى الإدارة العامة للمرور ومقر وزارة الداخلية ومقر قوات الطوارئ الخاصة ومصفاة بقيق واغتيالات الخبر التي استهدفت جميع المواطنين والمستأمنين ورجال الأمن والوطن في اقتصاده ومقدراته وقوت أبنائه».
إحباط 160 عملية
وأضاف الأمير نايف: «وقد تمكنت قوات الأمن بتوفيق الله من إحباط ما يزيد على مائة وستين عملية كفى الله العباد والبلاد بلطفه شرها حيث كان لرجال الأمن شرف المواجهة مع هذه الفئة الضالة وقضى منهم في ساحات العز والشرف 74 نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء، كما أصيب منهم 657».
وتابع: «وقد وقع الأبرياء من المواطنين والمقيمين ضحية لتلك الاعتداءات الآثمة، حيث بلغ عدد القتلى 90 والمصابين 439 أما الدمار الذي خلفته تلك الحملة فمن الصعب الإحاطة بآثاره المادية والمعنوية خاصة تلك التي طالت سمعة الدين الحنيف والمنهج القويم والسنة المطهرة والعمل الخيري في العالم وإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين، وزرع الفتنة من خلال محاربة الوطن بأبنائه وخدمة الأعداء في تحقيق مآربهم وطموحاتهم التي عجزوا عن الوصول إليها على مدى قرون طويلة».
وأضاف وزير الداخلية السعودي انه «من نظرة سريعة إلى ما تم ضبطه من أسلحة ومتفجرات تتضح الأهداف الحقيقية لهذا التنظيم الضال ومن يقف وراءه فقد تجاوزت كمية المواد المتفجرة التي ضبطت من مواد (آر.دي.أكس) و(سي.فور) و(تي.إن.تي) ثلاثة أطنان وما يزيد على خمسة وعشرين طنا من الخلائط المتفجرة ذات القدرة التدميرية العالية».
وتابع: «وكمثال على ذلك فقد استخدم منها نصف طن تقريبا في اعتداء مجمع المحيا هذا بالإضافة إلى الآلاف من القذائف باختلاف أنواعها وصواريخ متنوعة مع بطارياتها وقنابل مستوردة وأخرى مصنعة محليا وكميات من سم السيانيد القاتل والآلاف من قطع الأسلحة الرشاشة والبنادق والمسدسات والوسائط المشركة».
نتاج فكري منحرف
واضاف الامير نايف: «يضاف إلى هذا كله نتاج فكري منحرف يتبنى تكفير المجتمع ويستبيح دم أبنائه ظهر على شكل مطبوعات يتداولونها عبر شبكة الإنترنت وامتلأت بها آلاف من أجهزة الحواسيب التي ضبطت بحوزتهم».
واختتم الأمير نايف التصريح قائلا: «وفي هذه البلاد التي تحكم بشرع الله وتكفل أنظمتها حق التقاضي أمام المحاكم وفق الضمانات القضائية المعتبرة في نظام القضاء دون استحداث لآليات أو إجراءات جديدة، فقد تم البدء بإحالة 991 متهما من المتورطين في القضايا آنفة الذكر إلى القضاء الشرعي وذلك بعد أن استكملت بحقهم قرارات الاتهام ولوائح الادعاء، وسيتم تباعا إحالة من تستكمل بحقه تلك الإجراءات من المتورطين في أنشطة الفئة الضالة».